كل الاحترام والتقدير لعمال فلسطين

بقلم: سليم شراب


جرت العادة السنوية بالاحتفال بالايدى العاملة فى صبيحة أول يوم من أيار , ففى العام 1869 شكل صناعة الملابس بولايه فيلادلفيا الامريكية ومعهم بعض عمال صناعة الاحذية والاثاث وعمال المناجم منظمة " فرسان العمل " كتنظيم نقابى يكافح من أجل تحسين الاجور وتخفيض ساعات العمل .
ومع تطور الحركة النقابية الامريكية , نجحت مجموعة من القيادات النقابية فى تكوين هيئة قومية للعمال وهى " الاتحاد الامريكى للعمل " وتبنى هذا الاتحاد الدعوة لاعتبار الاول من أيار 1886 يوما للاضراب العام من أجل مطلب يوم العمل ذى الثمانى ساعات فى جميع الصناعات .
وبعيدا عن التسلسل التاريخى لهذا اليوم وقريبا ما بات يمثله اليوم ذاته لدى الفئة المحتفى بها , يلاحظ الفتور الذى بات يستقبل به هذا العيد دون غيره من أعياد ومناسبات يحتفل بها .

ومن هنا أصبح هذا اليوم والاحتفال به بات أشبه " بذكرى " لان الكثير من العمال هنا فى فلسطين خاصة لم يعد يستهويهم انتظار هذا اليوم , لانه لم يحمل أى جديد فى ظل عدم وجود فرص عمل لالاف العمال الفلسطينين بسبب الحصار ومنع العامل من العمل داخل اراضى ال 48 وفى الدول العربية وكذلك تدنى الاجور للعامل الذى استطاع ان يحصل على فرصة عمل الى جانب ارتفاع وتيرة الغلاء على كافة الاصعدة .
لذلك اذا اراد العامل الفلسطينى أن يحتفل بهذا اليوم فلابد من تضافر جهود المجتمع العالمى والمحلى بكافة أدواته الاصلاحية والاقتصادية والاعلامية لاعطاء العامل الفلسطينى حقه ليس ماديا فقط وانما معنويا .

ان العامل الفلسطينى الذى يكسب قوته من عمل يديه هو الاحق والاجدر بتكريمه وتقديره .
لابد من الالتفاف الى من يخبز خبزنا , وينظف شوارعنا , بنظرة تكاملية لما يقوم به أخرون من أمور تسهل عيشنا اليومى .
اتمنى ان ياتى العيد واقعيا أكثر من بحيث يبتهج قلب العامل الفلسطينى فرحا وسرورا بما اكتسبه من حقوق طالما هو يؤدى واجبه على أكمل وجه .
هناك مهنا يستوجب منا كمجتمع حنى الجباه ومزيدا من التقدير والدعم لم تلعبه هذه المهن من دور أساسى فى حياتنا .
نتمنى الاحتفال بهذا اليوم ونحن نحتفل بتحقيق مكتسبات تليق بانسانية وكرامة وعيش العامل الفلسطينى من خلال رفع الحد الادنى للاجور , وتكاثف عمل وجهود الجهات الرقابية على المؤسسات والشركات بل والتحاور مع العمال على أرض الواقع للاطلاع على حاجاتهم وتلمس همومهم ومشاكلهم العمالية .
ولابد من ضرورة اشراك جميع العمال فى فلسطين بمظلة الضمان الاجتماعى , وعلى كافة المسؤلين بالضفة الغربية وغزه وفى كل انحاء فلسطين بالداخل والخارج ان تنتصر للعامل فيما يخص ارباب العمل والعاملين , لان نجاح اى مجتمع لا يتم الا بهؤلاء العمال لانهم فئة لا بأس بها من نسيج المجتمع وتلعب دورا حيويا فى نهضته وتقدمة فى كافة المجالات .

وأخير أقول : ان هذ اليوم فرصة لتوقد فيه شعلة المطالبة بانصاف العامل الذى يكد ويعمل من جديد وان يكون ذكرى الاول من أيار مناسبة لوقفة اجلال واكبار , لكل الطبقة العاملة والذين جادوا باعمارهم فاضاءوا لنا الدرب ,ولا نثتثنى احد ممن سلكوا دروب العمل والكفاح .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت