أبومازن: قررنا التوجه إلى الأمم المتحدة لطرح قضية الأسرى

تونس - وكالة قدس نت للأنباء
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن السلطة الوطنية اتخذت قرارا بالتوجه إلى الأمم المتحدة لطرح قضية الأسرى، لأن قضيتهم لم تعد تحتمل، مؤكدا أن قضية فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده وإنما قضية الأمة العربية، وهي التي تأخذ القرارات بشأنها.

وجدد الرئيس أبومازن في كلمة ألقاها أمام المجلس التأسيسي التونسي، اليوم الإثنين، مطالبة الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان والاعتراف بحل الدولتين، أي بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشأن الإفراج عن جميع الأسرى الذين يخوضون إضرابا عن الطعام مطالبين بمعاملتهم معاملة إنسانية.

وشدد على أهمية تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتشكيل حكومة انتقالية من أشخاص مستقلين وتكنوقراط "فنيينط مهمتها إعادة إعمار غزة والإشراف على إجراء الانتخابات.

وقال إن" 133 دولة تعترف بدولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، أي أكثر من ثلثي دول العالم، والدليل على ذلك عندما ذهبنا لليونسكو حصلنا 107 أصوات معنا، و14 صوتا فقط بمن فيهم أميركا وإسرائيل اعترضوا على ذلك، مؤكدا ضرورة السير بهذا الاتجاه الدولي".

وأكد الرئيس عباس الاستعداد للذهاب للمفاوضات في الوقت الذي نذهب فيه للأمم المتحدة، لأنه لا يوجد أي تناقضات بين الذهاب للأمم المتحدة وبين المفاوضات، أي أن المفاوضات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لبحث التفاصيل القضايا السبع المشتركة بيننا وبين الإسرائيليين وهذه القضايا لا تحل بالأمم المتحدة، فالأمم المتحدة تعطينا دولة أو دولة عضو فيها ليس أكثر من ذلك، إنما قضايانا المختلفة نحلها بالمفاوضات إذا رغب الجانب الإسرائيلي أن تسير المفاوضات.

وتابع "ومع الأسف حتى هذه اللحظة التي أقف فيها بينكم لا يوجد أية بوادر توحي أن الطرف الإسرائيلي يوافق على المفاوضات".

وقال" إننا نطالب الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان، إذ إنه يقتلع الأرض الفلسطينية شبرا بعد شبر، وبالذات القدس الشريف والأحياء العربية مسيحية والإسلامية فيها، مؤكدا سعي إسرائيل لمحو معالم هذه المدينة المقدسة، إضافة لباقي الضفة الغربية، مضيفا "إذا لم تتوقف عن هذه النشاطات الاستيطانية لا مفاوضات".

وشدد على ضرورة اعتراف إسرائيل بحل الدولتين وبقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 لا أكثر ولا أقل، مشيرا إلى وجود أكثر من اتفاق مع الإسرائيليين على إطلاق سراح جميع الأسرى، منها اتفاقات رسمية موقعة، لكن ينقضون العهود، بالتالي بدأت تتفاعل قضية الأسرى، لدرجة أن هناك إضرابا من آلاف الأسرى عن الطعام يطالبون بالمعاملة الإنسانية فقط، ومع ذلك إسرائيل لا تلبي مطالبهم.

ونوه إلى القرار الذي تم اتخاذه بالذهاب للأمم المتحدة لرفع قضية الأسرى، وتابع قوله " ولكن نعرف من يؤيد إسرائيل سيحرمنا من الوصول إلى قرار، مع ذلك ولا بد أن ترفع صوتنا في كل مكان، لأن قضية الأسرى لم تعد تحتمل إطلاقا، وخاصة أن إسرائيل تحاول أن تصل إلى أهدافها بكل الوسائل".

وأكد أبو مازن قائلا " إذا وافقت إسرائيل على وقف الاستيطان والاعترفت بحل الدولتين وأطلقت سراح الأسرى حسب الاتفاق، سنذهب للمفاوضات، وإن لم توافق فنحن سنبقى صامدين في بيتنا"، مضيفا ً"أهم شيء أننا صامدون ولن نخرج من بيوتنا كما حصل عام 1948 أو كما حصل بشكل نسبي عام 67، سنبقى في أرضنا لأنه إذا خرجنا منها تركنا المجال لهم، لن نترك المجال لهم، وسنبقى إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا".

وتابع "أمامنا خطوة أخرى ربما نذهب مرة أخرى للجمعية العامة لنطالب بصفة الدولة لفلسطين، وهذا إنشاء الله سيأتي في الفترة القادمة، حسب مجريات الأمور بيننا وبين الجانب الإسرائيلي وبوساطة دولية، الرباعية الدولية وغيرها".

وأوضح أن القرارات السياسية التي نتخذها، لا نتخذها لوحدنا، وإنما لدينا ما نسميه لجنة المتابعة العربية وهي مشكلة من 14 دولة وتونس عضو في اللجنة، وهذه اللجنة تجتمع كل شهر تقريبا، لتناقش ما وصلنا إليه وما يجب أن نفعله، بمعنى أن القضية ليست قضية الشعب الفلسطيني لوحده وإنما قضية الأمة العربية وهي التي تأخذ القرارات بشأن هذه القضية.

وحول الموضوع الخلافي بشأن زيارة القدس، قال الرئيس عباس "أنا بدأت، (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، قصدت أن أبدأ بهذا لأقول إن الله سبحانه وتعالى جاء برسوله في ليلة الإسراء ليصلي بكل الأنبياء، وأين في القدس، ولم يأخذ إذن من الرومان حيث كانوا يحكمون، لأن هذه بقعة مقدسة، ويجب علينا أن نزورها أي كان الحاكم الذي فيها، وهناك نقطة خلافية لا تزوروا لا بل نزور، والحقيقة نحن نرى أن يجب على العرب والمسلمين عامة وكذلك إخواننا المسيحيين أن يتواصلوا مع القدس لأن القدس تحت الخطر، القدس ومعالمها ومقدساتها تحت الخطر، كيف نحميها نحمي أهلها نحمي أولئك الذين يجلسون سجناء في القدس 300 ألف كيف نحميهم كيف نشد من أزرهم، أن نزورهم وندعمهم ونساعدهم، لأننا بصراحة نقول أنت عندما تزور فلسطين لا تزور السجان الإسرائيلي وإنما تزور السجين الفلسطيني وعليك أن تفعل هذا".

وقال "نحن ندعو كل مسلم وعربي أن يزورنا لأنه بصراحة لا يوجد ما يمنع بالدين ونحن عند الدين نقف، إذا في ما يحرم لا نحن لا نقبل، لكن إذا هناك اجتهاد نحن نجتهد، إذا قيل أن الدين يحرم نحن نحترم أي إنسان يقول هذا حرام، أما إذا قال هذا اجتهادي، فنقول أهل مكة أدرى بشعابها، اترك لنا هذا الاجتهاد نحن الذين نقرر ذلك".

وختم الرئيس بالقول "الأخوة الأعزاء، اليوم كنا في بلدية تونس، وشرفت أن أحمل مفتاح المدينة، وأتمنى أن يأتي الوقت وأن يأتي إلينا رئيس تونس ليحمل مفتاح القدس المحررة، كذلك اليوم أبلغنا دولة رئيس الوزراء أن تونس منحت فلسطين أرضا لبناء السفارة الفلسطينية عليها، ونحن قلنا لسفيرنا، سفير تونس عندنا هو سفيرنا، ستكون له أرض في رام الله موقع مؤقت لسفارة تونس، لأن سفارة تونس الأصلية ستكون بالقدس".