عمال غزة ما بين الــ 100$ والبطالة

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
إندفع غاضباً بالحديث فور سؤاله عن عيد العمال العالمي قائلاً " وين العيد مش شايفه، إحنا أساساً لا نخطر في بال أحد، وإن خطرنا يمنحونا 100$ كمساعدة أو صدقة بنشوفها كل عيد مرة، أو بطالة نقوم بالكنيس فيها بالشوارع، وأغلب الأوقات نجلس على الأبواب بدون عمل".

ويوضح العامل الفلسطيني أبو محمد (43عاماً) من غزة لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء مياس أبو الجبين أنه منذ ما يزيد عن عشرة سنوات وهو يعيش على البطالات التي تقدمها المؤسسات، أو المساعدات التي يحصل عليها من الحكومتين بغزة ورام الله.

ويبين أبو محمد أنه كان يعمل في إسرائيل نجاراً، ويتقاضى مرتباً ممتاز قائلاً" كنت باخد 200 شيكل يومياً داخل إسرائيل، رغم أني كنت أطلع على الشغل من قبل الفجر، وأتوقف على حاجز إيرز، وأتعرض لتفتيش ومضايقات في الفترة الأخيرة، إلا أنني كنت أرَوح على الدار رغم التعب مبسوط علشان قدرت أوفر احتياجات بيتي وأطفالي".

كل أسبوع...
ويشير إلى أنه اليوم بالكاد يتمكن من توفير متطلبات الحياة اليومية، وأنه في كل فترة يتمكن من الحصول على بطالة في زراعة أو في عمل داخل مؤسسة كمستخدم، وفي بعض الأوقات يبقي أشهر بدون عمل، وهو ما يضاعف المعاناة لديه وعائلته، مبيناً أنه في هذه الأوقات يتمكن من الحصول على العمل في ورشات النجارة بشكل متفرق كل أسبوع يومين براتب لا يتجاوز (40 شيكل) يومياً .

ويصادف اليوم الأول من أيار/مايو" عيد العمال" حيث يحتفل العالم بهذا اليوم، بينما يعتبره 222 ألف عاملاً فلسطيني عاطل عن العمل يوم تتجدد فيه معاناتهم وصراعهم مع لقمة العيش وتوفير حياة كريمة لأطفالهم، في ظل ظروف اقتصادية يعيشها قطاع غزة لا سيما واستمرار الحصار الإسرائيلي عليه.

ويقول أبو محمد إنه "يحمد الله على كل حال، وأنه يتمنى من المسئولين تحمل مسئولياتهم اتجاههم كشريحة من المجتمع تعاني بشكل يومي من قلة فرص العمل، وتحمل على عاتقها مسؤوليات كبيرة، قائلاً " مرات بكون محتار شو أحكي لأطفالي لما بدهم ملابس في المناسبات والأطفال لا يعرفون كلمة معيش وفش كل حاجة بدهم إياها".

يرفض سياستهم...
ويرفض العامل أبو موسى الذي أنهى بطالة " كنيس بالشوارع" قبل أيام سياسة المؤسسات التي تمنحهم هذا النوع من البطالات، مبيناً أنهم لو أقاموا مشاريع تشغيلية لهم كعمال بالمبالغ التي تصرف على البطالة، من الممكن أن تساهم في تشغيل عدد من الأيدي العاملة بدل من تشغليها في الشوارع .

ويوضح أبو موسي (38عاماً) من غزة، أنه يقبل العمل في الشوارع نتيجة عدم وجود فرصة عمل دائمةً له، مبيناً أنه يعمل في البناء، وقال " عملت مع معلمي إللي كنت أشتغل معه في إسرائيل في الطوبار، ولما يمسك شغل كبير بنزل أشتغل معه، وفي حال كان الشغل خفيف بقعد في البيت وبيشغل أبنائه معه".

ويتابع" نعاني أيضاً من أزمة حقيقة من أصاحب المنازل التي نقوم ببنائها، فهم يشترون كل مستلزمات البناء وعند دفع أجار العمال يقولوا ويحلفوا أيمان أنهم لا يمتلكون المال، وطبعا المعلم إللي بنشتغل معه ما بقدر يعمل حاجة وبنصير ناخد الأجرة بالقطارة كل ما يدفع صاحب البيت دفعة بناخد حاجة من أجرنا".

ويؤكد أنه وباقي شريحة العمال تضرروا بشكل كبير جراء فقدانهم فرص عملهم داخل إسرائيل مشيراً إلى أن معظم العمال الذين تمكنوا من فتح مشاريع صغيرة بغزة وعملوا فيها لإعالة أسرهم سرعان ما تكبلوا الديون نتيجة فشل هذه المشاريع في ظل الأوضاع المعيشة الغاية في الصعوبة.

ويدعو أبو موسى الحكومتين بغزة والضفة الغربية لضرورة تحمل المسؤولية العاجلة اتجاه شريحة العمال قائلاً " موظف رام الله أخر الشهر في إلو راتب وموظف غزة كمان في راتب، والباقي كل واحد إلو تنظيم وحزب موظفو، وطيب إحنا العمال ما إلنا غير الله "، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بهم .

ويختم أبو موسى حديثه بأن الأيدي العاملة بغزة لديها خبرات واسعة في كافة مجالات العمل ولو نفذت الحكومتين مشاريع تنموية وتشغيلية فمن الممكن أن يستفيدوا من وجود هذه الأيدي، منوهاً إلى ضرورة تفعيل المصانع ودعمها من الحكومة لما توفره من فرص عمل لأعداد كبيرة من العاطلين عن العمل.

وشهدت الأراضي الفلسطينية في هذا اليوم سلسلة فعاليات ، وسط تأكيد على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والقانونية للعمال، وضرورة رفع الصوت عالياً في وجه الظلم والاستبداد والاستغلال، والعمل لسن القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق العمال وتخدم مصالحهم.

وكالة قدس نت للأنباء رصدت فعاليات الأول من أيار بالصورة..