اسرى الحرية يكتبون مجد الامة

بقلم: عباس الجمعة


اليوم يخوض نحو 3500 أسير فلسطيني، ثلث الأسرى في سجون الاحتلال، إضرابا مفتوحا عن الطعام حيث يطلقون صرخة احتجاج بمواجهة سلطات الاحتلال الصهيوني ورسالة إنسانية لأصحاب الضمائر الحية في العالم بضرورة لفت النظر إلى معاناتهم التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، خصوصاً بعد أن أصبحت حياة اغلبية الاسرى معرضة لخطر الموت تحت الابتزازات الصهيونية المتكررة للنيل من صمودهم.
نعم تخوض الحركة الاسيرة الإضراب الذي سيكون مقدمة لما هو أعمق وأبلغ تأثيرا، فصمود هؤلاء الابطال في معركة الأمعاء الخاوية، ليس إلا مقدمة لمعركة وتحرك قد لاتدرك حكومة الاحتلال عواقبه ، وان الانفجار لن يبقى داخل اسوار السجن وانما سيمتد للخارج.
انها رسالة واضحة لكل من يمارس الظلم والاضطهاد ، ورسالة اكثر وضوحا للاحتلال الذي يمارس ابشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وهو ما زال جاثما على صدر الشعب الفلسطيني وارضه والارض العربية ، وان رسالة الاسرى تؤكد ان الظلم لا يدوم ولا يستمر .
ان حياة عدد من المناضلين الاسرى اصبحت في خطر وفي مقدمتهم الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات وجميع الاسرى في سجون الاحتلال الذين مضى على اضرابهم اكثر من ستين يوماً وفي مقدمتهم عميد اسرى جبهة التحرير الفلسطينية محمد التاج وبلال دياب وثائر حلاحلة، وهذا يتطلب من كل فلسطيني وفلسطينية، ومن كل عربي وحر في العالم، واجب المساهمة، والمشاركة بدعم قضية الاسرى في معركتهم ، معركة الصمود والحرية.
ان ما تقوم به الحركة الاسيرة وفي مقدمتها القادة احمد سعدات ومحمد التاج والاسرى والاسيرات ، وحالة التضامن الشعبي التي ترافق خطوات الاسرى المضربين عن الطعام تعيد الى اذهان الجميع القضية الفلسطينية واولوياتها قضية الاسرى بما تمثل وهي صرخة مباشرة للمجتمع الدولي الذي يكيل الكيل بمكيالين .
ان الاسرى والمعتقلين الابطال ومعهم الشعب الفلسطيني المناضل الذي عانى على امتداد عشرات السنوات الظلم واللجوء والتشرد وقدم قوافل الشهداء ، لم يعد يقبل بأي شكل من اشكال الظلم ، وما يقوم به اسرى الحرية الابطال انها انتفاضة العشق للوطن والحنين للارض ، ووضع معالم المستقبل الذي يستحقه وبجدارة الشعب العربي الفلسطيني.
لهذا نرى ان معركة الأمعاء الخاوية هذه قد تكون مقدمة لانتفاضة شعبية قادمة ، وهي انتفاضة مشروعة في وجه احتلال غاشم لايراعي أدنى معايير حقوق الانسان، ولا يقيم وزنا لأبسط التشريعات والقوانين الدولية الخاصة بالأسرى. انتفاضة تجد في الشعوب العربية واحرار العالم سندا ومحركا وظهيرا، في وجه الصلف والتعنت الصهيوني .
ان الشعب الفلسطيني اليوم لم يعد يسمح بضياع حقوقه الوطنية المشروعة ، وهو سوف يتصدى بكافة الامكانيات من اجل حماية المشروع الوطني الفلسطيني بكافة الوسائل والطرق والاستمرار في التمسك بالحلم الفلسطيني بالعودة والحرية والاستقلال .
أن تدويل قضية الاسرى مسألة هامة ، وخطوة تستدعي تكثيف كافة الجهود فلسطينيا وعربيا لطلب عرض قضيتهم في الامم المتحدة ، وإجبار حكومة الاحتلال التوقف عن سياستها المنافية لكافة المواثيق الدولية والإنسانية.
وغني عن القول فاننا ندعو الى انخراط كافة القوى الشعبية والسياسية في هذه المعركة الوطنية في اطار خطة وطنية شاملة وموحدة بابعادها الوطنية والعربية والاقليمية والدولية في شتى الميادين الانسانية والسياسية والقانونية والاخلاقية، كما نطالب القوى الحية والاحزاب العربية وكل الاحرار والشرفاء في العالم بمساندة الاسرى الابطال في معركتهم الانسانية والوطنية ضد الظلم والاذلال وامتهان الكرامة والتعذيب والعدوان والاحتلال والعنصرية.
ختاما : ان اسرى الحرية يكتبون اليوم مجد الامة ، وهذا يتطلب من كافة المعنيين تحمل مسؤولياتهم اتجاه هذه المعركة الانسانية والوطنية والمطالبة بالتحرك على اساسها والتي باتت منارة لمناضلي شعبنا ترسم طريق الكرامة والخلاص الوطني وتمثل جزءا لا يتجزأ من معركة الحرية والاستقلال والعودة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت