بعد عام من التوقيع.. المصالحة تراوح مكانها فمن المسؤول ؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
مر عام كامل على اتفاق المصالحة الذي وقعت عليه الفصائل الفلسطينية في الرابع من مايو العام الماضي في العاصمة المصرية القاهرة لتبدأ بعد ذلك آليات التطبيق التي لم ترى النور منذ ذلك الوقت سوى لقاءات وتصريحات من هنا وهناك دون أي نتائج فعلية على أرض الواقع.

المحلل السياسي الفلسطيني ناجي شراب رأى أن مسببات عدم تطبيق اتفاق المصالحة لا تكمن في تشكيل الحكومة وعمل لجنة الانتخابات بغزة وإنما ماذا لو تحققت المصالحة أي كيف سيكون وضع حركة حماس في غزة بعد التصالح وكذلك وضع السلطة في الضفة.

وأضاف شراب في حديثه لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء", " إن التغيرات الاقليمية والدولية لها دور فعال في عدم تطبيق المصالحة كونها تتحكم بالقرار الفلسطيني مشيراً إلى أن كلاً من حركة فتح وحماس تنتظر التغيرات الاقليمية وخاصة الانتخابات المصرية والملفين السوري والايراني إضافة لذلك تحرك ملف المفاوضات.

وزاد شراب على تلك الاسباب ضعف مؤسسات المجتمع المدني في الضغط على طرفي الانقسام وقوة الاجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة إضافة لذلك دور المواطن الفلسطيني الذي بدأ يتراجع نتيجة الأوضاع الاقتصادية.

وأوضح أن حركتي فتح وحماس لا يوجد عليهما ضرر من الانقسام السياسي وهذا ما جعل الطرفين مرتاحين من الانقسام في الضفة الغربية وقطاع غزة !

وقال " في نهاية المطاف لا بد للطرفين التغلب على خيار الانقسام وتحقيق المصالحة في اسرع وقت بعيداً عن الضغوط الخارجية وإنتظار الانتخابات المصرية والأمريكية وتحريك المفاوضات.

ومن جانبه قال خالد الخطيب نائب الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن هناك قناعة راسخة لدى الجميع أن فتح وحماس اتخذتا قرار بالتوقيع على المصالحة وكذلك إعلان الدوحة بغض النظر عن المعيقات التي تواجه طريق المصالحة ولكن التطبيق معلق.

وأضاف " رغم أجواء التفاؤل التي تسود الشارع الفلسطيني في بعض الاحيان ما زالت العراقيل قائمة ولجان المصالحة معلقة ", لافتاً إلى أن اتفاق المصالحة سيتم ترجمته على الأرض معرباً عن أمله أن تسارع حماس في قطاع غزة بالسماح للجنة الانتخابات المركزية بالعمل في القطاع لتحديث سجلات الناخبين.

وطالب بضرورة تخطي تلك المعيقات للوقوف صفاً واحداً أمام ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضد الاسرى الفلسطينيين ومواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.

إلى جانب ذلك أكد منسق لجنة الحريات العامة وبناء الثقة في الضفة الغربية مصطفى البرغوثي، وجود جهود فلسطينية وعربية تبذل لإحياء المصالحة الفلسطينية المتعثرة منذ إعلان الدوحة قبل عام من جديد .

وأوضح البرغوثي في تصريح لـ "وكالة قدس نت للأنباء" ، أن هناك لقاءات وإتصالات تجري بين الفصائل والأشقاء المصريين لبحث ملفات المصالحة المتعثرة ودفعها بإتجاه تحقيق الوحدة الداخلية.

ورجح منسق لجنة الحريات العامة وبناء الثقة، أسباب فشل تحقيق تقدم في ملفات المصالحة الداخلية إلى عدم تطبيق إتفاقات القاهرة وإعلان الدوحة على الأرض بكافة بنودها، موضحاً أن المطلوب الان هو توفر إرادة سياسة حقيقية لدى كافة الأطراف الفلسطينية لتجاوز عقبات المصالحة وتشكيل الحكومة الإنتقالية وتحديث السجل الإنتخابي.

وأكد البرغوثي، أن الوضع الفلسطيني خطير جداً، ولا يتحمل أي تأخير في ملفات المصالحة، موضحاً أن المصالحة ستحقق فور توفير النية والإرادة الصادقة لها، موضحاً أن اللقاءات التي تجري بالعاصمة المصرية القاهرة تبعث بأمل لإحياء المصالحة من جديد .