وفد بحريني يتجول في مؤسسات وجمعيات مدينة القدس

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
استهل وفد مملكة البحرين زيارته لمدينة القدس ،اليوم السبت، بجولة في مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية حيث كان في استقباله محافظ القدس عدنان الحسيني ومدير الهيئة الادارية لجمعية المقاصد د.عرفات الهدمي والمدير الطبي للمستشفى د.بسام ابو لبده، واطلع الوفد على الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى للمرضى الفلسطينيين رغم الحصار المفروض على مدينة القدس ثم تجول في اقسام المستشفى المختلفة.

وشرح محافظ القدس للوفد البحريني اجراءات الاحتلال في المدينة المقدسة وتأثير الجدار الفاصل العنصري على حياة المقدسين وما يسببه من خنق للمدينة اقتصاديا واجتماعيا وتشتيت العائلات الفلسطينية, مؤكدا أن مستشفى المقاصد يعتبر من اكبر مؤسسات مدينة القدس وقد لعب دورا مميزا في الانتفاضة الأولى والثانية.

وأكد المحافظ الحسيني أنه رغم سيطرة إسرائيل على مدينة القدس إلا أن الفلسطينيين يحاولون إثبات وجودهم في المدينة وأنهم أصحاب السيادة والأرض مشيرا إلى المعركة التي تشنها إسرائيل ضد الحضور الديموغرافي والسياسي والتاريخي والثقافي وتضخ فيها إمكانيات هائلة.
واستعرض المحافظ النشاط الاستيطاني في مدينة القدس حيث هناك 16 مستوطنة في محيط القدس إضافة إلى قدوم 200 ألف مستوطن منذ عام 67 وحتى الآن وكذلك العديد من المستوطنات الموجودة داخل أحياء القدس مثل الشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة موضحا أن المخطط الإسرائيلي يستهدف تقليص إعداد المقدسيين في المدينة ليصبح 12% فقط من مجموع السكان علما أن نسبة المقدسيين في القدس الآن هي 38% .

وقال إن "استراتيجتنا تستدعي المحافظة على نسبة الفلسطينيين وزيادة إعدادهم في القدس وهذا يتم من خلال دعم المؤسسات الفاعلة. محذرا في الوقت نفسه من قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي الذي يسعى إلى السيطرة على الأملاك الفلسطينية ثم تحويلها إلى جهات استيطانية".

ودعا الحسيني الأمة العربية للوقوف إلى جانب المقدسيين ودعم مؤسساتهم في القدس فامتنا كبيرة ويجب أن تحافظ على القدس لان القدس عربية إسلامية وليست فلسطينية ونحن السدنة والمرابطين. مؤكدا أن حضور الوفد البحريني يأتي في إطار زيارة السجين وليس زيارة السجان كما يحاول البعض أن يعطل هذه المسيرة".

بدوره رحب رئيس جمعية مستشفى المقاصد د.عرفات الهدمي بالوفد البحريني في المستشفى واستعرض تاريخ ونشأة المستشفى. وقال إن "المستشفى صرح طبي عظيم على جبل الزيتون وهو المرجعية الطبية لجميع مستشفيات فلسطين ويستقبل المرضى الفلسطينيين من الضفة والقطاع".

وأضاف أن المستشفى قدم خدمات طبية خلال السنوات السابقة تضاهي المستشفيات الإسرائيلية مشيرا إلى الأزمة المالية التي يمر بها المستشفى بسبب الظروف السياسية والاقتصادية ولكونه مؤسسة خيرية.مؤكدا أن المستشفى له ديون على المرضى بحوالي 80 مليون شيكل وان عدد العاملين فيه حوالي 800 موظف وعامل.

ثم تحدث المدير الطبي للمستشفى د.بسام ابو لبده عن الانجازات الطبية التي حققها المستشفى على مدار السنيين ومشاريع البناء التي يقوم بها المدعومة من قبل الجهات الاسلامية والعربية مؤكدا ان المستشفى صامد رغم الصعوبات التي يواجهها وسيبقى يدخل ما بين 300-400 فلسطيني يوميا الى مدينة القدس.

ثم تحدث رئيس الوفد البحريني الشيخ علي مطر شاكرا الجانب الفلسطيني على حسن الاستقبال مؤكدا أن "الزيارة تأتي من واجب التواصل مع اخواننا في فلسطين وخاصة أن زيارة القدس تأتي لدعم المقدسيين بسبب أوضاعهم الخاصة وأن أنظار العالم تتجه اليوم إلى المسجد الأقصى ومسالة زيارة الأقصى.

واعتبر هذه الزيارة بأنها "خطوة عملية للتواصل مع اخواننا وكنا ندعم القضية الفلسطينية بالخطب والمحاضرات والدعاء ولكن تبقى جانب نظري مؤكدا أن مثل هذه الزيارات وهي تطبيق عملي لدعم صمود إخواننا في بيت المقدس وفلسطين ودعم رباطهم وصبرهم ".

وأكد أن الوفد البحريني وقف على معاناة الشعب الفلسطيني وهي كثيرة جدا موضحا أن الوفد تعلم واستفاد من قوة صبر الفلسطينيين ورباطهم ومن معنوياتهم المرتفعة.

ودعا العرب والمسلمين في دول الخليج والوطن العربي أن يشدوا الرحال إلى المسجد الأقصى لدعم إخوانهم والالتقاء بهم فهم بحاجة إلى هذا التواصل الشرعي والإنساني والديني.

ثم تحدث السفير الفلسطيني في البحرين طه محمد عبد القادر بقوله إن "هذا اليوم هو من أجمل حياتي وخاصة أنني أطأ ارض القدس لأول مرة منذ مغادرتي فلسطين عام48 مستذكرا تصريحات المرحوم فيصل الحسيني في الحفاظ على مدينة القدس وعروبتها".

واعتبر أن وجود أي وفد عربي أو إسلامي أو مسيحي مؤيد للقضية الفلسطينية وحضوره إلى فلسطين وزيارة القدس سيجد نفسه ليس فقط متفاعلا وأنا سيندم على كل ما مضى وسيشعر بالتقصير لأنه لم يقدم أي شيء للمدينة المقدسة. معربا عن أمله أن يصبح الوفد البحريني سفيرا لمدينة القدس لتبقى عربية وقبلة للمسلمين وتفتح زيارته المجال لوفود عربية أخرى.

وعول السفير عبد القادر كثيرا على هذه الزيارة ومثيلاتها قي تعزيز أشكال الدعم والتواصل المباشر مع مؤسساتنا والخروج من متاهة من نساعد ولمن نقدم ... معربا عن امله في أن يقوم أبناء الأمة العربية بواجباتهم الشرعية والوطنية تجاه فلسطين وأهلها الذين يتصدرون الصفوف الأمامية في معركة الدفاع عن كرامة الأمة .

كما وزار الوفد جمعية برج اللقلق في البلدة القديمة واستمع من رئيس هيئتها الإدارية إلى شرح عن الجمعية وتأسيسها والآليات التي انتهجها في الدفاع عما يقارب التسعة دونمات جرى انتزاعها من أنياب غول الاستيطان ، والنشاطات التي يقوم بها من اجل خدمة أبناء البلدة القديمة وعموم أبناء مدينة القدس والذين يقارب عددهم 350 منتفعا من فئات الشباب والنساء والأطفال موضحا الاحتياجات الأساسية التي تحتاجها جمعيته من اجل مواصلة العمل وسط إحاطتها بالمستوطنين من كافة الجوانب .

واطلع عمر غرابلى مدير مدرسة الأيتام الإسلامية الصناعية الوفد البحريني لدى زيارته للمدرسة على رسالة مدرسته الاجتماعية والإنسانية مقدما نبذة عن تاريخها والموقع الذي تشغله والذي يمتد إلى العصر المملوكي والحرف التي تعلمها للطلبة وتطلعاتها المستبقية ، معربا عن أمله في أن تكون المدرسة محل اهتمام لدى المسؤولين والخيريين من أبناء الأمة العربية .

ووجه الشيخ ابراهيم زعاتره مدير وزارة الأوقاف في محافظة القدس نداء استغاثة إلى الأشقاء العرب بالتوافد في قوافل داعمة ومعززة لصمود الشعب الفلسطيني عامة وأهالي مدينة القدس خاصة ، موضحا أن المدينة تحتضر وتعيش معركة وجود مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدفها بشكل يومي داعيا إلى تشكيل مكاتب رسمية وشعبية في أنحاء الوطن العربي من اجل تسيير رحلات منتظمة إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك خاصة في ظل فصل المدينة المقدسة عن عنقها العربي والإسلامي والفلسطيني مؤكدا أن العرب والمسلمين الآن في تحد من اجل استعادة هذا العمق وموضحا أن الواقع الاحتلالي للمدينة يفرض على العرب والمسلمين شد الرحال إلى المسجد الأقصى .

كنا وزار الوفد البحريني مركز العمل المجتمعي التابع إلى جامعة القدس والتقى بمسؤولية وموظفيه مباركا الجهود التي تقوم بها هذه الجامعة المقدسية من اجل تعزيز صمود المقدسيين ورفع شأنهم وتحديث آليات مقاومتهم وصولا إلى مبتغاهم في الحرية والاستقلال .

ووزع الوفد البحريني الهدايا الرمزية على أطفال من البلدة القديمة خلال زيارته لجمعية شباب البلدة القديمة واستماعه لشرح عم واقع وخدمات وغايات الجمعية من مديرها التنفيذي المربي سمير عمرو .

وفي الإطار نفسه رحب مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين باسم الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني بوفد مملكة البحرين في المسجد الأقصى المبارك موضحا أن "هذه الزيارة تأتي في وقتها المناسب حيث تعزز من صمود أسرانا البواسل الذين امضوا حتى الآن 19 يوما على خوضهم معركة الأمعاء الخاوية ، وفي وقت تشتد فيه الحملة الاستيطانية في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى منوها أن الفلسطينيين يشعرون بنشوة وهمة عندما يشاهدون أشقائهم العرب يؤازروهم في نضالاتهم من اجل الحرية والاستقلال فيشتد عودهم في الدفاع عن عقيدتهم ومسجدهم الذي باركة الله وبارك ما حوله لإيمانهم بان الباري عز وجل اختارهم سدنة ومرابطين مدافعين عن أولى القبلتين".

وأكد المفتي على ضرورة توسيع دائرة الدعم المعنوي والمادي للشعب الفلسطيني وأهالي مدينة القدس من الأشقاء العرب حتى يتسنى تعزيز عملية الدفاع وحماية المقدسات وكسر الحصار عنها معربا عن أملة في تجنيب الأمة العربية ومملكة البحرين شر الفتن .

بدورة نقل الشيخ يعقوب شبانه ترحيب رئيس مجلس الأوقاف الأعلى الشيخ عبد العظيم سلهب بالوفد البحريني موضحا أن اعمار المسجد الأقصى لا يكون بالحجارة وحسب إنما بالصلاة والرباط فيه مناشدا الأشقاء العرب شد الرحال إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى .

ونقل عمر الشلبي أمين سر حركة فتح اقليم القدس ترحيب المقدسيين عامة بالأشقاء العرب والوفد البحريني داعيا إلى مزيد من مثل هذه الزيارات التي تحمل لهم في طياتها الكثير من المعاني في مقدمتها بأنهم باتوا ليسوا وحيدين في معركتهم مؤكدا أن المقدسيين على عهدهم بالصمود والثبات والدفاع إلى يوم الدين .

من جانبها اعتبرت جهاد ابو زنيد عضو المجلس التشريعي عن دائرة القدس زيارة وفد مملكة البحرين بالتاريخية ، معربة عن أملها في أن تكون هذه مجرد البداية حيث من شأنها رفع معنويات الشعب الفلسطيني وتعزيز روح الفداء في معركته العادلة مع الاحتلال حتى استعادة حقوقه المسلوبة وصولا إلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

وانتهت الزيارة للمركز النسوي مخيم شعفاط، وقدم الوفد البحريني بعض الهدايا الرمزية للأطفال الايتام.
يذكر أن وفد مملكة البحرين يزور الأراضي الفلسطينية منذ أسبوع تجول خلاله في محافظات الضفة الغربية، وكان قد استهل زيارته بلقاء الرئيس محمود عباس ، وكانت القدس المحطة الأخيرة في زيارته وهو وفد أهلي غير رسمي يمثل مشايخ في المملكة وتجار ورجال أعمال .