لقد جسدوا براءة الإنسان وفطرته التي فطره الله تعالى عليها بعيدة عن التشوّهات التي صنعتها أيدي الإنسان ، فالمسرح العربي الأصيل يشكل درعا واقيا وقدرة تمييز وإدراك تحمي الإنسان من ألاعيب الإعلام وتكشفها أمامه.
لقد تفاعلت المسرحيات الثلاثة وترجمت واقع قضايا نعيشها ، ومن خلال تلك الترجمة استحوذت تلك المسرحيات إعجاب الجمهور الحاضر لها .
فالمسرحية الأولى ( السائس ) جسدت جوانب من الصّدق والبراءة والمصارحة والألُفة ، وهي تعكس صورةً طيبةً ممّا يحدث في مجتمعنا الفلسطيني ، وقد سمُي بالمسرح نسبة إلى الأرض الممتدة الكبيرة التي يسرح فيها الغنم ، وقد اقتصر هذا المبنى الصغير ( المسرح ) ليجسد الصورة الحقيقية للحياة وكأنها مسرح كبير ، وقد نجح المعلم القاصّ أن يعصر لنا المسرحية في هذا العمل الأدبي المتميز ، وليصعد درجاتٍ عاليةً في هذا السُّلم المسرحي وعلى ذلك توالت المسرحية الثانية بعنوان ( لا للمستحيل ) لتجسد واقعا أليما نعيشه بكل جوانبه .
وطالما أن الأعمال الأدبية يكون وزنها بمقدار ما تتناول الجوانب الإنسانية في الحياة هموم الإنسان ومشكلاته ، تتحدث عن الجانب الإنساني في التاريخ وينجح الكاتب لو تناول هذه الجوانب الإنسانية من حياة ومعايش وعمل وغيره ، والأجمل من ذلك كله المسرحية الثالثة التي جسدت قضية كبرى لان اللغة العربية فعلا تواجه أعداءً لها أينما كنّا : في السياّرة ، في الطّرقات ، في الأسواق حتى في دوائر التعليم .
فمن يسعف اللغة العربية وينقذها ويعيد لها رونقها وأصالتها لتكون المعبّر الصّادق على لسان العرب عندها تتباهى اللغة وتتيه فخرا ، فما أجمل ما
حافظ إبراهيم :
وسعتُ كتابَ الله لفظا وغايةً +++ وما ضقت عن آيٍ به وعظات
فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلةٍ ------- وتنسيق أسماء لمخترعاتي
أنا البحر في أحشائه الدّر كامنٌ ---------فهل سألوا الغواصَ عن صدفاتي
إن مجمع اللّغة العربيّة الذي ينعقد في القاهرة ويضم الكثيرين من الرجال العظام لقادرُ هذا المجمع على أن يضع حلولا لكل ما يواجه العربية .
وأمثله على ذلك أن أوزان اسم الآلة : مِفعال – مِفعل –مِفعله
فقد أضاف في العصر الحديث وزن فعّاله وهي :
ثلّاجة – قدّاحة – خرّامة
ولم يقف معجم اللغة العربية أمام الهبّة الصناعية الحديثة الكبرى ليضيف اسماً آخر من أسماء الآلة وهو فاعول وهو الحاسوب الذي يسميه الغرب (بالكمبيوتر)
نحن مطمئنون الآن على لغتنا العربية وإن واجهت الأعداء لأن الله سبحانه وتعالى تكفّل بحفظها وقال : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
ولنقرأ على أسوار اللغة العربية يافطة مكتوب عليها " المر * تلك آيات الكتاب الحكيم "
فتحية إكبار وإجلال تليق بمقام القائمين على ذلك العمل الأدبي من معلم وموجه لغة عربية ومدير منطقة ورئيس برنامج احتضنوا ذلك العمل الأدبي ليغدو تذكاراً في الصّالون الأدبي وليبقى غرساً كريماً في مشاتل النبلاء الغيورين على لغة القرآن .
بقلم نزهة محمود جربوع – مديرة مدرسة خولة ( ب )
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت