أبو حشيش يعلن عن مبادرة لبحث وضع إستراتيجية إعلامية فلسطينية

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
نظم المكتب الإعلامي الحكومي بغزة لقاء نخبويا لمناقشة مقترحات إستراتيجية إعلامية فلسطينية, من أجل طرح أفكار لإعداد خطة إعلامية موحدة بهدف النهوض بالواقع الإعلامي في الأراضي الفلسطينية وتطويره للأفضل, بحضور نخبة من الصحفيين والأكاديميين الإعلاميين, وذلك أمس الأحد في فندق الكمودور بمدينة غزة.

وترحم د. حسن أبو حشيش رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في بداية حديثة على شهداء الحركة الإعلامية الذين استشهدوا في سبيل إعلاء كلمة الحق ونقل الصورة الحقيقية, والدفاع عن القضية الفلسطينية بموضوعية, كما حيا الصحفيين الجرحى والأسرى بشكل عام على صمودهم والأسرى الصحفيين .

وقدم أفكارا ومقترحات لمجالات إستراتيجية إعلامية هذا هو نصها :من الواضح أن الإعلام الفلسطيني بكل مكوناته شهد في العقد الأخير طفرة وثورة وقفزة كماً وكيفاً، وعلى صعيد الإعلامي وعلى صعيد المؤسسة الإعلامية، حيث بات الجسم الصحفي في الضفة والقطاع والخارج بالآلاف، والمؤسسات بالمئات.

وبالقدر الذي نرى الانجازات الملموسة التي يحققها الإعلام الفلسطيني على صعيد العلاقة مع الاحتلال ... نرى إخفاقاً منه إذا ما كانت التغطية مرتبطة بالشأن الداخلي، ولا يخفى علينا جميعاً ما لعبه الإعلام المحلي في تأجيج الانقسام.

وإن تعقيدات الأمور السياسية الداخلية والخارجية ساهمت في أن يبقى العمل الإعلامي في فلسطين بلا رؤية واضحة جماعية، وبلا استراتيجيات تحدد البوصلة وتحافظ عليها، وهذا صاحبه فشل في دور الحركة الإعلامية في استنهاض الحالة الإعلامية، ودعوني أكون شفافاً وصريحاً ومباشراً فلقد عجزنا نحن الإعلاميون في توحيد صفوفنا المهنية، وعجزنا على قيادة التطوير والارتقاء، ورغبنا في العمل الفردي المبني على المصالح الذاتية والحزبية البعيدة عن روح العمل الجمعي كإطار عام له محددات لا يمكن تجاوزها من الفرد والمؤسسة.

فنحن نملك قانوناً، ومؤسسات رسمية، ومؤسسات خاصة ونقابة للصحفيين ... فما هو الناظم، ما هو الإطار المسئول الذي ينظم العلاقة؟ ... لا شيء، فغابت الرؤية والرسالة، وبقيت الاجتهادات الفردية والتي إن نجحت فإنها غير قادرة على تحقيق المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.

وفي إطار شعورنا بالمسئولية معكم، وامتداداً لبعض محاولاتنا السابقة التي لم ترَ النور... يأتي هذا اللقاء مع نخبة إعلامية علمية وعملية، وصاحبة فكر وعمل وتجربة وخبرة ... وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ... لا لنضع إستراتيجية ولكن لنلقي حجراً لعله يصنع دوائر فعل في الحركة الإعلامية الراكدة... من خلال هذا اللقاء الأول سنتناول الأفكار التي قد تصلح في وضع إستراتيجية لنبني عليها فعلاً متراكماً عبر الشهور المقبلة لعلنا بجهد مشترك نصل إلى مسودة إستراتيجية نصنع حالة من النقاش والحوار عليها لإنضاجها ومن ثم طرحها على جهات الاختصاص والجهات المسئولة لاعتمادها.

بالتأكيد أن هناك مسلمات في وضع الاستراتجيات كالرؤية والرسالة والأهداف والفرص المتاحة ونقاط القوة ونقاط الضعف وأعتقد أن الحديث فيها ليس هدف هذا اللقاء.

ولكن المستهدف هو مجالات ومحاور الإستراتيجية العامة والتي أرى أن أهمها ما يلي:

1. النظام الإعلامي ما هو: هل يعتمد على وجود وزارة الإعلام وأدوات لها أم لا .. وهنا يقتضي دراسة التجارب الأخرى كمصر ولبنان والأردن مثلاً.

2. القانون: حيث الوثيقة التي تأخذ شكل قانون حتى اللحظة هو قانون المطبوعات والنشر لعام 95م، وما دون ذلك هي قرارات وتوجيهات وزارية، والقانون لا يفي حاجة الحالة الميدانية الإعلامية فنحن في أمس الحاجة لقانون موحد شامل لكل العمل الإعلامي بكافة مجالاته.

3. تعزيز الحريات، وطبيعة العلاقة بين الحكومات وأجهزتها المختلفة وبين الإعلام ومكوناته.

4. ميثاق الشرف الإعلامي، وأخلاقيات ومبادئ العمل الإعلامي، وثقافة المسئولية الاجتماعية والوطنية التي تحمي الحقوق والواجبات، والفرق والفواصل الواضحة بين الفوضى والاعتداء وبين الحريات.

5. نقابة الصحافيين بكل مهنهم وتخصصاتهم، تحتاج إلى نهضة عامة، ووحدة شاملة، ولتكون سبباً كبيراً لهموم وتطلعات الصحفيين.

6. رسالة الإعلام الدولي الفلسطيني، وتحديد مسئوليات كل المؤسسات ذات العلاقة وعلى رأسها أقسام الإعلام في السفارات والقنصليات والممثلات الفلسطينية في الخارج.

7. تحديد العلاقة بين أقسام وكليات الإعلام في الجامعات والكليات والمعاهد الفلسطينية وبين السوق الإعلامي والمؤسسات الإعلامية ... وسبل تطوير الموائمة بينهما ومراعاة التطور في التخصصات المختلفة.

هذا ما أرى أنه ممكن أن يكون مضموناً للإستراتيجية بالتأكيد لديكم المزيد والأفضل، ورأيكم سيساهم في الإثراء والإنضاج.

وبعدها جار نقاشا وحوارا من الزملاء والزميلات الحضور حول الموضوع ،

وقال الأستاذ مصطفى الصواف وكيل وزارة الثقافة أنه لا يمكن أن نبني جسما صحفيا واحدا إلا بعد أن نتخلى عن الحسابات الشخصية وأن تتقدم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.

وبدوره أكد د. أحمد حماد عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى على حاجة المجتمع الإعلامي إلى ضوابط إعلامية في المؤسسات الرسمية والخاصة قبل حاجتنا إلى قانون إعلامي فلسطيني ، كما تساءل حماد عن إمكانية تشكيل مجلس أعلى للإعلام على غرار الضفة الغربية ، وإيجاد نقاط إلتقاء بين شطري الوطن !! .

كما اقترح فتحي صباح مراسل جريدة الحياة اللندنية تشكيل لجنة من الصحفيين والقانونيين لوضع مسودة قانون للنقابة والحريات وميثاق الشرف ، وقال صباح أنه لا يمكن الوصول إلى إستراتيجية إعلامية في الوقت الراهن لأسباب موضوعية أهمها وجود نقابة صحفيين غير موحدة إضافة على الانقسام السياسي الذي ألقى بظلاله على كافة المناحي الحياتية في المجتمع الفلسطيني .

ومن جانبه طالب عماد الإفرنجي رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بالتركيز على الجوانب الوطنية قبل الإعلامية وربط الإستراتيجية الإعلامية بالأهداف المرجوة للشعب الفلسطيني والصحفيين الفلسطينيين بكشف المخططات الإسرائيلية المتواصلة وإبراز قضايا رئيسية كحق العودة وتجنيد الرأي العالمي لدعم القضية الفلسطينية وإفساد كافة محاولات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ، وتحديد الأهداف العامة والرئيسية ثم الانتقال إلى الأهداف الثانوية والتفصيلية .

وقال عدنان أبو حسنة الناطق باسم الأنروا انه لا توجد إستراتيجية موحدة متفق عليها وإنما يمكن أن يكون اتفاق استراتيجي للعمل من خلاله .

وبدوره قال وائل العاوور مدير إذاعة ألوان يجب.العمل على تحويل الإعلام في بلدنا من صفته التشغيلية إلى التركيز في البعدين الوطني والمهني ، كما تحدثت الصحفية الأجنبية جوليا عن أهمية وضع سياسة إعلامية بالاتفاق بين أطراف متعددة لتنظيم العمل على أسس مهنية بمشاركة الأحزاب السياسية و إنشاء سلطة إعلامية مستقلة تنظم العمل الإعلامي وتقوم بالترويج والضغط نيابة عن الشعب الفلسطيني تراقب المعايير الأخلاقية والمهنية وتتابع شكاوى الصحفيين وتحلها بإجراءات تحقق العدالة .

كما قال ياسر أبو هين رئيس وكالة صفا الإخبارية و نقيب الصحفيين الفلسطينيين بتوفر النية الحسنة والإرادة الشجاعة يمكننا من اجتياز حالة الانقسام الإعلامي ، وأعلن استعداد مجلس النقابة في غزة لفتح حوار شامل لتوحيد جسم النقابة في غزة والضفة .

وقال سامي زيارة مراسل التلفزيون الأمريكي "أن الإعلاميين العاملين في وسائل الإعلام الأجنبية ناقلون للأخبار والمواقف ، وهو ما يستدعي أن تقدم الحكومة موقفها و روايتها المصاغة بدقة مرتبطة بالجهة الموجه إليها الرسالة".

وبدورها أوضحت فداء المدهون مديرة تحرير مجلة السعادة أنه يمكن الانطلاق من قطاع غزة لخلق بيئة مناسبة لوضع الإستراتيجية المنشودة و الاتفاق على قاموس المصطلحات الوطنية .
واقترح مفيد أبو شمالة مدير تحرير صحيفة فلسطين تشكيل هيئة مستقلة من الخبراء ينتخبها المجموع الصحفي تسند لها مهمة صياغة القانون الإعلامي وتقدمه للمجلس التشريعي.

وبدورها قالت أمية جحا مديرة مؤسسة جحا تون وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة أن الانقسام شئنا أم أبينا أمر واقع ولن ننتظر جبر هذا الشرخ في الجسد الفلسطيني حتى تكون لنا إستراتيجية إعلامية ، وأضافت جحا أننا بحاجة إلى إستراتيجية إعلام طوارئ في ظل الحرب الإعلامية الإسرائيلية الشرسة المسيطرة عالميا وفي ظل انتهاك الحقوق الفلسطينية على كل الأصعدة .

كما طالبت جحا بضرورة التوصل إلى رؤية وإستراتيجية إعلامية فلسطينية تنتشر عربيا وغربيا تؤكد على القضايا الجوهرية .
وبدوره علق طاهر النونو الناطق باسم الحكومة على مداخلات وأفكار الحضور بعدد من النقاط وهي :
- اتفاق إعلان مبادئ أو ميثاق شرف بناء على النقاط التي ذكرها الدكتور حسن أبو حشيش.
- الاتفاق على الحد الأدنى سياسيا وإعلاميا بين الكل الوطني.
- تكامل بين المؤسسات الإعلامية لمساندة القضايا الوطنية.
- الالتزام بأدب الاختلاف في تناول القضايا المختلفة عليها .

وأعلن د. حسن أبو حشيش مايلي " وبعد النجاح في عقد اللقاء الأول النخبوي لمناقشة الحالة الإعلامية أدعو إلى تشكيل اللجان الآتية : لجنة توحيد نقابة الصحفيين بين الضفة والقطاع ، لجنة لاعتماد ميثاق شرف إعلامي ملزم للجميع ولجنة صياغة قانون إعلامي عصري .

فعلى الزملاء والزميلات الذين يجدون في أنفسهم الكفاءة والرغبة للانضمام لإحدى هذه اللجان بالتواصل معنا ،وسنبقى على تواصل ونتلقى المقترحات حتى مساء الأحد 20/5/2012م .

ونحن على استعداد تشكيل أي لجنة أخرى تساعد على تطوير الأداء الإعلامي ، كذلك على استعداد تلقي الأفكار والمقترحات العامة " .