القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من إقدام سلطات الاحتلال على تصعيد الأنشطة الاستيطانية في الآونة خاصة في مدينة القدس والتي كان أخرها بناء 1100 وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات هاموتس" شرقي القدس المحتلة، وذلك بهدف تهويد المدينة والمقدسات وفي محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع بجعل المدينة المقدسة ما يسمى " عاصمة الشعب اليهودي".
من جهته قال أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية الدكتور حنا عيسى إن مواصلة سلطات الاحتلال تشييد وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في مدينة القدس وضواحيها مخالفة جسيمة وتنتهك القانون الدولي الإنساني وتعرقل جهود استئناف المفاوضات وبالتالي تحول دون التوصل لسلام دائم في الشرق الأوسط، وأشار الى ان كل هذه الإجراءات تتعارض مع خارطة الطريق التي تلزم إسرائيل بتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية بما فيها ما يعرف بـ "النمو الطبيعي".
وأضاف عيسى :"إن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي غير شرعية، وتعتبر مخالفة لإحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني العرفي والتعاقدي، وتحديدا أحكام المادة 49 (فقرة 6) من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 والتي تنص على "انه لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها ".
ونوه الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية أن القرارات المتكررة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وفتوى محكمة العدل الدولية بخصوص تشييد إسرائيل للجدار العازل في الأرض الفلسطينية المحتلة، أكدت جميعها وبصورة قاطعة، على أن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية تعتبر مخالفة للقانون الدولي. كما ان المجتمع الدولي لا يعترف لإسرائيل بأي حق في ضم القدس الشرقية التي تبقى جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة .
وطالبت الهيئة لمجتمع الدولي والدول الأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة باتخاذ إجراءات عاجلة لردع التصعيد الاستيطاني - وفاءاً بالتزاماته بموجب المادة الأولى من الاتفاقية بهذا الخصوص، مبينة أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم مرتبط باحترام المبادئ الأساسية التي يقوم عليها القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وشدد ا عيسى "على المجتمع الدولي الضغط على سلطات الاحتلال لوقف كافة مشاريعها الاستيطانية في الأراضي المحتلة، واحترام القانون الدولي، وأنها ستتعرض للمسائلة والمحاسبة جراء مواصلتها بنائها المستوطنات وتهويدها مدينة القدس الشريف."
جدير بالذكر أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تواصل تشجيع الإسرائيليين على الاستيطان في القدس الشرقية وباقي المناطق الفلسطينية المحتلة منذ بداية احتلالها عام 1967، وتشير الإحصائيات بان عدد المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية قد بلغ أكثر من 440 موقعا، منها 144 مستعمرة و 96 بؤرة داخل حدود المستوطنات، و 109 بؤرة خارج حدود المستوطنات و 43 موقعا مصنفا على انه مواقع أخرى، و48 قاعدة عسكرية، حيث كان أكثرها في مدينة القدس وضواحيها بواقع 26 مستوطنة، منها 16 مستوطنة تم ضمها إلى إسرائيل، مع العلم بان عدد المستوطنين في الضفة الغربية يبلغ أكثر من نصف مليون مستوطن.