بيت حانون- وكالة قدس نت للأنباء
"من بين الركام خرجنا وولدنا أحرارا,ومن التراب نصنع المستحيل, نحن أشبال فلسطين" كلمات صدحت بها أصوات أطفال فلسطين في معرض فني بعنوان بصمودنا نرسم الأمل الذي يقيمه مركز القدس الثقافي للأطفال واليافعين في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة اليوم, مشروع المساهمة في تحسين الرعاية الصحية والاجتماعية وحماية الحق في الصحة النفسية وحقوق الإنسان وتمويل من مؤسسة كري آرت الأسبانية.
المعرض والذي شارك فيه عدد من الأطفال اليافعين ما بين الست أعوام والإثنى عشر عاماً متعاونين مع أمهاتهم وعدد من المنشطين والعاملين في مجال العمل المجتمعي, فمن المخلفات البيئية الورقية والبلاستيكية صنع الأطفال مجسمات ورسومات جسدوا فيها الواقع الفلسطيني وطبيعة الحياة في غزة رافعين شعار الأمل والتفاؤل في حياة مشرقة ومستقبل أفضل.
منسقة المركز نهلة الكفارنة أوضحت في تصريح خاص لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" أن المشروع هو نتاج لمواهب الأطفال وقدراتهم الفنية وطاقاتهم الإبداعية, لتجسيد عنوان أفضل لمرحلة شبابية جديدة, مبينة أن المعرض تخلله زوايا متنوعة في الطبيعة والحياة والأسماك مخصصين زاوية للأسرى.
ونوهت الكفارنة إلى أن الأطفال استخدموا في صناعاتهم مخلفات البيئة الكرتونية والبلاستيكية من ورق الكروت والورق العادي والملصقات والعجين لصناعة المجسمات والزوايا بهدف تعليم الأطفال اليافعين كيفية الاستفادة من مخلفات البيئة وإعادة تصنيعها بما يفيد الإنسان والمجتمع.
تخلل المعرض زاوية خاصة بالأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم المستمرة مع الاحتلال خاصة في زنازين العزل والإهمال المتواصل لأوضاعهم, حيث أقام مجموعة من الأطفال مجسماً لمجموعة من الأسرى وتصوير المأساة والإهمال التي يعانون منها داخل السجون وخاصة سجناء العزل الانفرادي, كما أنهم أنشئوا مجسمات لجنود صهاينة يعتدون على الأسرى داخل الزنازين.
بدورها قالت الأخصائية النفسية منى موسى:" إن المعرض يأتي بعد شهور متواصلة من جلسات العمل والتدريب المكثف للأطفال على استخدام المخلفات البيئية, وجلسات مشتركة بين الأطفال والأمهات كانت تهدف للتفريغ الانفعالي وتعليم الأم كيفية التعامل مع أبنائهم بأقل الإمكانيات المتاحة وفهم انفعالاتهم النفسية والعصبية والتخفيف منها".
وأوضحت موسى أن المعرض يعتبر جزء بسيط من عدة فعاليات للدعم النفسي والاجتماعي التي استهدفت الأطفال وأمهاتهم خاصة في ظل الظروف التي يواجهها قطاع غزة والأزمات المتلاحقة عليه, لافتاً إلى أن الأطفال تمكنوا في وقت قصير من تقديم إبداعات رمزية تكللت بالمعرض, فيما يتواصل العمل مع تلك الفئة في مجال الدعم النفسي والمجتمعي لتخفيف الضغوط النفسية عليهم واكتشاف المهارات والمواهب الخلاقة المكبوتة في داخلهم.
وأشادت الأخصائية موسى بدور اتحاد لجان العمل الصحي ومؤسسة القدس في تقديم الدعم للأطفال وأمهاتهم وللعائلات الفلسطينية وكافة الطبقات والشرائح المجتمعية, داعية جميع مؤسسات المجتمع المدني لتسليط الضوء على الجانب النفسي والمجتمعي لحياة الأسر الغزية خاصة الأطفال منهم.
وتلفت موسى إلى أن الجهد المتواصل الذي بذلته مؤسسة القدس وطاقم التدريب المخصص للأطفال ظهر جلياً من خلال نجاح المشروع الذي حضره ثلة كبيرة من الشخصيات الاعتبارية والمؤسسات الأهلية في بلدة بيت حانون.
ويهدف المعرض إلى تقديم إبداعات الأطفال وتسليط الضوء على معاناة الأسرى كجزء من القضايا الأساسية للحياة اليومية للمجتمع الفلسطيني, كما أنه يهدف إلى تعليم الأطفال كيفية الاستخدام الأمثل لمخلفات البيئة وتشكيل المجسمات والرسومات التصويرية من خلالها.
وفي زاوية الأسرى قدم الأطفال صورة لمعاناتهم من خلال الأسلاك الشائكة وزنازين العزل التي لا يمكن للأسير الحياة فيها في ظل وجود الفئران وانعدام الضوء وعدم صلاحيتها للحياة, كما صور اعتداء الجنود على الأسرى والمعاملة القاسية والإهمال الذي يتعرضون له على مدار فترة اعتقالهم داخل سجون الاحتلال.