ذاكرة الآباء بأيدي الأبناء..تأبي النسيان

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
تصور قادة إسرائيل الأوائل بعد النكبة الفلسطينية لعام 1948 م أنهم سينجحون في تطبيق الشعار الذي رفعوه " الكبار يموتون والصغار ينسون " إلا أن الفلسطينيين أثبتوا أن الكبار لا يموتون بل تبقي وصاياهم وقصص صمودهم البطولية حاضرة في الأذهان لتمثل زخما ً ثقافيا ً وتراثيا ً وطنيا ً.

أثبت الفلسطينيون بعد مرور 64 عام على نكبتهم وتشريدهم من مدنهم وقراهم, ورغم انتقال الآلاف من المهجرين إلى رحمه الله، أن "الكبار يموتون والصغار يواصلون" على عكس ما تمنى الاحتلال الإسرائيلي تجسيداّ لذكري النكبة 64 وتذكيرا ّ بهذا اليوم العصيب الذي يستمد منه الشعب الفلسطيني الأمل لعام جديد، كانت هذه الجولة بعزة، للحديث مع شبابها وشيبها لنقل ما بدخلهم من أمال لشعوب العالم .

الشيخ مصطفي غزال (87 عاما ً) من قرية البطاني الشرقي المهجرة يؤكد بعد هذه السنين أنه "لم يفقد الأمل بالعودة وأنه يعلم أحفاده أن لديهم حق مسلوب يجب أن يعود، ويرد على مقوله الاحتلال أن الجنين الفلسطيني في رحم أمه ينطق بفلسطين وبلغتها الجميلة , أن لم نرجع نحن الكبار سيعود ورثتنا الصغار ذات يوم ".

أما الطالبة الجامعية عليا حسونة (21 عاما ً) ترد على المقولة الإسرائيلية بالقول" كلنا أمل في العودة ولا يمكن لأحد أن ينسى أرضه ووطنه وإن كان هناك كبار قد ماتوا فقبل موتهم زرعوا في قلوب أحفادهم حب الوطن والأمل برجوعهم لهذه الأرض مهما طال الزمن".

ويقول يحيي إدريس (46 عاماً) مدير مؤسسة بسمة للعلوم والثقافة من قرية حمامه المهجرة إن "حقنا واضح وضوح الشمس وإننا حتما سنرجع لديارنا ً مهما مر الزمن، وإن كان الكبار يموتون فإن الصغار سيكبرون ويواصلون التمسك بالحق وعلينا أن نتمسك ونعمل من أجله".

ومن جهتها قالت الفتاه مني غزال (14 عاماً) من قرية البطاني الشرقي " إنها لم تدخل بلدتها المحتلة ولكنها من كثر ما روت لها جدتهَا قصص البلدة والهجرة تشعر أحيانا ً أنها تتمشى في بساتينها وتأكل من برتقالها وتؤكد لنا أنها لن تنسى أرض أجدادها وأنها ستعود يوما ً من الأيام".

أما الفنان المسرحي محمد أبو كويك (43 عاماً ) المهجرة عائلته من مدينة اللد فيقول" ما في شي في الدنيا راح يغير قناعتي أني راجع للد في يوم من الأيام، ويؤكد بكل قوة أي حل في الدنيا ما يضمن عودتي للأرض أجدادي مرفوض مرفوض , ما راح ننسي أنو إلنا وطن مسلوب وراجعين مهما طال الزمن ومش شعارات".

ويضيف الخريج الجامعي صالح أبو شاويش (25 عاما )ً المهجرة عائلته من مدينة بئر السبع أن "النكبة الفلسطينية تعني التمسك بحق العودة وتعني أن هناك شعب مازال حيا ً يتمتع بكل أمل وبكل يقين أنه سيعود إلى أرضه، ويرد علي مقولة الاحتلال أننا أصحاب حق والطفل الفلسطيني يعرف جيدا ً أن إسرائيل دولة احتلال احتلت وطنه وأرضه ".

ويؤكد الشاب محمود خليل أبو جياب (27 عاما )ً من بلدة ياسور المهجرة أن "القضية الفلسطينية موجودة , مادام هناك أم فلسطينية تنجب كل يوم , ويطالب الأمم المتحدة بتطبيق القرار 194 الذي ينص على حقوق للاجئين في العودة إلي ديارهم وحقهم في تحقيق المصير ".

ثقافة تناقلتها الأجيال من جيل إلى جيل ,كبرت معهم مع الزمان , أوصي بها الكبار ومازال يطبقها الصغار وأنا أقول لإسرائيل لقد " انقلب السحر علي الساحر ".

تقرير من / أمجد غزال