أكاديميون يوصون بضرورة الإصلاح المدرسي في المدارس الفلسطينية

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
دعا باحثون وأكاديميون إلى إعادة النظر في الإصلاح المدرسي باعتباره منظومة متكاملة تأخذ في الحسبان جميع مستويات التخطيط والتنفيذ والمكونات، مؤكدين على ضرورة تكاتف جميع جهود العاملين في وزارة التربية والتعليم والمديريات والجامعات والمدارس المختلفة للارتقاء بمستوى الأداء الأكاديمي والإصلاح المدرسي.

جاء ذلك خلال يوم دراسي نظمته مدرسة زهرة المدائن الثانوية "أ" للبنات برعاية وزارة التربية والتعليم تحت عنوان "الإصلاح المدرسي بين الواقع والتحدي" بقاعة المؤتمرات في مبنى رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، حضره ثلة من التربويين والأكاديميين من الجامعات الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم والمؤسسات التربوية والأهلية، وعدد من أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المحلي ومدراء المدارس المختلفة.

ضرورة التوعية..
وأكد الباحثون خلال توصياتهم في نهاية اليوم الدراسي الذي عرض خلاله ثماني عشرة ورقة بحثية تم إعدادها من قبل 25 باحثاً وباحثة من الجامعات والمؤسسات التعليمية على ضرورة توعية مديري المدارس بأهمية الشراكة بين المدارس والجامعات وما تحدثه من أثر فعال في تطوير أداء جميع العاملين بالمدرسة.

وأوصوا بضرورة الاهتمام بالتربية العملية، والتعامل معها كنظام متكامل في عملية تعاونية تشاركية بين أطراف متعددة، داعين كذلك إلى ضرورة الاهتمام بتوعية المعلمين بأهمية استراتيجيات التعلم الفعال وجدوى استخدامها.

وشددوا على ضرورة مراعاة اختيار وتعيين المشرفين التربويين في ضوء الاتجاهات التربوية المعاصرة, وضرورة تمكن المشرف التربوي من اللغة الانجليزية واستخدام الحاسوب بصورة فعالة، مبينين أهمية إطلاع المشرفين التربويين على النماذج الإشرافية المعاصرة وتدريبهم عليها.

الكم والكيف..
ونوهوا إلى أهمية التركيز على زيارات المشرف التربوي للطالب المعلم من حيث الكم والكيف بحيث تكون الزيارة سواء في عملية المشاهدة أو المشاركة مسبوقة أو متبوعة بلقاء استطلاعي وتوجيهي، مطالبين بضرورة العمل على توعية المعلمين بضرورة تدريب الطلبة على استخدام تكنولوجيا المعلومات في التعليم والاتصال والتواصل.

وطالبوا بضرورة العمل على إيجاد نظام جديد للرواتب والترقيات والحوافز من أجل مساواة رواتب المعلمين برواتب المهن الوزارية الأخرى، داعيين إلى العمل على تعزيز فكرة حوسبة الدروس التعليمية لدى المعلمين وخاصةً معلمي اللغة الانجليزية.

وأكدوا على أهمية التنسيق بين المدرسة والمؤسسات الاجتماعية لتحقيق التواصل القيمي والحضاري، مشيرين إلى ضرورة تنظيم لقاءات دورية واجتماعات فردية ورمزية مع أولياء الأمور لإطلاعهم على مجريات الأمور بالمدرسة.

تطور عملية التعليم
من جهتها، أوضحت مقررة المؤتمر ومديرة مدرسة زهرة المدائن أ.سامية سكيك أن المؤتمر قد أُثري بالأبحاث والمحاور التي تنادي بالإصلاح المدرسي، مؤكدةً على أن الأبحاث التي طرحت ستساهم في تطوير العملية التعليمية بشكل كبير.

وعرضت سكيك تجارب مدرستها التي تكللت بالنجاح على مدار السنوات الأخيرة حيث حصدت خلال تلك الفترة على المراتب الأولى على مستوى غرب غزة، آملة من الجميع أن ينحى منحاها، وبينت أن المدرسة نجحت في إعداد أيام دراسية ومؤتمرات ناقشت قضايا هامة انعكست إيجابًا على مسار الإصلاح المدرسي.

وفي نهاية كلمتها، قدمت شكرها العميق لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر، وخصت بالذكر وزارة التربية والتعليم، معبرة عن أملها في أن يكون المؤتمر يعالج باقي القضايا الملحة التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها.

بدوره، أكد عبد القادر أبوعلي مدير التربية والتعليم غرب غزة ورئيس اللجنة التحضيرية في المؤتمر أن محاور المؤتمر تبحث دور المعلم في الإصلاح المدرسي، العديد من المحاور المتعلقة بالإصلاح والتكنولوجيا والتقنيات، والإصلاح وضمان الجودة؛ ودور المشاركة المجتمعية فيه، وتحدياته، ودور البحث التربوي فيه.

إنجاز وطني..
وأشاد أبوعلي بالمؤتمر التربوي وما يتضمنه من أوراق بحث تعالج مختلف الجوانب المتصلة بالإصلاح المدرسي، معتبرا ذلك انجازا وطنيا بامتياز يسجل في صحائف القائمين عليه.

وقال إن "أهمية المؤتمر تزداد في ظل منهاج فلسطيني جديد يتمتع بكل المقومات التي تجعل الطالب الفلسطيني قادراً على التشبث بالثوابت والقيم والتزود بالمعلومات التي تواكب الانفجار المعلوماتي والمعرفي".

وأزجى مدير تربية غرب غزة الشكر الجزيل للقائمين على تنظيم المؤتمر التربوي، متمنيا أن يشكل مرجعية تربوية للمهتمين، وشدد على أنه مؤتمر يضاهي أرقى المؤتمرات التربوية. وتمني على المدارس الأخرى أن تحذو حذو مدرسة زهرة المدائن لكي نصل إلى نهضة شاملة في مختلف نواحي الحياة التربوية والتعليمية الفلسطينية.

ومن جهته، أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر فؤاد العاجز أنه وبمجرد الإعلان عن المؤتمر والموضوع الذي سوف يتم البحث فيه؛ تقاطرت الأبحاث وأوراق العمل للمساهمة في إنضاج الرؤية التربوية ومعالجتها، وبين العاجز أنه تقدم إلى المؤتمر عدة أبحاث وملخصات مختلفة.

وأوضح أن فعاليات المؤتمر تضمنت ثلاثة جلسات بخلاف جلستي الافتتاح والاختتام، مؤكدًا أن جميع الأبحاث التي قُدمت تم تحكيمها وأنها تصلح للنشر في مجلات علمية محكمة.