غزة- وكالة قدس نت للأنباء
طالب الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين الشيخ ياسين الأسطل ، اليوم الجمعة المجتمع الدولي بالقيام بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للوفاء بملتزماته نحو "أسرانا الفلسطينيين أمام العالم فقضيتنا فوق كونها قضية وطنية هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى".
وقال" إن ما يعانيه أسرانا ومعتقلونا من ظلمٍ واضطهادٍ الاحتلال الإسرائيلي لما يهتك الأنظمة والقوانين الدولية المرعية الداعية للحفاظ على الحقوق الإنسانية ومنها حقوق الأسرى ، وهذا باعتراف المنظمات والمؤسسات العالمية ذات العلاقة ، وهو يشكل كذلك مخالفةً صارخةً لنصوص الشرائع السماوية، خصوصاً الشريعة الإسلامية ، وإنه لحريٌّ بأن يحظى باهتمام ذوي الشأن في هذا المجال ، وذلك باستخدام كل الوسائل المشروعة المتاحة".
جاء ذلك خلال أدائه خطبة الجمعة بمسجد الحمد في مدينة خان يونس ، مضيفاً أن الأسرى الفلسطينيون والمعتقلون محرومون من حقوقهم كأسرى في السجون الإحتلالية مما يتناقض مع القانون الدولي الإنساني وأدنى الحقوق الإنسانية التي كفلتها الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية السابقة ، وكذلك القوانين والأعراف الدولية.
ولفت أن آلاف الأسرى من "رجالنا ونسائنا وأطفالنا يقبعون في أسر الاحتلال، وأن من حقهم علينا أن نعمل على إطلاق سراحهم ، وفكاك أسرهم ليعودوا إلى بيوتهم آمنين ، كما نحب أن نعود إلى بيوتنا آمنين".
وشدد الشيخ الأسطل على العمل الجاد في هذا المضمار ولكن هذا العمل الجاد لفكاك الأسرى يجب أن يكون عملا مشروعاً ومدروساً ومنظماً وفق خطةٍ شاملةٍ بالقرار الحكيم الصادر عن الجماعة كلها ، وليس قراراً حزبياً ولا فصائلياً ، فإن الأسرى في سجون الاحتلال هم أسرانا جميعاً ، ووجب علينا العمل جميعاً على إنقاذهم .
وأوضح أنه لا يجوز أن يفتات حزب ٌوحده ، ولا فصيلٌ وحده ، ولا جماعةٌ وحدها دون باقي الأمة والقيادة في هذا الأمر ، بل كلنا جميعاً فيه شركاء، وإلا فقد وقعنا جميعاً في الإثم بتضييع المسلمين ، ولكن يجب علينا أن لا نضيع أنفسنا بتنازعنا واختلافنا على إمامنا ، فلنعتصم بحبل الله جميعاً ، ولنقم بحق عباده ، حينئذٍ تتطهر بلادنا وترجع حقوقنا .
وبين الشيخ الأسطل الأحكام الإنسانية الرحيمة التي امتازت بها الشريعة أن الإسلام حرَّم أن يفرق في الأسر بين الوالدة وولدها أو الولد ووالده أو الأخ وأخيه .
ونوه إلى أنه لا يجوز في الإسلام تعذيب وإهانة الأسير بغير حق ، بل لابد من إكرامه وحسن معاملته، مشدد على أن هذا هو الإسلام ، وهذا هو عدله ورحمته الإنسانية غير المسلمين الذين يقاتلوننا في الحرب ثم يقعون أسرى ، متسائلاً أين الذين يتغنون بالديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان؟!.
وطالب الشيخ الأسطل المسلمين بالعملُ على تخليص الأسرى من أسرهم ، وعليهم بذل المستطاع في ذلك ، ومن المعلوم أن الأسر في الحروب كان قبل الإسلام سبباً من أسباب الرق والاستعباد ، بل كان العرف السائد يومئذٍ أن الأسرى لا حرمة لهم ، وهم بين أمرين : إما القتل وإما الرق ، فكان الإسلام وهو دين الهداية والرحمة قد جاء بما هو خير من ذلك كله من حسن معاملة الأسرى والدعوة إلى فك أسرهم والترغيب فيه بشتى الوسائل الكريمة.