مشاركون يوصون بتوحيد الخطاب السياسي لحق العودة

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
أوصى مشاركون في ندوة بمناسبة الذكرى الـ 64 للنكبة، بتوحيد الخطاب السياسي لحق العودة دون الانتقاص من حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي 194، باعتباره يشكل اعترافاً من المجتمع الدولي بحق اللاجئين في العودة الى ديارهم التي شردوا منها ولبعده القانوني غير القابل للنقض أو التشكيك وانه حق فردي وجماعي غير قابل للتجزئة أو الانابة ولا يسقط بالتقادم.

وأكد المشاركون في الندوة التي نظمتها اليوم، كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقة في قاعة المؤتمرات بالكلية على وجود قصور اعلامي في تسليط الضوء على قضية اللاجئين الفلسطينيين ومعاناتهم وأوضاعهم المعيشية في الوطن والشتات واقتصارها على ذكرى النكبة في الخامس عشر من أيار فقط.

ودعا المشاركون في الندوة التي عقدت تحت عنوان: "الأبعاد التاريخية والسياسية والنفسية للنكبة" الى دور اعلامي أكبر عبر توحيد العمل الاعلامي وتوجيه رسائل ودعوات الى كافة المحافل الدولية تؤكد على حق العودة وفق القرار الاممي 194 بما يلحق نفعاً بقضية اللاجئين التي تعد رئيسية في ملفات الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي.

ووجه د. سمير أبو مدللة رئيس مركز اللاجئين للتنمية المجتمعية في غزة، وعضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التحية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي بعد أن انتصروا في معركة الدفاع عن الكرامة والانسانية في معركة الأمعاء الخاوية، مثمنا خيم التضامن مع الأسرى في غزة والضفة والداخل الفلسطيني وكافة أماكن التواجد الفلسطيني وكافة المتضامنين مع عدالة قضيتنا."

وعبر رئيس مركز اللاجئين للتنمية المجتمعية عن رفضه لكافة المشاريع التي تستهدف حق العودة، كما دعا الى توحيد حركة اللاجئين في الوطن والشتات بما يعزز دورها وأهميتها في صون حق العودة ومقاومة كافة المشاريع البديلة، دون الفصل بين الجانبين السياسي والاجتماعي.

وطالب بالتنسيق بين لجان اللاجئين في المجلسين الوطني والتشريعي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من أجل تطوير حركة اللاجئين واكسابها صفة تمثيلية مؤثرة في الأطر السياسية.

وجدد د. أبو مدللة دعوته الى الاهتمام بالملفات الساخنة في قضية اللاجئين مطالباً برفع الغطاء الإعلامي والرسمي عن كافة الشخصيات والمؤسسات التي تنادي بالتنازل عن حق العودة ومقايضته بالتعويض او التلاعب به عبر طرحها مشاريع بديلة تعفي إسرائيل من مسؤوليتها السياسية والاخلاقية عن نشوء قضية اللاجئين ودفع التعويضات عما لحق باللاجئين من أضرار وممتلكات حرموا منها، وتعويض الدول المضيفة من تحملها عبئ اقامة اللاجئين على أراضيها.

من جهته، وجه يحيي رباح القيادي في حركة فتح في قطاع غزة الشكر للأسرى الذين خاضوا معركة الأمعاء الخاوية وانتصروا بعد الإضراب الشامل الذي خاضوه معتبراً إنها معركة من معارك كبيرة انتصروا فيها.

واستعرض معاناة الشعب الفلسطيني طيلة العقود الماضية بعد أن قسمت أرضه وشرد أبناءه، الا أنه بالرغم من كل الصعوبات والنكبات التي ألمت به فانه يعد رمز الصمود والإنسانية وتستمر احلامة إلي غدا.

وقال إن "شعبنا الذي استفاق من النكبة شكل حركته الوطنية لإطلاق أنواع من الكفاح لم تكن معروفة من قبل، وأثبت أنه شعب قوي وقد تعلم كيف يخوض المعارك والانتفاضات ".

وأضاف ان الشعب الفلسطيني بالرغم من كل ما مر به من تهجير ومصائب الا أنه استطاع أن يثبت نفسه على الخريطة الدولية في كافة المجالات، منوها الى أنه في الخمسينات من القرن الماضي كان يقاس التعليم في الدول العربية ودول المنطقة بالتعليم في فلسطين بفضل المستوى الراقي الذي تمكن الشعب الفلسطيني من تحقيقه في هذا المجال.

وأشار الى أن "وجود اكثر من خمسة مليون فلسطيني على أرض فلسطين يؤكد تمسكنا بحقوقنا المشروعة واستعدادنا للذوذ عنها مهما بلغت التضحيات".

وشدد على أن فلسطين ستبقى الحدث الأكثر سطوعا في العالم كله، من خلال صمود شعبها الذي استطاع أن يجعل من الكوفية الفلسطينية رمزا للحق الذي يطالب به الإنسان مهما كان لونه أو جنسه أو دينه على امتداد العالم.

الى ذلك، ذكر الدكتور رمضان بركة أستاذ في جامعة القدس المفتوحة أن استخدامات الحرب النفسية والإعلام الدعائي النفسي من قبل سلطات الاحتلال ترجع إلى بدايات الحركة الصهيونية نفسها ، حيث اعتمدت الحرب النفسية الإسرائيلية بشتي الاساليب جنبا إلي جنب مع إنشاء المؤسسات الأجنبية التي اعتمدت علي القوة واتخذت من الإرهاب والقتل والتدمير والتهجير منهجا لها .

وقال إن "من الأهداف الإستراتيجية للحركة الصهيونية في حربها النفسية هو جمع الشتات الصهيوني وتوطنهم في فلسطين ثم إنشاء الكيان واستمراره بالعدوان والاستيطان والتوسع والمتتبع للحركة التاريخية يري بأن الحرب النفسية الإسرائيلية مرت بمراحل متعددة وامتدت منذ الثورة الفرنسية عام 1789 م وحثي مؤتمر بازل في سويسرا عام 1797م".

وبين أن منطلقات الحرب الإسرائيلية كانت ترتكز علي مقولة الحق التاريخية أو ارض الميعاد ( أي أن لليهود حقا تاريخيا في فلسطين )، وكذلك ادعاء العداء للسامية ( الهولو كست أو المحترقة ) ومقولة الجنس اليهودي (شعب الله المختار ) وهي تعني بأنهم عنصر متميز عن العناصر البشرية اضافة الى مقولة الأمة اليهودية أو وحدة الدين والقومية أي أنهم شعب ذو دين واحد هو الدين اليهودي وقومية واحدة هي القومية اليهودية.

واستطرد أن من منطلقات الحرب الإسرائيلية كذلك مقولة الصحراء القاحلة والأرض الخالية من السكان وهذه المقولة لخصها أحد زعماء الصهيونية بقوله في وصف فلسطين (ارض بلا شعب، وشعب بلا أرض)، ومقولة الجيل الجديد (الصابرا) أو حق الولادة والأجيال ، وهذه الذريعة تستند إلي أن الجيل الجديد الذي ولد في فلسطين له حق البقاء والحياة، ومقولة إسرائيل الصغيرة المكافحة من اجل البقاء والعيش، وأن اسرائيل دولة حضارية في محيط متخلف ، وهي أداة متقدمة لحماية الغرب.

ومضى بالقول انه إذا كانت هذه المقولات قد طرحت كمنطلقات للحرب النفسية الإسرائيلية في المراحل الأولى في محاولة لتجسيد ذلك في ذاكرة العقل الفاعل لدي الجماهير العالمية ،إلا أنها كانت تتجدد ويعاد طرحها بقوالب أخري وأحيانا يستعاض عنها بغيرها خدمة للأهداف المحلية تتناسب مع المعطيات الواقعية وموازين القوي العالمية في أطار تشبيك العلاقات التي تخدم مصالحها وتعزيز الولاء لليهود.

وفي سياق متصل، اعتبر الدكتور أحمد زعرب مدير عام التعليم الجامعي أن "إحياء المناسبات الوطنية, والأحداث التاريخية الخاصة بفلسطين خطوة على طريق الوحدة ولم الشمل ومن ثم التحرير والنصر بإذن الله".

ورأى أنه بفضل تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة عادت الصدارة لقضية فلسطين كقضية عادة وكمشروع وطني تحريري مقاوم، مشددا على أن المصالحة الفلسطينية, وإنهاء الانقسام مطلب شعبي ووطني لابد من تحقيقه بأسرع وقت ممكن, وهو خطوة على طريق العودة وإنهاء الاحتلال.

وشدد د. زعرب على أنه لا يمكن إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي إلا بالحل الشامل للقضية وخاصة حق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم والذين يمثلون اكثر من 65% من الفلسطينيين والاعتراف بالقدس عاصمة فلسطين الأبدية .

وأعرب عن رأيه في أن الشعب الفلسطيني بالرغم من مرور أكثر من ستة عقود مازال يتجرع مرارة النكبة الأليمة بكل فصولها وتفاصيلها, بعد أن أرغم علي ترك أرضة وأملاكه وبيوته ، وهجر إلي مخيمات في الداخل أو الشتات ، بعد أن طرد ما يرنو عن 750 ألف فلسطيني ليتحولوا إلي لاجئين حيث كان ذلك نتيجة للمجازر والمذابح الفظيعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948 م وكان من أبرزها مذبحة دير ياسين وعيابون وجاء بعدها مذبحة كفر قاسم ومذابح أخري عديدة.

وتابع قائلاً "لقد هدم هؤلاء المجرمون أكثر من 500 قرية فلسطينية علاوة علي المدن الرئيسية التي حولها إلي مدن يهودية فتل الربيع سموها تل أبيب ، وأم الرشاش سموها ايلات ، والمجدل سموها أشكلون ، حيث حاولوا تدمير الهوية الفلسطينية ومسح الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية ".

وجدد القول على أن "الشعب الفلسطيني شعب مظلوم مضطهد انتفض وينتفض من أجل استرداد حقه المسلوب مشدداً على أن حلم العودة وتحرير فلسطين لم يعد قاصرا علي الفلسطينيين وحدهم بل تعدى ذلك إلى الشعوب العربية , ناهيك عن التعاطف الدولي الكبير مع شعبنا".

وكان الدكتور مازن رحمي نائب الشئون الأكاديمية في الكلية ألقى كلمة ترحيبية بارك فيها للأسرى نجاحهم في تحقيق مطالبهم. وقال إن "شاء الله الفرحة الكاملة يوم تحرير كل فلسطين والأسري والمقدسات قريبا بإذن الله ".

واعتبر أن الخامس عشر من مايو 1948 تاريخ مؤلم في أجندة الإنسانية فهو تاريخ النكبة الفلسطينية تاريخ تجريد الفلسطينيين من ابسط حقوق العيش على ايدي العصابات الصهيونية .

وكان الاحتفال بدأ بآيات من الذكر الحكيم، والسلام الوطني الفلسطيني، كما عرض خلال الندوة فيلما وثائقيا حول النكبة، كما وزعت دروع لتكريم عدد من المشاركين في الندوة.