صحفيون على خط النار .. الصحفى محمد عثمان نموذج الأبطال

بقلم: نصر فؤاد أبو فول


لقد كانت لحظات حاسمة , بل لحظات قاتلة , وهى بالأصل لحظات مؤلمة جدا , إنها لحظات إصابة المصور الصحفى محمد عثمان ابن الخامسة والعشرين ربيعا , أثناء قيامه بواجبه المهني فى معبر ايرز فى 15/5/2011م فى ذكرى النكبة .

تعرض الصحفى والزميل العزيز محمد إلى الإصابة بنصف شلل , تلك هى الحقيقة , نعم فلقد أصابته رصاصة قاتلة حاقدة صهيونية لجسمه النظيف العفيف القوى المتين بإذن الله , فلم تشفع هذه الرصاصة لصحافته وكاميراته بل كانت لتقتله وهو يكشف زيف الاحتلال الإسرائيلى .

لم يكن الأول محمد ولم يكن الأخير فلقد سبقه شهداء وأسرى وجرحى من جيش الصحافة , هذه المهنة المغمسة بالدم وحمل الروح على الكتف , فى ظل استبداد الاحتلال وعنصريته الحاقدة ضد الصحافة والصحفيين .

انطلقنا اليوم فى وقفة صحفية مع الزميلات والزملاء إلى الأمم المتحدة فى الذكرى الأولى لإصابة زميلنا الذى يخضع للعلاج فى تركيا حتى الان , بعد أن وقفنا أمام المركز الفلسطينى لحقوق الإنسان , لنسجل موقفنا العالى وموقفنا الشرعى والقانونى بمتابعة قضية إصابة الزميل عثمان ومحاكمة مقترفى هذه الجريمة فهى إن صح التعبير ترتقى لجرائم حرب ضد البشر والحجر .

إن هذه الوقفة كانت بصمة تسجل لزميلنا وتسجل وفاء لأرواح شهداء الصحافة وإبرازا لمعاناة أسرانا الصحافيين فى سجون الاحتلال ووفاء منا لجرحانا الأبطال أبطال الصحافة , فلم يمض يوم حتى نشيع شهيد أو نرثى صحفيا , فهذه هى مأساتنا فى فلسطين .

إن الصحافة بحاجة لجهود جبارة بالمقابل للكادر الوطنى والصحفى الذى يهتم بقضية شعبه ويحملها إلى أقصى الحدود وأبعدها , فقط لأنها قضية عادلة وينتمى إليها فكما وجهنا الرأي العالمى لجرائم الإحتلال , يجب أن نجتهد أكثر فأكثر حتى نصل لحرية الصحافة والصحافيين فى فلسطين وكافة شعوب العالم .

انى أطير كل التحية والاحترام لزميلى وصديقى الغالى على قلبى " محمد عثمان " من غزة الصمود إلى تركيا التى يقيم فيها حاليا لرحلة علاج بعد الإصابة , وإذ أُطير كل التحية لأسرة الزميل وأيضا لابنه " كريم " الذى رزق بعد أن أصيب والده وكتب الله النجاة له وسلمه من كل مكروه ومن كل حاقد .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت