القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
شدّ راجي خوري الخبير السياحي المقدسي اهتمام المشاركين في برنامج قراءة في كتاب بمقهى الكتاب الثقافي بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي ورئيسه الاعلامي محمد زحايكة من خلال عرضه لابرز احداث سيرته الذاتية التي جاءت من خلال كتابه الشائق.. هذا انا .. سيرة ذاتية.. الصادر عن ديار للنشر في بيت لحم – فلسطين حديثا.
ولفت بحكاياته المثيرة والممتعة الحضور وأدهشهم بما فيها من تجارب ومواقف صعبة وحكايات مدهشة ومعبرة خاصة قصة معرفته بالجاسوس الإسرائيلي كامل أمين ثابت المدعو ايلي كوهين الذي تسلل إلى ارفع الأوساط السورية وأروقة الحكم في سوريا في مطلع الستينات من القرن الماضي. وكيف كان يتقن اللغة العربية بدرجة عالية حتى لا يمكن التصديق انه غير عربي . وروى كيف تم القبض عليه متلبسا بجريمة التجسس وإعدامه لاحقا وبالتفاصيل المثيرة.
الميت الحي .. !
ومن اغرب الطرائف التي حصلت مع راجي خوري في حياته المليئة والحافلة بالمواقف الجريئة أنه بعد حرب حزيران .. حاول الوكيل الإسرائيلي لأحد شركات السياحة الأوروبية استئناف العمل معها .. ولما سألوه عن راجي خوري .. ابلغهم أنه مات وعائلته وشبعوا موتا لأنه أراد الاستفراد بالعمل لوحده في إسرائيل ومناطق ال 67 . ولكن أصحاب الشركة السياحية الأوروبية ظلوا في حالة شك من رواية الإسرائيلي إلى أن جاؤوا إلى مطار اللد، بن غوريون ذات يوم .. فشاهدوا راجي وزوجته أمامهم .. وكان لقاء مؤثرا وسعيدا.. جعل الشخص الإسرائيلي يشعر بحرج شديد .. وهو يشاهد خوري حيا قام من بين الأموات..!
ومن بين المواقف الغريبة التي حدثت معه .. قيامه بوضع طفله الرضيع الياس في حمالة الأطفال على مكتب احد الضباط على الحدود السورية الأردنية لأنهم رفضوا إدخاله معه ومع زوجته بحجة أنه غير مسجل في جوازات سفرهما .. وقال للضابط .. هاكم الطفل .. اعتنوا به .. ريثما أعود انا وزوجتي غدا بعد أن نكون قد قمنا بتسجيله .. فما كان من الضابط السوري المسؤول إلا أن صرخ .. دخيلك.. خذ طفلك.. بعد أن وقعه على تعهد بتسجيله لاحقا ...؟؟؟ والأغرب أنه بعد حوالي عشر سنوات قد التقى هذا الضابط أثناء زيارته إلى إحدى الوحدات العسكرية السورية التي كان يخدم فيها أحد أقاربه وأصدقائه .. "فكملت " : مع ابو الياس .؟
قصتي مع السياحة..
وروى خوري حكايته مع السياحة وعناده وإصراره حتى نجح المكتب في جلب الكثير من المجموعات السياحية إلى فلسطين والدول العربية المجاورة بعد أن كان قد يأس وأحبط إثر جولة بحث عن مكاتب سياحة يتعامل معها قضاها يتجول بين المكاتب السياحية في مدن وعواصم أوروبا المختلفة . إلى أن سقط منه كرت أرقام تلفونات وهو يستعد للعودة إلى ارض الوطن خالي الوفاض .. كرت يحمل اسم احد الأشخاص من معارف والده الأجانب . الذي كان نقطة إمساكه بالخيط الذي شكّل بداية السعد والانطلاق في عالم السياحة الرحيب..!
ولم ينس خوري الإشارة إلى الدور العظيم للفلسطينيين في المساهمة في نهضة الدول العربية في مختلف المجالات .. وضرب مثلا على ذلك شقيقه الراحل الكاتب والصحفي المعروف نبيل خوري وموقفه الشهم مع الراحل رفيق الحريري في بداية حياته ويوسف بيدس في بنوك لبنان وقدرته على التحكم في تعيين رئيس الدولة .. كما أشار إلى علاقاته مع زعماء كبار من أمثال الراحلين ياسر عرفات و الملك حسين .
وتوافق المشاركون في اللقاء على أن تجربة حياة راجي خوري ابن الخامسة والثمانين ومشاهداته لما حل بفلسطين الوطن والشعب .. هي وثيقة شخصية مهمة وممتعة ومثيرة يجب قراءتها والاستفادة من أحداثها التي كان شاهدا حيا وشخصيا عليها .. فهي تضيئ شمعة قوية وتنير جزء من ماضينا المنكوب والمتعوس والمظلوم .. وتعكس إصرار الفلسطيني على القيام من بين الأنقاض وبناء نفسه ثم بناء وطنه ومجتمعه بل وبناء المجتمعات الأخرى خاصة في المنطقة العربية .
فلسطيني الانتماء..
وكان خوري في بداية حديثة قد أكد اعتزازه بفلسطينيته وفخره بالانتماء إلى شعبه انتماء كاملا غير منقوص إلى فلسطين.. وروى إصراره على الجهر بفلسطينيته في إحدى جولاته في بلد عربي رغم نصيحة البعض له بعدم ذكر ذلك.. وقال :" أنا من مواليد القدس في حي شنلر المجاور للحي اليهودي ميكور باروخ .. هدم بيتنا وشيد مكانه كنيس ومدرسة لتعليم الدين اليهودي.. وهذه قصة أخرى.. عمري الآن قرن ناقص 15 عاما .. ولكني والحمد لله بصحة جيدة والذاكرة لا بأس بها .. هناك مثل شائع يقول .. بدأت مزحة وأصبحت جد .. وهي قصة زواجي منذ 62 عاما وقصة.. هذا انا.. بتشجيع من القس متري الراهب راعي الكنيسة اللوثرية في بيت لحم ومن بنات أخي سمير، نهى ورنا .. لا أبالغ اذا قلت أن كل كلمة في هذا الكتيب صحيحة بنسبة 99و9 في المائة مثل انتخابات الحكام العرب..!