القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أمس النقاب عن أن جهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الاسرائيلي (أمان)، يمر في الفترة الأخيرة بأزمة صعبة وخلافات في صفوف جنرالاته، وذلك على أثر سلسلة من التعيينات التي أقرها رئيس الجهاز الجنرال أفيف كوخابي، الذي يرى عدد من جنرالات الجيش أن تعييناته الأخيرة في جهاز الاستخبارات العسكرية غير لائقة لدرجة قد تمس بأداء الجهاز، كما قالت المصادر الأمنية في تل أبيب لمراسل الصحيفة للشؤون العسكرية.
وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر ذاتها، إن حالة من الفوضى العارمة والاستياء الشديدين تسود صفوف كبار العاملين في الاستخبارات العسكرية، بلغت حد تقديم نائب رئيس قسم الأبحاث في جهاز (أمان) استقالته، وهو ثالث شخصية رفيعة تقدم استقالاتها من الاستخبارات العسكرية في الفترة الأخيرة. وأضافت أن ضباطًا كبارا في جهاز الاستخبارات العسكرية تحدثوا للصحيفة عن حالة من الفوضى وحتى التمرد ضد القيادة العليا لسلاح الاستخبارات العسكرية، كما أن عددًا من الضباط توجهوا لمراقب الدولة العبرية، القاضي المتقاعد ميخا ليندنشتراوس، بطلب فحص أهلية هذه التعيينات وموضوعيتها.
وأشارت المصادر عينها إلى أن الجهاز الذي يحافظ على سرية في العمل، ويبتعد عن الأضواء ووسائل الإعلام، بات في الفترة الأخيرة محط اهتمام الأخيرة بفعل التطورات الجارية في داخله، مشيرة إلى أن أول المستقيلين منه كان الكولنيل (هـ)، مساعد رئيس قسم الدراسات في (أمان) الذي استقال احتجاجًا على تعيينات كوخافي وإدارته للجهاز، وتلاه الكولنيل (أ)، قائدة الوحدة 504 المسؤولة عن وكلاء جهاز الاستخبارات العسكرية، والذي قدم استقالته قبل أسبوعين بعد أن تقرر عدم ترقيته بسبب ذكر اسمه في تقرير مراقب الدولة حول قضية بوعاز هرباز، الذي قام بتزييف وثيقة عسكرية إسرائيلية للمس بالجنرال يوآف غلانط، عندما كان الأخير مرشحًا لتبوأ منصب قائد هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي.
جدير بالذكر أن الحدود تُعتبر من النقاط الاستخبارية المهمة لدى الكثير من الدول حيث يتم من خلالها حماية الداخل من تسلل الغرباء ورجال المخابرات، وفي دولة الاحتلال توجد وحدة مخصصة من الاستخبارات لحماية الحدود ومراقبتها ومتابعة التحركات القريبة منها.وهذه الوحدة تدعى 504 وهي من وحدات جهاز الاستخبارات التابع للجيش (أمان)، وقد تم تشكيلها لتعمل في المناطق الحدودية بهدف تجنيد سكان الحدود في المناطق المختلفة والتعرف على تطورات الأوضاع فيها.وارتبط اسم هذه الوحدة بالجنوب اللبناني المحتل حيث عملت هذه الوحدة بشكل كبير في الجنوب اللبناني وفي المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل، حيث كان معظم عناصرها من مليشيا جنوب لبنان المنحل، والتي كانت عميلة لإسرائيل.
وحسب صحيفة "هآرتس" فإن الوحدة 504 تشغل عملاء، وبموجب توزيع العمل بين هذه الوحدة والموساد فإنها مسؤولة عن تفعيل العملاء في المناطق التي تحد إسرائيل مثل سورية ولبنان ومصر، إضافةً إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
وزادت أن هذا الجسم أطلق عليه تجميع وإحباط وقد بذل على مدار سنتين جهوداً استخباراتية غير عادية لإحباط عمليات ضد الدولة العبرية، خاصةً في لبنان، لكنه فشل في مهمته، فتقرر تفكيكه، ما ولد نقاشاً كبيراً بين قياديين في الأجهزة الأمنية وبين المبادرين لإقامته.
وهنا تعززت الخلافات حول ما يتعلق بجمع المعلومات والتنسيق، فأعلن (الشاباك) انه يرفض مواصلة نشاطه في لبنان على هذا النحو وطالب بأن تكون مهمته مقتصرة على إحباط ما أسماه الإرهاب، وانه يرفع يديه عن الوحل اللبناني، كما ذكر في تقريره آنذاك. وقد اعترف قائد وحدة تجميع وإحباط في ذلك الوقت، حاييم بورو، أن أسباب الفشل والتنسيق كمنت في اختلاف العقيدة والتفكير بين الأطراف وبين الجيش، وأساليب العمل وسلم الأولويات. وقد وجه الشاباك، في رسائل إلى قيادة الأجهزة، اتهامات لقادة الوحدة 504 جاء فيها أن الضباط الذين أوكلت إليهم مهمة تفعيل العملاء أهملوا الموضوع واستغلوا وجودهم هناك لتحقيق مصالح شخصية بينها عمليات تهريب واتجار من لبنان بغطاء علاقات تجارية مع لبنانيين.
في ذلك الوقت، قالت المصادر الإسرائيلية للصحيفة العبرية، إن أزمة حادة عصفت في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، لتبدأ عجلة الإخفاقات بكل ما يتعلق بالملف اللبناني فظهرت نتائج ذلك في الحرب العدوانية الثانية على لبنان عام 2006 حيث كثر الحديث عن الفشل الاستخباراتي.
وتعتبر الوحدة 504 أول وحدة كلفت بمهام تجسس في لبنان ولكن مع دخول القوات الإسرائيلية للبنان أمر رئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن رئيس (الشاباك)، أبراهام شالوم، بأخذ دور فعال في لبنان بجانب تلك الوحدة، لأنه كما طلب أنه يريد نتائج أسرع وأكثر فاعلية في ذلك الوقت، حيث كان يعمل (الموساد) في داخل لبنان أصلاً، وهنا بدأت التداخلات في الصلاحيات أدى ذلك إلى عرقلة العمل أحياناً، على حد قول المصادر.