المقاومة هي رفض الشيء مع إبقائه في دائرة الاهتمام مهما حاولنا إشعار أنفسنا أو المحيطين بنا بأننا لا نهتم لهذا الأمر .. وفي حقيقة الأمر أن الذي نجعله في دائرة الاهتمام هو ما ستجلبه لنا الأقدار بعد مشيئة الله سبحانه وتعالي سواء بقصد مقاومته ورفضه أو بقصد طلبه والبحث عنه .
فمقاومة الفكرة سيجعلها تتغلغل في العقل لأن العقل الباطن يأخذ الكلمة بمفهومها وبمصطلحها المجرد من أدوات النفي والتأكيد .. فإذا قلت انا مريض أو انا غير مريض سيفهمها العقل بأني مريض في كلا الحالتين والعكس حينما اقول أنا سليم أو غير سليم لأن الكلمة بمفردها لها ترجمه معينة في العقل فمجرد مرورها على العقل سيترجمها فورا بمعناها عنده .. وما كان في العقل فهو ما ستتشكل الأقدار عليه " ان خيرا وان شرا فعليه . فالمهم هنا هو ما الذي يجب ان يكون في العقل ؟؟ وما الذي يجب ان يبقى في دائرة الاهتمام ؟؟
كانت الدعوة إلى الله ونشر الإسلام والسلام والعدل والمؤاخاة هي القضية التي تدور في دائرة اهتمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن يشغل باله بمقاومة المنافقين والأفكار الدسيسة .. فقد كان يصلي وخلفه رؤوس النفاق لم يكن ليصادمهم أو ليسألهم عن تفاصيل نواياهم .
ركز الإسلام على نشر الدعوة نشر الإسلام نشر السلام نشر الحب نشر العطف نشر الإخاء .
إن المقاومة يجب ان تستبدل بالتجاهل .. فلأمر الذي ارفضه يجب أن أجعله في دائرة التجاهل لا المقاومة .. ليت العالم الإسلامي يعي أهمية هذا الأمر .. ولكننا نجد ان قضيتنا العربية والإسلامية ما يسمى بالمقاومة الإسلامية والمقاومة الفلسطينية .. ألم نشعر بأنها لم تموت ؟؟
مع طول الزمن عليها وشراسة وعنف ما تجده ومع ذلك فهي مستمرة لأن الذي كان في دائرة الاهتمام هو فقط المقاومة .. ومع الزمن يتشرب في قلوب المقاومين انها القضية الأزلية التي لا تنتهي ، حتى وان انتهت المقاومة بالانتصار فستبقى روح المقاومة تجلب ما يمكن مقاومته ..
إن المقاومة الفلسطينية لو حُولت هذه القوة والعزيمة والثبات التي صمدت لعقود من الزمن لو حولتها الى تحرير او نصر بتجاهل تام لاستمرار العدوان الذي يحتاج الى مقاومة لما استمر الأمر الى هذه السنوات الطويلة .. فقوة المقاومين الجبارة تؤهلهم (بكل يسر) ان يحرروا الأقصى وفلسطين بأكملها ولكن الكيان الصهيوني يعي هذا الأمر واهمية استمرار المقاومة لاستمرار وجودهم على الأرض الفلسطينية وفي حال فتور للمقاومة الفلسطينية تتوغل دبابه او طائره او منع من الصلاة في المسجد الأقصى او شيء من هذا القبيل كل هذا لتستمر المقاومة ويستمر العدوان.
الكلام في الأمثلة يطول ولكن باختصار ((( كل امر غير مرغوب فيه يجب أن نحوله الى دائرة التجاهل لا دائرة الاهتمام بحجة مقاومة أو أي تبرير آخر .. والله المستعان ..
الكاتب والإعلامي السعودي – حسن بن مربع
الخميس 17-5-2012
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت
