بي صلصال السماء

بقلم: الاسير باسم الخندقجي

من ديوان " طقوس المرة الأولى "

بي صلصال السماء


إلى الحلاج ورامبو
أَلَمٌ من أجلِ الزمنْ ..
مأساةٌ على جانبيّ طريق الخراب...
حركةٌ تدفعُ بي إلى أرضٍ
داستها أحلامي من قَبلي
ولا نهاية ...
لا نهاية لمستحيل ولا وصول...

بي نجمةٌ أَلَقُها بستان ورد
يُقدّمُ نفسه إكليلاً على رأسِ السماء ..
ودمعها ...
دمع نجمتي ذروته
عباءة لربّ يرتجفُ من شدِّه زمنه..
وهدوء الدمع فرحٌ لي
وإغفاءهُ عشقٍ مؤقّت أُمارسُه
على إنفرادٍ وشجن
داخل شذرات جنوني ..
بي نجمةٌ تُعيدُ ترتيب تأمّلي للسماء
وتُعلمُني :
" كسرةُ خبزٍ من قمحِ روحكْ
هي غذاء رحلتكْ ..
ولا تتمرّد على رحيلكْ
وقت وجع حصادكْ ..

قَبلْتُ ما في داخلي من ورودٍ وأشجار
وحقول زنابق
وأقحوان.. قَبِلْتُ كرمتي وقَبّلْتُها
حتى الكأسِ الأخير
وأسيُر في طريق أسير
ياكرَّام..
أأنا من أهوى ..
ومن أهوى أنا ؟!
أَنحنُ روحان حَلَلْنا بدنا ؟!
أينَ أنا منكَ والحرير يُلامس
مذاق ترابي؟

يدنو دمي من قمري
وتهتزُّ أرضي لَتلد عيني
ولا أرَاكْ.. لا أراكْ
بي مهجةٌ مزدحمةٌ بحزن اندهاشي
والريحُ شرقية الكبرياء
تَقْتَلِعُني من صعودي
وتداعبُ بصيرتي :
" يا شراع َالأرضِ والسماء معاً ..
يا نجمةً وقمر ..
فيّ حليبُ جنونك ..
لا تَخَفْ من وحشةِ دربكْ
فمصيري مصيركْ
ومصيرنا بحبرِ الندى
مكتوبٌ على جبين الورد .."

في الدربِ ..
أُغنّي ما أمامي
على لحنِ ما ورائي
والآن كلماتي ..

أُغنيّ مصيري:
" بعيْن العقل..
رأيتُ ماظنّ الانسان أنه رآه..
وبتمرّدٍ غرستُ عشقي
في عمقِِ نهر الحياة
كي أمحو نفسي وأَتجددْ ..

الاسير باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن بئر السبع المركزي
الحكم ثلاث مؤبدات

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت