افيقوا قبل ان ينتفض المارد الفلسطينى

بقلم: عزام الحملاوى

يضحى الشعب الفلسطيني دائما بالغالي والنفيس من اجل الحفاظ على وحدته الوطنية, التي تعتبر درعه الواقي للدفاع عن حقه العادل والمشروع في قضيته الفلسطينية, ولا يستطيع أحدا منا أن ينكر إننا حققنا انجازات وانتصارات كبيرة بفضل هذه الوحدة التي كانت تضم كل ألوان الطيف الفلسطيني, والتي انصهرت في بوتقة واحدة وهى م0ت0ف0 الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي عبرت عن وحدة البنادق والعمل السياسي, وبفضل هذه الوحدة على امتداد ثورتنا الفلسطينية والانتفاضة والحركة الأسيرة, استطعنا تحقيق نتائج ايجابية لصالح القضية الوطنية والشعب الفلسطيني كما حدث أخيرا في معركة الأسرى البواسل0 وبغض النظر عما يشهده الوطن اليوم من انقسام مخزي دام لأكثر من ستة أعوام منذ أحداث الانقلاب المؤسفة, وما تبعه من تقلبات ومماحكات سياسية, ومشاكل اجتماعية واقتصادية, كانت قريبة من الانفجار والخروج عن السيطرة لولا تمسكنا بالقضية الفلسطينية والوحدة الوطنية, التي ظللنا نفاخر بها وندافع عنها حتى أكدنا للعالم من خلال قوافل الشهداء والأسرى والجرحى, إن هذه الوحدة هي طريقنا الوحيد لتحقيق هدفنا في الدولة المستقلة ,خصوصا إذا ضاقت بنا السبل وانقسم الوطن حيث لا حل لنا من هذا الانقسام وما أدى إليه من حال خطير ينذر بنهاية كارثية إلا بإنهائه, وإعادة اللحمة إلى شطري الوطن, والتمسك بالوحدة الوطنية كمقياس هام واساسى لهذا الوطن, لأنها ستحمى القرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي من خلاله نستطيع التحكم وتوجيه كل مرحلة من مراحل نضال شعبنا المختلفة حتى نحقق دولتنا المستقلة, وإن غياب القرار الوطني المستقل يعني عدم تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني0


لذلك لابد من إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة لأبناء هذا الشعب, ويجب أن تكون هذه المهمة هي الأولى على رأس أولويات القيادة, وعلى الأطراف المتنازعة المساهمة الجادة في ذلك والإدراك بأن التنازل والمصالحة ستكون لصالحهم وصالح القضية والشعب والوطن , لذلك نطالب الجميع وفى ذكرى النكبة إل 64 بإنهاء هذه المأساة وتحقيق الوحدة الوطنية, لانتا لن ننحاد عنها مهما حدث حتى تتحقق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني,لذلك ندعو بكل صراحة ووضوح كافة الأحزاب والحركات إلى الالتزام الجاد بالوحدة, وإنهاء الانقسام بالهدوء والعقلانية, وتغليب المصلحة الوطنية لحماية أنفسنا ووطننا ليظل سفينة الأمان والحماية الواقي لنا مما سنواجهه من عواصف في المستقبل حتى تحرير الأرض وإقامة الدولة المستقلة0

وحتى نصل إلى ذلك علينا ألا نحمل أنفسنا مالا قدرة لنا به, أو نقبل بما لايتمشى مع المشروع الوطني, أو أن نكون أداة في يد الغير لتحقيق مصالحهم على حساب مصالح الشعب الفلسطيني والقضية الوطنية, وإلا يفرض علينا مزيدا من العذاب خصوصا من أبناء جلدتنا حين يتعثر المشروع السياسي نتيجة للمواقف السياسية الاسرائلية المتعنتة, حيث تبدأ المزايدات, وتطفوا المصالح التنظيمية التي تحاول أن تفرضها بعض الأحزاب والحركات وهى ابعد ماتكون عن المصلحة الوطنية ومصلحة الشعب والوطن0لذلك علينا أن نكون صادقين وصرحاء بيننا ومع أنفسنا, وغيورين على وحدتنا, وان نؤمن بأن الاعتراف بالخطأ بداية لتصحيح الطريق, وهذا يتطلب منا أن نعترف بان ماحدث من انقلاب وماتبعه كان خطا جسيما أحدث شرخا عميقا في وحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي, وان الاستمرار في هذا الخطأ لايمكن أن يغتفر لأنه سيلحق الضرر بوطننا ووحدتنا التي اكتسبنا أهميتها من نضالنا وانتمائنا, وتعلمنا من اجلها القوة والصبر والجلد, ومواجهة شدائد الزمن وتقلباته 0لذلك يجب ألا نتهرب من استحقاقاتنا الواجبة علينا والبدء في المصالحة لإعادة الوحدة إلى شطري الوطن, حتى لانشعر وكأننا نعيش في وطن يعرض في مزاد للبيع لمن يدفع أكثر, ويجب عدم افتعال الأزمات من قبل بعض الفصائل لأسباب حزبية وشخصية رخيصة لانشك في أنها سوف تحاسب عليها عاجلا أم اجلا0 أن الظروف السياسية الصعبة التي نمر بها الآن تعتبر فرصة لأن نوجه دعوتنا لمقامرى السياسة في هذا الوطن ليراجعوا حساباتهم, حتى لا تضيع وحدتنا ويتشرذم شعبنا أكثر مما نحن به, ونقول لهم: أنكم على مدار الفترة السابقة كنتم تذبحون هذا الوطن وأبنائه بحدة سيوفكم, وأن الشعب الفلسطيني منحكم أكثر من فرصة, وتحمل الكثير , فكفى000 وليفتح هؤلاء التجار المقامرين أعينهم قبل أن يجرفهم غضب شعب تلاعبوا به وأذاقوه من سياساتهم البهلوانية الجوع, والعذاب, والإذلال, فعليهم أن يتداركوا أنفسهم, ويفيقوا قبل أن ينتفض هذا المارد الفلسطيني الجبار, ولايجدوا من عقابه الشديد مكانا يختبئوا به كالجرذان0

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت