القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
قالت عائلة الشهيد محمود المبحوح، الذي بحسب المصادر الأجنبية، قام الموساد الإسرائيلي باغتياله في دبي، إنهم بصدد تقديم دعوى قضائية بتهمة القذف والتشهير ضد منتجي فيلم (كيدون) الكوميدي الإسرائيلي، الذي يصور في هذه الأيام، والذي يعتمد على قضية تصفية القائد العسكري من حركة حماس، حيث يزعم الفيلم الإسرائيلي أن عصابة من المحتالين هي التي نفذت عملية الاغتيال وليس الموساد الإسرائيلي، كما يقولون في حماس.
وقال محلل شؤون الشرق الأوسط في إذاعة الجيش الإسرائيلي، جاكي حوخي، أمس الأحد، إن "إنتاج الفيلم هو مشترك بين الإسرائيليين والفرنسيين، ويُشارك فيه كوكبة من أشهر الممثلين الإسرائيليين المشهورين، مثل ساسون غباي، شاي أفيفي، وعارضة الأزياء، بار رفائيلي، وممثل من فلسطينيي الداخل يُدعى شريدي جبارين، وقال أبناء العائلة الذين يعيشون في غزة للمحلل حوغي إن الفيلم الإسرائيلي يمس مسا سافرًا بحرمة الميت، كما أنهم يحتجون وبشدة على أن الفيلم يُصور الشهيد المبحوح بأنه كان يشرب الخمر ومولع بالنساء".
وقال الشقيق الأصغر للشهيد، فائق المبحوح أمس لإذاعة الجيش إن "أخي الشهيد لم يكن كذلك، وهذا الفيلم يمس كثيرا بالشهيد وبأفراد العائلة، وطالب من عارضة الأزياء الإسرائيلية، التي تقوم بدور فتاة الإغراء، فض العقد مع الشركة المنتجة، كما طالب الممثل العربي بوقف مشاركته في الفيلم، وهو الذي يقوم بتأدية دور الشهيد المبحوح".
وزاد الأخ قائلاً "إذا أرادت رفائيلي المشاركة في فيلم، فإنني أطالبها بعدم استغلال اسم شقيقي لتشويه صورته، فهي عارضة أزياء ولتواصل في مهنتها"، أما بالنسبة للمثل العربي الفلسطيني من أراضي الـ48 فقال شقيق المبحوح إن "هذا الفيلم يمس بأحد أبناء شعبك، وهو الذي كان رمزًا للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، أنني أتوجه إليه مباشرة وأطالبه بالتوقف عن المشاركة في الفيلم المسيء"، وزاد قائلاً إن "توجهه ليس نابعًا من نقمة شخصية، ذلك أن العائلة سلمت باستشهاد ابنها، إننا عائلة متدينة، ونُطالب باحترام سمعة الميت، كما نصت الديانات السماوية باحترام الميت"، على حد قول الشقيق فائق.
جدير بالذكر بأنه حسب دراسة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، فإن وحدة (كيدون) تابعة بشكل مباشر لقسم العمليات في (الموساد) ويشرف عليه رئيس الجهاز، وهي تنفذ المهام الخطرة والحساسة خارج إسرائيل، ومن ثم فهي بمثابة رأس الحربة بالنسبة للجهاز.
ومن أشهر قادة (كيدون) حجاي هاداس، الذي كان مسؤولاً عن طاقم المفاوضات في ملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والذي قاد الوحدة عند اغتيال فتحي الشقاقي، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، في مالطا عام 1995، وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، التي كانت ضمن الفرقة التي دست السم لعالم نووي عراقي في باريس عام 1983.
ولفتت الدراسة إلى أن مهمة (كيدون) تتمثل بشكل أساسي في إحداث حالة من الردع والتخويف وإحباط النشاطات المعادية لإسرائيل كأحد الأهداف العامة والمهمة بالنسبة للموساد، وهي الوحدة الوحيدة في العالم التي لأنشطتها الإجرامية غطاء قانوني داخل إسرائيل، ويختص رجالها بتحقيق أعمق اختراق ممكن للدول التي تشكل هدفا محتملا، إضافة لتنفيذ عمليات الاغتيال ميدانيا.
ويعد أعضاء هذه الوحدة نخبة النخبة في جهاز الموساد، وهم مدربون على العمل تحت أسماء وشخصيات وهمية، إضافة إلى الصمود في ظروف جسدية ونفسية غاية في الصعوبة والتعقيد، حيث يمتد تدريبهم لفترة طويلة جدا، ويجري اختيارهم من بين صفوف العاملين في الموساد بمختلف أقسامه ووحداته.
وبحسب فيكتور أوستروفسكى عميل (الموساد) السابق في كتابه (عن طريق الخداع)، فإن استخدام عملاء هذه الوحدة يتم بشكل دقيق ومعقد للغاية، في حين يقول يوسي ميلمان الصحافي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الأمنية، إن "الكثير من جهود الموساد وموارده توجه لهذه الوحدة، حيث يحاول الجهاز توفير جميع الإمكانات لها".
كما تقول الدراسة إن "الموساد، يحاول أن يوفر لهذه الوحدة مستوى عاليا من القدرات القتالية التقليدية وغير التقليدية، بشكل يساعد على تحسين قدرات عمليات الإحباط الاستباقية، لمنع عمليات التآمر ضد إسرائيل والجرائم الإستراتيجية المنظمة التي تشن ضدها. ولوحدة (كيدون) سلسلة من عمليات الاغتيال الناجحة، فهي الوحدة المسؤولة عن اغتيال وائل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية بإيطاليا في تشرين الاول (أكتوبر) 1972 بإطلاق اثنتي عشرة رصاصة في أماكن مختلفة من جسده.
كما اغتالت حسين البشير ممثل حركة التحرير الوطني الفلسطينية (فتح) في قبرص بشحنة ناسفة وضعت تحت سريره في الفندق الأوليمبي بنيقوسيا في نوفمبر 1973، وسبق ذلك في أبريل من نفس العام اغتيالها الدكتور ياسر القبوسي أستاذ القانون في الجامعة الأمريكية ببيروت، الذي تمت تصفيته بـ12 رصاصة في باريس كما الحال بالنسبة زعيتر.
وفي كانون الاول (ديسمبر) 1977، اغتالت هذه الوحدة محمد الهمشري ممثل منظمة التحرير في فرنسا بواسطة شحنة متفجرة زرعت تحت مكتبه؛ حيث رتب عميل الموساد الذي انتحل شخصية صحافي إجراء حديث تليفزيوني معه ليعطي إشارة لمفجر القنبلة بالتفجير حين وصول الهمشري مكتبه.
وفي آذار (مارس) 1990، اغتالت (كيدون) جيرالد بول العالم الكندي الذي قام بتطوير برنامج عسكري للعراق، وذلك بغرفته في العاصمة البلجيكية بروكسل، وهو ما أثر بالسلب بشكل كبير على تطوير هذا البرنامج. وفي تشرين الاول (أكتوبر) 1995 اغتالت وحدة (كيدون) فتحي الشقاقي الذي تمت تصفيته برصاصتين اخترقتا رأسه عن قرب من الجهة اليمنى. وفي عام 1997 كانت أول محاولة لـ(كيدون) على أرض عربية، هي المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس برش السم في الأردن.
وكانت عمليات الاغتيال قبل هذا التاريخ تنفذ في الدول العربية بواسطة وحدات خاصة تابعة لجيش الاحتلال، مثل (سرية الأركان) أو (سيرت مطكال)، التي قتلت أبو جهاد القائد الثاني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بتونس