رد نتنياهو على رسالة الرئيس ابومازن .... تتطلب موقف فلسطيني ينهي الانقسام

بقلم: علي ابوحبله



رسالة الرئيس ابومازن التي وجهها لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو تمحورت حول الرد الإسرائيلي على المطالب الفلسطينية المحقة للعودة لطاولة المفاوضات والتي تتطلب موقف إسرائيلي من موضوع تحديد الحدود للدولة الفلسطينية ، ضرورة إقرار واعتراف حكومة نتنياهو بمبدأ إقامة ألدوله الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 بما فيها القدس ، أن تتوقف حكومة نتنياهو عن مصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان وان يتوقف البناء الاستيطاني ، أن يتم الإفراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين من المعتقلات الاسرائيليه ، إضافة للعديد من النقاط التي على إسرائيل إبداء موقفها وإجابتها وتجاوبها مع المطالب الفلسطينية التي تضمنتها رسالة الرئيس الفلسطيني ابومازن كي يتسنى العودة لطاولة المفاوضات ضمن تحديد سقف وجدول زمني محدد لإنهاء عملية المفاوضات والخروج من دائرة عبثية المفاوضات نتيجة المواقف الاسرائيليه ، رد حكومة نتياهو على رسالة الرئيس محمود عباس ابومازن جاء مخيبا للآمال ليؤكد أن إسرائيل غير معنية بالعودة لطاولة المفاوضات وهي غير راغبة بتحديد مرجعيه لهذه المفاوضات لأنها غير معنية أصلا بإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ،

جاء في الرد الإسرائيلي حسب ما أوردته بعض الصحف ووكالات الأنباء أن إسرائيل تؤمن برؤيا الدولتين لكنها لا تؤمن بوقف الاستيطان وان الاستمرار بالبناء الاستيطاني بحسب الرد الإسرائيلي هو وفق المتطلبات والاحتياجات التي تقتضيها ضرورة الكثافة السكانية للمستوطنين واحتياجاتهم ، ثاني الشروط التي تضمنتها رسالة نتنياهو هو بضرورة الاعتراف بإسرائيل وطن قومي لليهود وهذه هي اخطر بكثير من الدعوة السابقة للاعتراف بيهودية ألدوله ، إن حسن النوايا التي يدعي نتنياهو بعرضها على الرئيس ابومازن هو العودة إلى ما كان عليه الوضع الفلسطيني قبل عام 2000 وإعطاء السلطة الفلسطينية صلاحيات كاملة على مناطق ألف وبتوسيع صلاحيات السلطة في مناطق بي وضم أجزاء من ابوديس للسلطة الفلسطينية ، هذا العرض لحكومة نتنياهو هو نفسه الذي تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ في 2005 وسمي بحينه باتفاق شرم الشيخ بحضور الرئيس ابومازن ورئيس حكومة الاحتلال شارون وبحضور الرئيس المخلوع مبارك والملك عبد الثاني ملك الأردن حيث لم يلتزم شارون بتنفيذ أيا من بنود هذا الاتفاق ، نفذ شارون مخطط ماسمي بالفصل الأحادي من جانب واحد تهربا من تنفيذ ما نصت عليه خارطة الطريق ،اخرج قوات الاحتلال من داخل غزه وهدم المستوطنات وأبقى على حصاره على غزه ، حكومة نتنياهو تكمل مخططها الاستيطاني بعد أن تم نجاحها بالانتخابات للكنيست الإسرائيلي منذ عام 2009 ولغاية الآن بمخطط يقوم على وأد وإنهاء رؤيا الدولتين ، الرد الإسرائيلي على رسالة ابومازن بواقعه وحقيقته هو إمعان إسرائيل برفضها لقيام ألدوله الفلسطينية المستقلة بحدود عام 67 وبرفضها للعودة لطاولة المفاوضات بحسب المرجعيات المتفق عليها استنادا لاتفاق اسلوا وخارطة الطريق ، والرد الإسرائيلي هو رفض مطلق لوقف الاستيطان والتوسع الاستيطاني وتم إضافة بند للاعتراف برؤيا الدولتين وهو اعتراف وإقرار فلسطيني بإسرائيل كوطن قومي لليهود الأمر الذي يعيدنا إلى المخططات الصهيونية وعقلية التوسع الصهيوني وبالرؤيا التي عليها العقلية الصهيونية التي ما زالت تؤمن بإسرائيل الكبرى من النيل للفرات ،

هذه العقلية الصهيونية وهذا الموقف الإسرائيلي للرد على رسالة ابومازن قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في إسرائيل كيف الرد الإسرائيلي بعد الاتفاق وتشكيل الحكومة التي تملك اليوم في الكنيست ما يقارب 94 صوتا بعد أن انضمت كاد يما للحكومة بزعامة شاؤول موفاز الذي أعاد احتلال الضفة الغربية وعمل على محاصرة الرئيس الشهيد ياسر عرفات بمقره في ألمقاطعه برام الله وهدم ودمر مخيم جنين ، حيث ارتكبت إسرائيل مجازرها باجتياحها لمدن الضفة الغربية ضمن سياسة ممهنجه لعمليات الاغتيال والاعتقال ، هذه المواقف الاسرائيليه بالرد الإسرائيلي وبما هو عليه الوضع الفلسطيني من تحكم إسرائيلي بشؤون الحياة أليوميه للفلسطينيين ، وبسياسة الحصار الاقتصادي المفروضة على الشعب الفلسطيني ، وبتلك القرارات والأوامر والمناشير العسكرية وبالتلويح بعودة الاداره المدنية ، وبتلك القرارات المتعلقة بمصادرة الأراضي وبالتوسع الاستيطاني المستمر وبإقامة البؤر الاستيطانية بمختلف مناطق الضفة الغربية ما يهدد الفلسطينيون بمصادر رزقهم وبثبات وجودهم على أرضهم ويقوض رؤيا الدولتين ،

ما يتطلب من الفلسطينيون من ضرورة توحيد صفوفهم وإعادة تنظيم أنفسهم وبوضع أولوياتهم لكيفية مواجهة تلك السياسة الاسرائيليه الهادفة لتقويض الحلم الفلسطيني من خلال استراتجيه فلسطينيه موحده لمواجهة السرطان الاستيطاني المستشري بالضفة الغربية ما يتطلب إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني والابتعاد عن تلك المماحكة السياسية ووضع كل تلك المصالح الانيه والحزبية ألضيقه جانبا والنظر بشمولية للمصلحة الوطنية الفلسطينية التي تتطلب موقفا موحدا لمواجهة سياسة إسرائيل وإرغامها للتوقف عن أعمالها الاستيطانية ، لتكن لنا العبرة في المواقف الموحدة للحركة الاسيره إذ بإرادتها وبموقفها البطولي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته استطاعت أن تنتزع مطالبها وترغم سلطات السجون في إسرائيل للإقرار والتجاوب مع هذه المطالب المحقة للأسرى الفلسطينيون إذا ما توحدت المواقف واستجمع الفلسطينيون لقواهم بتوحيد موقفهم يكون بمقدورهم انتزاع حقوقهم من هذا المحتل الغاصب ويكون بمقدورهم التحرر من قبضة الاحتلال وعليه لا بد من مواجهة نتنياهو وحكومته برد فلسطيني ينهي الانقسام ويقود لوحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة التعنت الإسرائيلي الرافض لعملية السلام ورؤيا إقامة ألدوله الفلسطينية ، هذا ما جاء بالرد الإسرائيلي على رسالة ابومازن فهل الرد الفلسطيني سيكون بوحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت