أيُّها المِصريونَ، لكمُ القدسُ

بقلم: فايز أبو شمالة


أيها المصريون، وأنتم تنتخبون رئيساً للأمة العربية والإسلامية، حرصت أن أترجم لكم من اللغة العبرية خطاب رئيس وزراء العدو الإسرائيلي "نتانياهو" يوم الأحد، 20 مايو، في الذكرى 45 لاغتصاب القدس سنة 1967، إنها الذكرى التي يسمونها "يوم أورشليم"، اليوم الذي ينشد فيه اليهود الأناشيد الدينية والوطنية، وهم يرفعون آلاف الأعلام الإسرائيلية، احتفاءً بتوحيد مدينة داوود كما يدّعون، ويتفاخرون على إيقاع ما يسمونه "رقصة الأعلام"، وهم يشتمون النبي محمد عليه السلام بألفاظ أقلها قبحاً "محمد مات، خلّف بنات"، ويشبهون الرسول العربي بصفات بذيئة، لا يصح ذكرها.

يقول نتانياهو في مستهل خطابه: "عندما يصلي اليهود في كنس العبادة من كل أنحاء العالم، فإنهم دائماً يتجهون إلى "أورشليم"، إنها المكان الذي كان وسيظل مركز حياتنا، إنها المكان الذي يذكرنا بماضينا المشرف، ماضينا الذي يبعث الأمل في مستقبلنا، وهنا أؤكد للجميع خطأ حسابات من ظن أننا سننقطع عن ماضينا كي نضمن الأمن لمستقبلنا.

لم يكن في نيتنا يوماً أن نتنازل عن المسجد الأقصى "جبل الهيكل"، وأقول بصراحة لأولئك الذين يطالبوننا بالتنازل عن الأماكن المقدسة الإسلامية للآخرين كي نبعد شبح الحرب، أقول لهم: لقد أخطأتم، فالسلام لا يتحقق إلا إذا كانت القدس تحت السيادة الإسرائيلية، لأن السلام لا يتحقق إلا مع الأمة القوية، وإسرائيل بلا القدس هي جسم مع قلب ضعيف، إن الأمة التي توافق على تقسيم قلبها هي أمة فقدت إرادتها في القتال على أي شيء آخر.
قبل 45 سنة، توحد قلب إسرائيل، وعاد لينبض من جديد بكل قوة، وللأبد لن نمزق هذا القلب، قبل 45 سنة قاتلنا على أسوار القدس مثل الأسود، وسقط منا القتلى والجرحى دفاعاً عن حلم إسرائيل، لقد صار المسجد الأقصى "جبل الهيكل" تحت سيادتنا، وصارت المدينة الموحدة "أورشليم" عاصمة إسرائيل.

ويضيف "نتانياهو" أقول لمن يلومونني على مواصلة البناء في المدينة: إن الملك داوود قد أنشأ مدينته قبل أن تتواجد هذه الأمم على وجه الأرض، لقد طورنا عاصمتنا، وسنعمل على تطويرها، لنؤكد أن نور "أورشليم" الذهبي سيواصل التألق في كل أنحاء العالم، إنه نور أورشليم، وإسرائيل بلا أورشليم مثل الجسد بلا قلب، وقلبنا لن يمزق ثانية وإلى الأبد.
أترك القارئ العربي يستشف الأبعاد العقائدية والسياسية لخطاب "نتانياهو"، كي يعرف أعداءه الذين حاول الرؤساء والملوك العرب التغطية عليهم، وتحايلوا لإخفاء حقيقتهم، تحت ما يسمونه عملية السلام.

وليسترشد القارئ العربي تعليقات بعض القراء اليهود على الخطاب، وهي كالتالي:
1ـ نحن اليهود نحلم بالسلام، ولكن دون عرب فوق أرضنا. 2ـ الطلب من اليهود التنازل عن أورشليم مثل الطلب من المسلمين التنازل عن مكة 3ـ ستتحول أورشليم إلى مدينة الأحقاد لو سيطر على شرقها المسلمون. 4 ـ لقد كان نتانياهو واقعياً في خطابة. 5ـ عيد سعيد لكل المحتفلين بوحدة أورشليم.6ـ يجب عدم تكرار جملة "تقسيم أورشليم". 7ـ إن أجمل منظر رأيته في حياتي هو رفرفة الأعلام الإسرائيلية في سماء أورشليم. 8ـ انتبهوا يا يهود، لا هدف من حياة المسلمين إلا تدمير دولتنا. 9ـ لقد حان الوقت لنهدم المسجد الأقصى، ونقيم مكانه جبل الهيكل. 10ـ بمشيئة إله بني إسرائيل انتصرنا على أعدائنا العرب.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت