عرس مصر... نتمنى أن ينتج مولوداً جميلاً

بقلم: منذر ارشيد

بسم الله الرحمن الرحيم

رئيساً حراً رائعاً يكون إبناً وفياً لكل المصريين
مصر الحبيبة قلب الوطن العربي تعيش الحدث الأكبر بعد ثورة 25 يناير , هذا الحدث الذي سيتقرر خلاله مصيرأرض الكنانة من خلال إنتخاب رئيسها الجديد بعد خلع الدكتاتور مبارك
أن شعب مصر ولأول مرة في تاريخه ينتخب رئيسه , ولهذا نقول أنه حدث كبير
فبعد مبارك.. فالقادم للقصر الرئاسي أمامه فجوة كبيرة إما أن تملأ بجدارة أو تكبر الفجوة وتزداد عُمقا لا قدر الله خاصة إذا جاء شخص من نفس زمرة مبارك أو من يتمنوه أعداء الأمة.
ش
ثلاثة عشر شخصية سياسية سيتنافسون على أصوات الشعب المصري لا بل أصوات العرب في كل مكان لأن كل مصري حُر يمثل ضمير الشعب العربي
فالشعب العربي يراقب المشهد بكل حذر وشوق ولا ننسى أن الشعب الفلسطيني هو الأكثر حذرا ًوشوقاً لأن يعتلي قمة الهرم المصري رجلٌ وطني صادق ومخلص
نحن كفلسطينيين معنيين وبشكل مباشر بما سيكون عليه الحال في مصر لأن مصر هي بيضة القبان في التركيبة العربية ولأن مصر بموقعها وتاريخها وعمقها وشعبها الأكثر تأثيراً على القضية الفلسطينية ومصيرها ولأن مصر هي القوة التي إن عادت برئيس وطني وجيشها المعروف ستعيد توازن الرعب مع العدو الذي تفرد بقضية فلسطين .

ثلاثة عشرمرشحا ً على مقعد واحد غالبيتهم وطنيين شرفاء ولكن منهم من ليس لهم ثقل أو حضور على المستوى الشعبي أو الرسمي رغم أن فيهم من الكفائات الوطنية والأكاديمة .

الحقيقة أن الشعب المصري أمام خيارات صعبة وهوأمام حشد كبير من المتنافسينالذين بغالبيتهم وطنيين
من هو الأكفأ والأفضل في ظل هذا التنافس بين أشخاص منهم من يستند إلى حزب إسلامي أو من يستند إلى تاريخ طويل من العمل العام أو من يستند إلى قاعدة شعبية أو إلى دفع من قوى النظام السابق التي ما زالت تؤثر على الوضع في مصر

الشعب المصري بعد السنوات العجاف من حكم الاستبداد والقهر لحكام باعوا مصر وأفقروها
هذ الشعب العظيم يحتاج بعد كل هذه المعاناة لرئيس ينطق بلغته ويعيش معاناته ويخرجه من الأزمات الكثيرة التي غرقت بها مصر
عدد قليل من المرشحين سيكون التنافس بينهم قوياً وقد ظهر هذا جليا من خلال بعض الاستبيانات
أو ما يظهر من خلال التفاعل الجماهيري الواضح

وسأحصر هنا الموضوع في خمسة مرشحين هم الأبرز
فمثلا إثنان يعتبران من رموز النظام السابق وهما عمرو موسى وأحمد شفيق وهؤلاء نجد أن لهم ثقل كبير من خلال الضخ الإعلامي والمادي ولكن هناك فرق بين شفيق وموسى فشفيق يعتبر من الفلول ومدعوما ً من المجلس العسكري

أما السيد عمر موسى الذي يعتبره البعض أنه من النظام البائد ولكن هناك نسبة كبيرة يجدون أنه كان على خلاف مع مبارك , هو من أهم الرموز السياسية في مصر ويحظى بمكانة لا بأس بها نسبة للآخرين , وله تاريخ مليء بالعمل الدؤوب كوزير للخارجية أو كرئيس للجامعة العربية ما يجعله يعتد بنفسه ويثق بأنه سيحصل على أصوات تؤهله للفوز وخاصة أن نسبة كبيرة من المصريين يرون فيه الحل الأمثل أمام توجهات التيار الإسلامي الذي يخيف الكثيرين وخاصة المثقفين والليبراليين وما يزيد من فرص عمر موسى أنه رجل دولة خاض التجارب الكثيرة عربياً ودولياً

هذا على الرغم من إستطلاعات الرأي التي أفرزت أن عمر موسى يأتي بالمقدمة ويتبعه أحمد شفيق , ولكن نبض الشارع لا يؤكد صدقية هذا الاستطلاع خاصة بما يتعلق بشفيق

أما السيد أحمد شفيق ففرصته أقل بكثر إن لم نقل ضئيلة إلا إذا تم التلاعب أو الدعم الخفي , بسبب أنه كان على رأس آخر حكومة في عهد مبارك وخاصة أنه في عهده حصلت موقعة الجمل الدامية ولا أعقد أن شفيق سيحصل على نسبة جيدة لأنه بنظر غالبية المصريين إعادة لنظام مبارك وأعتقد أن الوضع سينهار في مصر إذا فاز هذا الرجل لا قدر الله .!

ونأتي للدكتور أبو الفتوح فهو مدعوم من قوى إسلامية كبيرة كحزب النور ومعه قوى ليبرالية وتقدمية وقد خرج عن الإخوان المسلمين وطرح برنامجاً وسطياً وائم بين الشريعة والانفتاح على جميع الأديان والأحزاب وقد تبين من خلال مناظرته مع عمرو موسى أنه مؤهل لقيادة مصر وربما سيحصل على نسبة كبيرة من الأصوات من جميع شرائح الشعب

أما الدكتور محمد مرسي فهوشخصية قوية ومؤثرة وكمرشح الإخوان المسلمين الذين يشكلون ثقلاً كبيراً في مصرله فرص كبيرة للفوز فهو يمثل تياراً ضخماً له إمتداداته في العالم بما له من إمكانات مادية لها تأثير على المعوزين والفقراء ولا ننسى أن المصريين بطبيعتهم يميلون إلى التدين ولذلك سيحصل على نسبة كبيرة من الأصوات رغم أن هناك من يحرض ضدهم على اعتبار أن أي رئيس منهم سيعمل لمصلحة الحزب أكثر مما يعمل لمصلحة مصر.

ونأتي إلى السيد حمدين صباحي وهو المرشح الناصري الملتزم
فحمدين صباحي بتاريخه منذ أن كان طالباً في الجامعة حظي بشعبية كبيرة من خلال نشاطه الطلابي وقد ظهر نجمه كقائد طلابي وكان يقود التظاهرات من أجل فلسطين والقضايا العربية وضد فساد الحكم في مصر وله في ذاكرة المصرين كثير من المواقف البطولية وخاصة في مواجهة السادات من خلال مناقشة وجاهية في جامعة القاهرة أثبت رغم صغر سنه أنه يمتلك شخصية قيادية وشجاعة نادرة مما أثار حفيظة الرئيس السادات و أوصله للسجن.

حمدين صباحي الذي نشأ وترعرع ضمن أجواء الطبقة المتوسطة المصرية وكان على تواصل مع القواعد الشعبية وخاصة أنه خاض الانتخابات التشريعية أكثر من مرة وفاز في إحداها وكان له دور مؤثر في مجلس الشعب
كما أنه كان له دور فعال في ساحة التحرير مع شباب ثورة 25 يناير وقد أبرزته وسائل الإعلام
كقائد شعبي ووطني
وكما أن ما طرحه في برنامجه الإنتخابي من أمور منطقية لم يغالي أو يذهب أبعد من المعقول
ومن خلال ثقة الناس به كسب مصداقية كبيرة لدى شرائح كثيرة وكبيرة في مصر من أقصاها إلى أقصاها
ورغم أن الاستطلاعات وضعته في المركز الرابع في أغلبها والثالث في بعضها والثاني في إحداها .


الإنتخابات في مصر ستكون صعبة جداً لأن التنافس بين مختلف المرشحين قوي جداً والتيار الإسلامي ربما لا يقبل الهزيمة وهذا شيء خطير نتمنى أن يتغلب العقل على المصالح الحزبية والفئوية ولا ندري فلربما يفوزوا ويدخلوا في الإمتحان الصعب .!
أعتقد أن حمدين صباحي أكثر المرشحين الذين يحظون بحب المصريين على اختلاف توجهاتهم ومن خلال ما شاهدته على وسائل الاعلام فهو من القلائل الذي لم نسمع عنه نقداً
لا بل سمعنا معظم المرشحين يشيدون به وبأخلاقه وصدقه
على العموم نحن أمام ساعات حاسمة في تاريخ مصر نتمنى أن تمر بسلام وينتخب الشعب المصري رئيساً قويا قادراً على نقل مصر إلى بر الأمان والاستقرار والحرية والعدالة وإعادتها إلى مكانتها الطبيعية كقائدة للوطن العربي , ونتمنى على الشعب المصري أن يخرج بعد إعلان النتيجة إلى ساحة التحرير بعرس وطني بإحتفال عارم فرحين بمولودهم الجديد أياً كان ومن كان
اللهم لا قدر الله أن يكون الفريق أحمد شفيق
فنجاح أي شخص هو إختيار الشعب المصري
حمى الله مصر

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت