الحرس الثورى على الطريقة المصرية !!

بقلم: علاء الدين حمدى شوَّالى


ـ ربما يكون ذلك آخر عهد الكتابة فى هذا الموضوع أو ما يشابهه ! فهى ساعات قليلة يبدأ بعدها دولاب الإنتخابات الرئاسية فى الدوران، لتحدد نتائجه حجم مساحة حرية الرأى وسقف التعبير الذى سيعلو سماء المحروسة فى المرحلة القادمة، حِّـلِّه وحرامه !
ـ موضوعنا عن السلاح المهرب الى الأراضى المصرية، والذى يضبط منه نسبة ضئيلة مما يتم تهريبه بالفعل حسب القواعد والأعراف الأمنية فى كل الدنيا، والذى يصر الجميع على عدم الكشف عن شخص المُهرَّب لحسابه ذلك السلاح لأسباب غير مفهومة !! حيث ، وحسب رأيى المتواضع، أن الهدف ليس مجرد الإتجار وإنما التسليح !! نعم .. التسليح ، فالتحول فى نوعية الأسلحة من خفيفة شخصية الى ثقيلة من مدافع وصواريخ مضادة للطائرات أو عابرة للمدن أو قاذفات قنابل وآر بى جيه ومضادات مدرعات وربما المدرعات نفسها ! كل ذلك يؤكد أن الغرض من التهريب هو تسليح جهة ما لمواجهة جيش نظامى يملك طائرات ومدرعات ومناطق تمركز !!
ـ وأيا ما كانت رؤى المحللين حول شخص الزبون، فأخشى أنها جهة مصرية صرفة، تستعد للغد بتدريب ميليشيات مسلحة على غرار "الحرس الثورى الإيرانى"، خاصة وأن السلاح المهرب سواء من الحدود الليبية أو السودانية أو بالزوارق الصغيرة عبر البحر الأحمر، أغلبه من دول تدور فى الفلك الإيرانى، قدمته لثوار ليبيا بغزارة ودون مبرر اللهم إلا كمحطة تسمح بإعادة تهريبه الى مصر، حيث تتبلور الأيام لصالح حلفاء يرغبون فى إعادة تطبيق النموذج الإيرانى بكامل أدواته ومعالمه على الأراضى المصرية، ولعقود عديدة لن تنال منها أية إنتخابات مستقبيلة كما يتوهم بعض الطيبين !
ميليشيات يمكنها مواجهة الجيش المصرى، كما يصور غرور القوة، إذا ما "انقلب" على أصحابها ذات يوم، خاصة اذا فشلت محاولات الهيكلة والمنهجة الى آخر تلك المصطلحات التى تطلق لتعبر عن النوايا القادمة تجاه الجيش أو الشرطة، والتى يفهم منها أنها سعىٌ للتخلص من حجم الخبرة والتراكم المعلوماتى لدى الجهات الأمنية على مدار عقود طويلة وعلى اختلاف نوعياتها، حول من ربما يقوم بتشكيل تلك الميليشيات اليوم لحماية نفسه بذراع عسكرى، فلا يُعقل أن يكون جلَّاد الأمس هو نفسه حارس اليوم !!!
وهو ما ظهر فى المحاولات المتكررة لإقتحام مقر وزارة الداخلية ثم مقر وزارة الدفاع مؤخرا، بينما يراقب المجلس العسكرى الأمور بإستمتاع بالغ !! ربما لأنه يعرف ويخشى المواجهة لحسابات أمنية أو رغبة فى عدم التورط فى المستنقع، من قبيل "دع الخلق للخالق" رغم أنه توغل فيه بالفعل ! خاصة وقد أعلن أكثر من مرة أنه سيأتى اليوم الذى يعلن فيه الحقائق كاملة !!
ـ وبصراحة، لا أدرى أية حقائق تلك التى يمكن الصبر عليها فى حين تتزامن الإنتخابات الرئاسية مع عمليات التسليح وبطريقة تثير الرعب، ومع تصاعد تهديد البعض بالنزول الى الشارع فى حالة فوز أحدهم، ومع حق الشعب فى أن يعرف الحقيقة كاملة قبل الإدلاء بصوته ؟!!
فالتجربة، غير المسبوقة، لإقتحام السجون فى 30 يناير 2011 لم يكشف عن حقيقتها حتى الآن، لا من حيث نوعية السلاح الثقيل المستخدم ومن أين جاء خلال ساعات من الإنهيار الأمنى، ولا عن كيفية تهريب مسجونى حماس وحزب الله الى غزة بسيارات الإسعاف الخاصة المسلحة فائقة السرعة التى صنعت خصيصا فى ألمانيا قبل ستة أشهر من الثورة المصرية كما يقال !!! ولا كيف إستكمل مسجون حزب الله، سامى شهاب" طريقه، تحت بصر اسرائيل أو عبر الأراضى التى تحتلها، ليدخل جنوب لبنان ويعقد مؤتمرا صحفيا بعد ساعات من هروبه !! إضافة الى أفلام الفيديو التى تسربت مؤخراً وما ورد فيها على لسان قيادات عسكرة كبيرة تشير الى تغير مفهوم أحداث ما يسمى بموقعة الجمل ! وغير ذلك الكثير مما لم تفك طلاسمه أو تحل ألغازه حتى الآن، مما يعلم حقيقته المجلس العسكرى كما يؤكد!
ورغم ذلك، ما زال المجلس يؤكد أنه سيأتى اليوم الذى يعلن فيه الحقائق !! ربما يقصد فى مذكرات قادته بعد خروجهم من الصورة بكاملها، تاركين عبء مواجهة ما لم يتداركوه وهم فى السلطة الى الجيش المصرى .. قدس الأقداس !!
ـ تُرى، هل سيمكن إعادة فتح هذا الملف مستقبلاً ؟ لا أظن ! وإن كان ذلك ما ستحدده نتيجة الإنتخابات الرئاسية المرتقبة، ومع ذلك، فمؤشراتى تؤكد أننى لا أظن !!
ضمير مستتر:
يقول تعالى {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }غافر44
علاء الدين حمدى

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت