غزة – وكالة قدس نت للأنباء
كأن المشتري حينما يقف أمام سلعة محلية يقرأ على جبينها " مصنوع في فلسطين لا تشتريني ", وتراه ينتقل لأخرى بجانبها ويقرأ ما عليها "مصنوع خارج فلسطين وبكل فخر", فيلتقطها كأنه وجد كنزا ويذهب ليبتاعها بغض النظر عن فارق السعر بينها وبين جارتها على الرف.
وسط هذه التصرفات يطرح تساؤل, لماذا تباع السلع الأجنبية بالذات، وتفضل على السلع والمنتجات الفلسطينية رغم حدوث تقدم واضح فيها..؟، وأليس من الأولى تقدير جهد من يعيش على نفس الأرض..؟ كما يقول المثل " خد من طين بلادك وحط على خدادك ".
هناك فرق..
تقول المواطنة أم بلال لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء ساجدة عياد إن "السلع تختلف عن بعضها , فهناك فرق في الجودة والطعم"، مبينة أنها كغيرها من المواطنين يفضلون المنتج الأجنبي على المحلى, مضيفة أن الأجنبي صُنعه رائع من حيث " النكهة موجودة فيه بعكس الوطني لا طعم ولا لون"، مقللة من أهميه سعر السلعة مقارنة بشكلها قائلة " العين يلي بتآكل قبل التم " .
بينما ترى المواطنة إسراء الأسطل أن طبيعة السلعة هي التي تتحكم باختيارها، حيث أنها تفضل الأحذية المصنوعة في الوطن – الخليل – في حين أنها تفضل شراء الملابس الأجنبية, قائلة" هناك فرق كبير بين المحلى والأجنبي خاصة من ناحية الاهتمام بجودة المنتج ".
وفيما يتعلق بتفضيلها شراء المنتجات الغذائية الأجنبية تؤكد بأنها تكون أكثر جودة من المصنوعة محليا وأنها تثق في الأجنبية أكثر بناء على تجارب سابقة لها، موضحة بأن سبب عدم ثقتها في المنتج المحلي يعود إلى قلة الاهتمام وعدم الإخلاص بالعمل أثناء عملية التصنيع , بالإضافة إلى محدودية ممارسة أخلاقيات المهنة, وانعدام الرقابة والتفتيش على أصحاب المصنع من ووزارة الاقتصاد. حسب قولها.
سلع لا تصلح ...
ويرجع فارع دويمه أحد تجار الجملة في سوق الزاوية وسط مدينة غزة عدم إقبال المواطنين على المنتج الوطني إلى عدة أسباب، كارتباطها بسوء التغليف, وطعم المنتج " التخزين بطريقة غير سليمة وغير صحية",بالإضافة إلى المادة الخام المستخدمة فهناك سلع لا تصلح للاستخدام نتيجة للمادة المصنوعة منها, وعدم الالتزام بمقادير مضبوطة بمعايير جودة معينة.
وكانت مصانع قطاع غزة قد تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على القطاع، كما تعرضت للإفلاس نتيجة للإغلاق المتكرر الذي تفرضه إسرائيل ولفترات طويلة على المعابر التجارية مع قطاع غزة، باعتبارها المنافذ الرئيسة التي تدخل عبرها الاحتياجات الأساسية, من ضمنها المواد الخام اللازمة لتشغيل المصانع.
ويضرب دويمه على سبيل المثال منتج "الشيبس" باعتباره من أكثر السلع تداولا بين أبناء المجتمع قائلاً" المادة الخام المستخدمة في القطاع هي عبارة عن ذرة مطحونة تحول لعجين ومن ثم يتم الإنتاج بطريقة معينة، أما ما يأتينا من الخارج يكون مصنوعا من البطاطس الطبيعية" لذا يكون إقبال المستهلك على المنتج الأجنبي.
ويرى دويمه أن كمية التعبئة القليلة للمنتجات الفلسطينية بالرغم من ارتفاع سعرها مقارنة بسلع أخرى من نفس الصنف تكون أفضل واعلى جودة، هي جزء من أسباب عدم إقبال المستهلك عليها، وفي المقابل يقول دويمه إن "هناك منتجات وطنية ذات جودة عالية يقبل عليها المواطنون ويستهلكونها بشكل دوري , فليس الأجنبي مفضل دائما إذا وجد المنتج المحلى المنافس ".
ويوضح أن الغالبية العظمى من مصانع قطاع غزة يعملون بالوكالة لشركات عالمية, حيث يقومون باستيراد المنتج وترويجه في السوق المحلى مقابل نسبة معينة من الأرباح , بالإضافة إلى مصانع أخرى تقوم بشراء ماركات مسجلة من شركات عالمية ليتم الإنتاج في غزة، حيث أثبتت هذه المصانع نجاح منتجاتها ولاقت على استحواذ ثقة المواطنين .
وطالب دويمه التجار والمواطنين القائمين على قطاع الاقتصاد بخطوات لتشجيع المنتج المحلى أبرزها الرقابة على نظافة المنتج وجودته, والتعبئة المناسبة لكي يشعر المواطن انه حصل على سلعة جيدة مقابل ما أنفقه من مال.
ودعا دويمه إلى ضرورة تخفيض الضرائب للتقليل من ظاهرة ارتفاع الأسعار بين المنتجات الغزية بشكل خاص, ووضع مراقبين لمتابعة إنتاج المصانع باستمرار, وتوظيف الكفاءات التي تتوفر فيها الصفات الجيدة خاصة الإخلاص في الإنتاج.