المسألة الفلسطينية وآفاق الحلول 3

بقلم: أحمد إبراهيم الحاج

المسألة الفلسطينية وآفاق الحلول (3)

المقاومة الفلسطينية وأولوياتها

تعريف المقاومة : عموماً يمكن تعريف المقاومة بأنها "التعبير عن الرفض بالوسائل المتاحة (الإرادية واللاإرادية) ضد كل ما لا ينسجم مع الحالة والنظام التي فُطر عليها المخلوق" ، وهي فطرة فطرها الخالق في عموم مخلوقاته ، ولا تقتصر على الإنسان ، فكل مخلوقٍ على وجه هذه الأرض لديه فطرة المقاومة لكل ما لا يتناسب مع استمراريته في الحياة والوجود والكينونة ، ولكل ما يعكر أو يغير في صفو حالته الطبيعية التي خلق عليها وعلى نظام حياته الذي يجعل منه مخلوقاً منسجماً مع بيئته وجنسه ووظيفته. والمقاومة توجد في الجمادات والكائنات الحية مهما كان حجمها ، وهي الدفاع عن الذات والكينونة ، وأوجد الله في مخلوقاته نظم دفاعٍ فطرية على شكل وسائل دفاعية لاإرادية توجد بالجمادات ، ووسائل دفاعٍ إرادية ولا إرادية في الكائنات الحية ، فالجماد يقاوم التغيير بتماسك ذراته بالجاذبية ، ولا يتغير شكله الاّ بعوامل خارجية تؤثر عليه كعوامل المناخ والأفعال الخارجية من الكائنات الحية ، ويستميت في مقاومتها الى أن تتغلب عليه تلك العوامل الخارجية ويستسلم لها بعد أن يبذل ما باستطاعته في مقاومتها ، فالصخرة لا تتفتت الا بالضرب عليها بالمهدة ، وأن كانت كبيرة ربما لا تستسلم الا بالتفجير وفعل القوة الخارقة لمقاومتها العنيفة ولن ينتهي الصخر من هذه الأرض مهما واجه من تحديات وتدمير على يد الإنسان وبفعل المناخ ، فالجاذبية تتفاوت في قوتها بين عنصر وآخر. وجسم الكائنات الحية لديه نظام مقاومة لاإرادي يسمونه جهاز المناعة الذي أودعه الله في خلقه ، والكائنات التي لديها دماغ وعقل تبتكر وسائل دفاعية ومقاوماتية لتضيف قوة الى الأجهزة المناعية الفطرية ، لأن المخلوقات في هذه الأرض مسخرة لبعضها البعض على شكل هرمي قاعدته الجمادات والغازات ، ومكوناته الكائنات الحية التي تعيش على بعضها البعض ، ورأسه الإنسان ملك الأرض حيث سخر الله له كل المخلوقات على هذه الأرض لخدمته ، وسخر الله الإنسان للإنسان ضمن قواعد وأحكام مبنية على الأخلاق والحقوق والواجبات وتبادل المنافع التي جاءت بها كل الرسالات السماوية ، وهنا لا ينبغي للإنسان أن يصطدم مع أخيه الإنسان كقاعدة نظرية مثالية ، ولكن ابليس شريك الإنسان على هذه الأرض والذي نزل مع آدم وحواء تربص الناس بالشر والغواية لكل من يختار هذا الطريق ويتخاذل في مقاومة غواية ابليس بما وهبه الله من وسائل وما يبتكره عقله من أدوات ، وأدخل إبليس الناس في دوامة من العنف والقتل منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل ، فصار الإنسان عدواً لأخيه الإنسان باختياره ، وما زالت الدوامة تدور بتسارع متغير الى يومنا هذا تتزايد كلما ابتعد الإنسان عن وصايا الخالق في رسالاته عبر رسله وأنبيائه.
ونورد أمثلةً ملموسةً على ذلك لمزيد من الإيضاح والوضوح:

خلق الله لكل مخلوق ضداً أو بالإمكان تسميته عدواً ، وخلق في كل مخلوقٍ وسائل دفاعية لإتقاء شر الضد ، فلو أخذنا الإنسان مثلاً : فقد خلق الله الفيروسات والميكروبات والجراثيم الدقيقة التي معظمها لا يُرى بالعين المجردة وتعيش على جسد الإنسان بأعداد هائلة وأصناف متعددة وتعد بالترليونات، ولو سلطنا ميكروسكوباً الكترونياً على قطعة صغيرة من جسد الإنسان، لرأينا تلك القطعة وكأنها كرة أرضية مصغرة، وعالم من الحيوانات يعيش ويسبح عليها. وتغزو تلك الكائنات الدقيقة جسمه وتسبب فيه خللاً أسماه الإنسان الأمراض ، وخلق في جسم الإنسان مضادات لهذه المخلوقات الدقيقة تتصدى لهذه المخلوقات عندما تهاجم جسمه ، ومن كان جهازه المناعي قوياً فستنتصر قوى مناعته اللاإرادية على هذا الهجوم وترده على أعقابه ، ومن أهمل جهازه المناعي بسوء التغذية وقلة الحركة والحيلة فسوف تنتصر عليه الميكروبات المهاجمة وتطرحه مريضاً ، وإن أهمل العلاج سترديه قتيلاً. وعليه أن يتقي شر العدوى بالبعد عن الشخص المريض واتقاء الوقوع في نفس المرض. كما أن عليه أن يتقي الأضداد الضارة التي ترى بالعين المجردة ، كالأفاعي والحيوانات المفترسة .....الخ ولا يلقي بنفسه للتهلكة. كذلك عليه أن يأخذ التطعيمات المضادة للأمراض التي ربما سيصاب بها.

• ولو أخذنا مثلاً آخر من الحيوان ، فالحرباء مثلاً أوجد فيها الخالق قدرة على تغيير لونها بلون المحيط لكي لا يراها الأعداء ، ونراها تمتثل لذلك ولا تلقي بنفسها للتهلكة فتغير من لونها ويصعب رؤيتها وتمييزها من محيطها. وهي درس للإنسان لكي يتعلم منه استخدام كل وسائل المقاومة المتاحة للحفاظ على حياته وعدم تعريضها للتهلكة إن واجه ضداً يفوقه قوة وأسلحة هجومية. وهنا لا يُقصد بذلك المعنى الحرفي الذي يوحي باتباع النفاق مبدءاً في الحياة مع الحليف ، إنما يُقصد به اتباع المراوغة والتضليل مع الضد لكي نحافظ على الحياة لحين استردادها من خالقها.
كانت تلك المقدمة مدخلاً مضاءً بالحقائق والنظريات العلمية الثابتة وبالفطرة الخلقية الملموسة وذلك لسهولة الدخول الى موضوع المقال.
أولويات المقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة:
ما يواجهه الفلسطينيون من مشكلة يعتبر من الحالات النادرة التي لم تُستقرأ وتجرب ويتم تداولها كالأدوية المرخصة للإستطباب ، فكانت وسائل المقاومة غير مكتشفة وذلك لرحيل الإنسان القسري عن الأرض وهضم وسائل المقاومة في الإنسان الذي تبقى على الأرض بالنار وأسلحة الدمار، وكان على الفلسطينيين اكتشاف واختراع وتجربة وترخيص وسائل المقاومة من عالم تحكمه قوىً منحازة للضد ، فابتدعوا وسائل مقاومة لم تخطر على بال حتى وصلت المقاومة بالحجر والجسد والإنغراس بالأرض ضد سلاح متطور فتاك ينهال بغزارة على المحتل، لذلك طالت المعركة مع الضد ، وكان الصراع مريراً ، وكانت النتائج ضحلة ولم تكن بمستوى التضحيات ، وخلال فترة المقاومة الطويلة تبدلت موازين القوى العالمية والعربية والإسلامية ، واكتشف مفجروا ثورة المقاومة عدم نجاعة بعض الوسائل ونجاعة بعضها الآخر وولاحظوا تبدلاً في الأحلاف والأصدقاء ، ولاحظوا كذلك عدم تناسب الأهداف المعلنة للثورة مع شح الإمكانيات وصعوبة الحركة، فكان لا بد من التقييم المستمر والدراسة وإعادة النظر والبدء من جديد بوسائل جديدة مبتكرة من العقل الفلسطيني، مما اضطرهم لتخفيض سقف الأهداف وتجزئتها لمراحل، فهم يواجهون ضداً (عدواً) يستهدف الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ، ويستهدف طمس الهوية الفلسطينية ، إنه صراع وجود على الأرض بين من يملكها منذ القدم ومن هو طامع فيها بدون مستند تاريخي وجغرافي وعقائدي ، فهو استعمار حل بالأرض ليقيم لوحده على هذه الأرض، لذلك كان لا بد من التهجير لسكان هذه الأرض وبكل الوسائل المتاحة بغض النظر عن إنسانيتها وقانونيتها السماوية والوضعية ، فكانت الجريمة هي الوسيلة السائدة لتحقيق هدف الضد. جريمة بكل المعاني السماوية والوضعية. لذلك فإن أولويات المقاومة في المرحلة الحالية وفي ضوء معادلات القوة الدولية المنحازة وضعف المحيط الإقليمي والتهابه بالأحداث المتسارعة كالتالي:
• تثبيت الأقدام الفلسطينية على الأرض ,وتجنب مزيد من التهجير ، بما أن صراعنا مع الضد هو صراع وجود على الأرض ، فلا بد لنا من تدعيم مقومات وجودنا عليها بكل الوسائل ، والسؤال المطروح هو كيف يتم ذلك؟ والجواب عليه ربما ينطوي على ما يخدش المشاعر الوطنية النموذجية المطلقة والتي لا يمكن لأي إنسان أن يمسك بزمامها في هذا العالم المحكوم بسلطان متدحرج ككرة اللهب تتنقل على الجغرافيا بنار العولمة في غياب للتاريخ وللقيم والحضارات والعقائد الروحية والدينية النقية للأمم. نعود للجواب على السؤال: لا بد من محطات التقاط للأنفاس لهذا الشعب الأعزل والوحيد الذي يصارع قوة عاتية مجردة من الأخلاق والقيم العسكرية والقتالية وفي غياب للعدل والقانون وسوادٍ للظلم والطغيان ، ولا بد إعمال وسائل الوقاية من جبروت العدو الذي يستدرجنا للوقوع في شرك المواجهة العسكرية المباشرة باستفزازات متصلة ليبرر تهجيرنا عن الأرض ، ويكون ذلك بعدم ايجاد الذرائع له ومنعه من تحديد زمان ومكان ونوعية سلاح المعركة ، فإن كنا نملك صاروخاً بدائياً محدود الفاعلية والضرر ، فهو يملك صواريخ برؤوس نووية ورؤوس تفجيرية مروعة ومدمرة للحرث والنسل، لذلك يجب تجنب هذه الوسيلة من المقاومة في مرحلة يعاني فيها شعبنا من الإنهاك والجوع والفقر والمآسي من فقد الأبناء الأبرياء والأبناء المناضلين. والبحث عن وسائل بناء اقتصاد وطني يتيح لأبنائنا مزيداً من فرص العمل واستمراراً في تلقي العلم والبحث عن التطور باستمرار واللحاق بركب العالم المتسارع في ميادين العلم ، وترسيخ الثقافة الوطنية والتعلق بالتراث الوطني النضالي ، والتمسك بالهوية الوطنية ، واستصلاح الأراضي وإعادة تأهيل القوى والموارد الزراعية والصناعية. واللجوء الى وسائل المقاومة المدنية الشعبية بفعاليات منتظمة بين العمال والطلاب والنقابات المهنية كما كان الحال بالإنتفاضة الآولى وذلك في إطار ترشيد وسائل المقاومة والتقليل من الضحايا بدون عوائد.
• اللجوء الى مزيد من الصبر والحكمة والتقية وعدم الإستعجال والعمل المرحلي المتدرج بخطوات محسوبة وثابتة لتحقيق الأهداف الوطنية ، فالزمن يسير لصالحنا ، ولا داعي أن نغرق شعبنا في معارك عسكرية تقليدية سابقة لأوانها ونتيجتها محسومة لصالح العدو وتؤخرنا علمياً وتشوش ثقافتنا وتراثنا، نخسر فيها مزيداً من أبنائنا مُجهضين طاقاتهم الوطنية بدون عوائد ، وضرورة استثمار أي بادرة سياسية تعيد لنا جزءاً من حقوقنا وتتيح لنا البقاء على أرضنا نتنفس هواءها نحن وأجيالنا القادمة ليثير فينا وفيهم الوفاء للوطن والتعلق فيه والتشبث بترابه. فالتاريخ دائماً كان مطواعاً للقوة والأمر الواقع ، ولن يغلق بابه باتفاق مرحلي ، ولم تدم أية اتفاقية مزقتها قوة الحق
• استنهاض القوى العربية والإسلامية والعالمية الداعمة لنا والمناصرة لحقوقنا ، فقد أثبتت المعركة الأخيرة أن لدينا رصيداً تعاطفياً هائلاً يمكن تحويله الى طاقة وقوة دافعة لنا بمزيد من الحراك السياسي النشط والفعال ، والإعلام الهادف المتوازن بكل لغات العالم ، فقد آن للسياسيين والإعلاميين أن يرتقوا بالعمل السياسي والإعلامي الى مستوى عدالة القضية وأن يعطوا المناضلين بالميدان فسحة من التقاط الأنفاس ، وأن يستثمروا ما يقدمه المقاومون الميدانيون من تضحيات ، ويلهمنا في ذلك قائد ثورتنا الراحل ياسر عرفات الذي كان ينبض قلبه في كل الإتجاهات والميادين النضالية المقاومة والسياسية.
• ضرورة المواجهة والمصارحة والمكاشفة مع القوى التي تحاول رهن قضيتنا بأجنداتهم الوطنية والتدخل في شئوننا الداخلية والحوار الجاد والبناء معهم ، وشرح وجهات نظرنا اليهم ومقدار المعاناة التي يواجهها شعبنا فمن يكتوي بالنار ليس كمن يشاهدها. ويجب اختراق مجالاتهم الوطنية التي تتلاطم مع مجالنا الوطني بإحراجهم بتوجيه النداءات العلنية لهم للحوار.والوصول الى نقاط التقاء معهم لما يخدم قضيتنا الوطنية إن كانت تهمهم كما يدعون والسماع لوجهات نظرهم ولأسباب معاكستهم لتوجهاتنا الوطنية.
• ضرورة التقييم المستمر لمسيرة العمل الوطني تجاه تحقيق التطلعات بالحرية والإستقلال ، وضرورة المراقبة والتدقيق والمحاسبة وممارسة الشفافية في الإفصاح عن البرامج والخطط الوطنية بما لا يضر بالمصلحة الوطنية ، وتجنب الكبر والعند بعدم الإعتراف بالأخطاء ، وعدم الإفشاء بالتوجهات التي ربما يستفيد منها العدو فيجهضها في مهدها قبل أن تتحقق.
• ضرورة معرفة العدو والدخول الى ساحته والتعرف على لغته وثقافته تماماً كما يعرف عنا وعن لغتنا وثقافتنا وتراثنا من أجل إدراك مقاصده وخططه المضادة لمسيرتنا لنتمكن من مقاومتها بحكمة ومد الجسور مع قواه الذاتية المعاكسة لإتجاهه والمناوئة لفكره.
• ضرورة النفاذ الى مجتمعات القوى المتنفذة في العالم لتضغط على حكوماتها من أجل تغيير مواقفها المنحازة للعدو ، والتعرف على طريقة مشاربها للثقافة والعلوم وتلقيها للإعلام ، فقد أصبح العالم مكشوفاً لذاته ولمكوناته ولساكنيه بعد ثورة الإتصالات ولم تعد الجرائم والمذابح التي أسست لدولة العدو خافية كما نفذها من قبل ومهما تكتم إعلامياً على جرائمه فلا بد أن تتكشف في ظل ما توصل ايه الإعلام الآني في نقل الخبر مدعماً بالصورة.

وأخيراً فلن يتحقق لنا ذلك الاّ بالوحدة الوطنية لكل قوانا المقاومة على كل الصعد ، قتالية وإعلامية وسياسية وثقافية في برنامج وطني كقاسم مشترك لكل البرامج يجمع عليه الشعب ، وله خطوط خضراء ، يلعب عليها الجميع في ساحة الحوار البناء والتقييم الدقيق ، ويحده خطوط حمراء لا يحق لكائن من كان أن يتجاوزها ، وبثوابت وطنية استراتيجية ومتغيرات تكتيكية في الوسائل والأدوات متناسبة مع المحيط والمعادلات التي لا تحرف المسيرة والبوصلة عن الخط والإتجاه الوطني للوصول الى الأهداف ، وذلك بتزواج برامج فصائلنا الوطنية كلها ، لتلد لنا جنيناً وطنياً خالصاً ومتحرراً من كل ما يكبلنا عن الوصول لأهدافنا. فالعلم يقول بأن محصلة مجموعة مقاومات متصلة على التوالي أعلى بكثير من إتصالها على التوازي دون الإلتقاء والتقاطع ، فالمقاومات المتصلة على التوازي تتشتت قواها لتنتج محصلة ضئيلة ، أما المقاومات المتصلة على التوالي فتتحد مقاوماتها جامعة كل الجهود المقاومة في محصلة لا تضيع أو تشتت أي جهدٍ لأي مقاومة ليذهب هباءً بدون فاعلية.

فالملاحظ غياب المقاومة الشعبية السلمية المنظمة عن ساحة النضال الفلسطيني وخاصة في دعم قضايا الأسرى، وغياب برامج المقاومة الشعبية السلمية المنظمة بالجامعات والمدارس وعلى مستوى النقابات والمنظمات الشعبية ، فهي مقاومة غير مكلفة وتعطي نتائج أعلى صدىً من المقاومة المسلحة في هذه الظروف الصعبة على شعبنا ، وخير مثال على ذلك مقاومة قرية بلعين ضد جدار العزل العنصري ، نحن ندرك ونقدر صعوبة الوضع المعيشي لشعبنا من جراء الحصار والإجتياحات والاستيطان وهضم الأراضي ومصادرتها ومحاربة المواطنين الفلسطينيين في رزقهم ، ولكن ما نلاحظه من كلفة عالية للمقاومة من جراء عدم تنيسق وتناسق وتناغم أدوات المقاومة وفعالياتها وغياب التنظيم والبرامج والقيادة الموحدة لفعاليات المقاومة ، يفرض على شعبنا وقيادات مكوناته وأطيافه إعادة النظر ورسم خطوط واضحة المعالم والأهداف للمقاومة ، لتعود علينا بنتائج ايجابية بأقل كلفة. مع مراعاة الحفاظ على استمرار جامعاتنا ومدارسنا في خطها العلمي المرسوم ودون الإضرار بالمسيرة التعليمية ، وضرورة الحفاظ على تقديم الخدمات التي تقوم بها كل منظمة شعبية وحزبية ونقابية وثقافية وصحية وتربوية واجتماعية والعمل على رفع مستوى تلك النشاطات ضمن الأهداف المرسومة لها.

لماذا نتجاهل أثر المقاومة الشعبية السلمية المنظمة المبرمجة الهادفة ، لماذا نلجأ الى الفوضى وعدم التنسيق وعدم التناغم وعدم التوزيع العادل للأدوار ، فالثقل كلما توزع بنظام وحساب دقيق على مساحة أكبر كلما سهل علينا أن نتحمله ولوقت أطول مع احتفاظنا بالقدرة على ممارسة حياتنا بشكل طبيعيي ، الى متى تبقى مقاومتنا مشتتة القدرات والأهداف؟ قدمنا الكثير الكثير ولم تكن انجازاتنا بمستوى تضحياتنا الجسيمة لغياب التنسيق والتنظيم وتوزيع الأدوار كل حسب اختصاصه ، وابراز دور كل فئة بما يتناسب مع تخصصها وقدراتها وإمكانياتها.

انتهى عصر الملثمين الذين يطلقون الرصاص بين المسيرات المتلاطمة في الجنازات والأعراس ، وثبت فشلها في تحقيق أي هدف إن كان لها في الأصل أهدافاً ، فلنظهر أمام عدسات الكاميرات بوجوهنا الحقيقية ، لأن حقنا واضح لا لبس فيه ، ويعترف به سواد العالم.


بقلم أحمد ابراهيم الحاج
22/5/2012م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت