استهلال وتوطئة...
"طيب مرسي وانتخبتوه عشان مشروع النهضة... حمدين وانتخبتوه عشان الإسلاموفوبيا وشكله كيوت... أبو الفتوح إنتخبتوه عشان خرج من الإخوان وتوافقي الخطاب... طيب شفيق إنتخبتوه ليه؟؟"!!!.
ذاك لعمري اقتباس لعبارة بليغة وجد مؤثرة كانت قد رددتها طالبة جامعية مصرية وسط ميدان التحرير بالقاهرة في أعقاب ظهور نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية، وهي تساؤل منطقي كبير مشوب بألم وحسرة لطالبة جامعية مصرية أحبت الثورة المصرية فواكبت أحداثها وتفاعلت بها وفزعت لتداعيات انتخابات الرئاسة المصرية، وهو تساؤل قد راود فكر الكثيرين من أبناء مصر الغيارى وتناقلوه بحزن وإحباط شديدين عبر أحاديثهم ونقاشاتهم، جنباً لجنب مع تساؤلات أخرى محاطة بعلامات تعجب واستغراب كبيرة، تصب جميعها في جدوى ثورة 25 يناير المجيدة، وما قدمتها من تضحيات جسام تمثلت بكوكبة رائعة من شهداء شباب تلك الثورة، مقارنة بتداعيات الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية وما أسفرت عنها من عودة (فلول النظام) إلى المشهد السياسي المصري تحت غطاء الممارسة الديمقراطية في مشهد هو أقرب ما يكون بخروج الفاسد الظالم مدحورا مذموما من الباب، ليعود إليها بوجه ومسمى جديدين من شباك ديمقراطية صناديق الانتخابات الرئاسية!؟.
لن يكون المقطع "طيب شفيق انتخبتوه ليه!؟" الوارد بعبارة تلك الفتاة الجامعية المصرية غريباً أو عجيباً، إذا ما وضعنا بالحسبان خلفية المرشح الرئاسي "الفريق أحمد شفيق" وتاريخه، وما كان يصدر عنه من تصريحات موثقة بالصورة والصوت أثناء فترة الدعاية الانتخابية، يضاف له بطبيعة الحال إشادة الصحف العبرية الصهيونية والأمريكية به وبدوره وبالآمال المعلقة على فوزه رئيساً لمصر وكما موضح:
1- تصريحات أحمد شفيق وأقتبس نصاً (وأنوه بأنني قد ارتأيت أن أضع تعليقي الخاص مباشرة بين قوسين):
1-1. "مبارك مثلى الأعلى لحد آخر يوم في حياتي"!!، (عجيب أن يكون المخلوع مبارك بشحمه ولحمه هو مثل أعلى لمرشح رئاسة مصرية !!، وأتساءل: ألا يعني وصف شفيق لمبارك بالمثل الأعلى هو إعجاب به وأنه قدوة له!؟، ألا يعني المثل الأعلى في الحياة محاكاة المثل والسعي الحثيث للتشبه بخصاله!؟، ثم ألا تعني أيضاً شعورا بالغاً بالأسف والندامة والحسرة لو جرى لقدوته خطب ما!؟، ثم ألا تعني أخيراً وليس آخراً الدفاع المستميت عنه ونجدته إذا ما أصابه مكروه)!!!.
1-2. "للأسف الثورة نجحت"!!، (وتلك عبارة تتناقض كلية وما صرح به الفريق شفيق في أعقاب فوزه بالجولة الأولى حين تعهد بإعادة ثمار الثورة إلى مفجرها، وسعيه لإعادة حق الثوار الذي استلب منهم حسب تصريحه الأخير، فكيف يستقيم الأمر بأسف كان قد أبداه الفريق شفيق بنجاح الثورة ثم تعهده بسعيه لإرجاع مكاسب الثورة لمن أشعل شرارتها، ثم كيف سيستقيم الأمر وما جاء بالفقرة السابقة)!!؟.
1-3. "لو الشعب نزل التحرير هخلي الجيش يتصرف"!!، (أي ديمقراطية واحترام للرأي ذاك الذي يؤمن به أحمد شفيق!؟، وأتساءل: هل لهذه العبارة التي جرت على لسان أحمد شفيق معنى غير قيامه بكتم أنفاس من سيعارضه وينتقده، وغير حجره للحريات وقمع التظاهرات)!؟.
1-4. "لا نقول على اليهود أعداءنا بأي حال من الأحوال"!!، (ما أشبه ما جرى على لسان شفيق بما كان يجري بالأمس القريب على لسان حسني اللامبارك)!!؟.
2- ما قيل بحق شفيق في الصحف ووسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية، والتي أبدت جميعها خشيتها ومخاوفها من تداعيات ما يجري في مصر الثورة:
2-1. فلقد وصف "رافئيل إسرائيلى" العبري المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط الفريق أحمد شفيق بأنه الأمل الوحيد لـ"إسرائيل"!!.
2-2. ما جاء بتقرير عن "جيروزاليم بوست بخصوص مرشح الرئاسة الفريق أحمد شفيق، من أن كثيراً من المصريين ينظرون إليه باعتباره "حسنى مبارك" الثاني، وأن المسئولين "الإسرائيليين" يرونه رجلاً عمليا حريصاً على استمرار تحالف الرئيس المخلوع مع واشنطن وشراكته الاستراتيجية مع "إسرائيل".
2-3. ما جاء في تقرير إخباري لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية من أن الانتخابات الرئاسية في مصر قد أجبرت المسؤولين الإسرائيليين على البقاء مستيقظين ليلاً، خوفاً من احتمال تحول صديقتها المقربة إلى عدو، مضيفةً أنه رغم عدم إعلان النتائج النهائية حتى الآن، غير أن صناع القرار في تل أبيب بدأوا بالفعل في وضع سيناريوهات سيئة تحسباً للموقف!!.
لقد أبديت ومن منطلق وطنيّ عروبيّ حرصي الشديد على مصر وضرورة تعافيها وعودتها قوية أبية، ذاك من جانب، ومن جانب آخر، فإنني لا أخفي أنني قد أبديت انحيازي الكبير لمرشحيّ الرئاسة المصرية (السيدين حمدين صباحي والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح) اللذين وضع شباب الثورة المصرية أحلامهم بهما،ومن هذا المنطلق، واستكمالا لما نشرته من مقالات سابقة بذات الشأن، فإنني أضع أمام الأشقاء المصريين الحقائق والمعطيات التالية:
أولاً ... ما أن أعلنت نتائج فرز الأصوات للجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية، فلقد أصبح أشقاؤنا المصريون وجهاً لوجه مع أحد الخيارات الثلاث التالية:
1. إما التصويت لصالح الدكتور محمد مرسي ـ ممثل جماعة الإخوان المسلمين ـ والذي أبدى الكثيرون من الليبراليين المصريين والأقباط تخوفهم وعدم اطمئنانهم لوعوده ولخلفيته الإسلامية!!.
2. أو التصويت لصالح الفريق أحمد شفيق الذي ردد تلك العبارات التي ذكرتها آنفاً، وما ترسمه تلك التصريحات من علامات استفهام على شخصه وكيفية تفكيره وما سيمارسه إذا ما فاز بمقعد الرئاسة المصرية!؟.
3. أو مقاطعة الانتخابات، وفي ذلك مكمن الخطر على الثورة ومنجزاتها، يشاطرني في ذلك الرأي ما دعا إليه السيد عصام شرف – رئيس الوزراء المصري السابق، حين رأى بأن مقاطعة الانتخابات سيدعم اختيار التصويت ضد الثورة، وأن الثورة لن يحميها إلا الشعب الذي قام بها، مطالبا كل السياسيين باستيعاب الموقف الكبير والتصرف بمرجعية وطنية ثورية فقط، كما ونوه السيد شرف عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه خلال الفترة الماضية كان هناك كثير من المواقف والخيارات التي شقت الصف الوطني الثوري، بعضها حقيقي وأكثرها مفتعل أو تمّ تضخيمه لصناعة المشهد الذي نحن بصدد مناقشته وطرحه الآن، مشدداً بذات الوقت أن مصر الآن بين خيار استكمال الثورة أو انتهائها على حد وصفه، فهل أن استكمال الثورة التي دعا إليها السيد عصام شرف سيكون بالتصويت لصالح الفريق أحمد شفيق!!؟.
ثانياً... لقد أظهرت نتائج الجولة الأولى، بأن ثورة 25 يناير باتت الآن على المحك، وأن فلول النظام المصري السابق قادرة على تجميع قواها من جديد لإجهاض تلك الثورة الشعبية الرائعة وإفراغها من مكتسباتها، وأن هؤلاء صاروا قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالرئاسة ما لم تتحد قوى الثورة المصرية ورموز حركتها الوطنية والقومية من جديد وتلتف خلف المرشح الأول المتمثل بالدكتور محمد مرسي رغم كل التحفظات تجاهه.
وإذا كانت جماعة الإخوان المسلمين ذات نزعة تسلطية إستئثارية، فذاك سيكون عذراً أقبح من ذنب إذا ما كان ذاك العذر سيؤدي إلى الالتفاف على الثورة وإجهاضها من خلال التصويت لأحمد شفيق المنسوب والمحسوب لذات النظام الذي تم إسقاطه من قبل ثوار مصر!؟، فإن كان هناك ثمة تخوف من نزعة تسلطية استئثارية لدى جماعة الإخوان المسلمين، فإن هناك طرقا عديدة ناجعة تحد من تلك النزعة، كالجلوس وإياهم على مائدة واحدة والتباحث معهم وعرض وجهات نظر القوى والحركات الوطنية والثورية المصرية الداعية لعدم التهميش والاستفراد بالسلطة، وطرح فكرة أن تكون الحكومة ائتلافية وطنية، ليتم صياغة اتفاقية إجماع وطني وتوثيقها ومن ثم إعلانها على شعب مصر ليكون شاهداً عليها، ليتم دعم المرشح الدكتور محمد مرسي بجولة الإعادة بعد أن يقسم قسم الولاء والخضوع لهذا الاتفاق.
ثالثاً ... لقد تلمست في الآونة الأخيرة، خاصة بعد ظهور نتائج الجولة الأولى، هجمة إعلامية شرسة منظمة للنيل من المرشح الدكتور محمد مرسي، ولتشويه صورة حزب الحرية والعدالة – الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين المصرية- من خلال التركيز على بعض سلبيات أداء جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة، دون ذكر لجرائم نظام مبارك أو للشهداء الأبرار الذين دفعوا أرواحهم ثمناً لحرية مصر وأبنائها، ولا تفسير لذلك كله إلا محاولة الدفع والترويج والإيحاء باتجاه التصويت للمرشح الفائز الثاني – أحمد شفيق-، متناسين حقيقة أن الثورة قد تفجرت للإجهاز على النظام السابق الذي تلطخت يديه بدماء أبناء مصر وسرقوا ثرواته وأفسدوا فيها، وأن أحمد شفيق يمثل أحد أوجه ذاك النظام!!، كما وتناسى بعض المصريين الشرفاء ممن كانوا قد صوّتوا للفريق أحمد شفيق في الجولة الأولى، أو ممن سيدلون بأصواتهم لصالحه في جولة الإعادة، بأنهم بفعلتهم تلك إنما سيرتمون دون أن يعوا بأحضان "فلول النظام السابق" بحجة مخافتهم من تطلعات مرشح جماعة الإخوان المسلمين وعدم اطمئنانهم لوعوده، وأن ذلك الفعل يُعَد تنكراً للثورة المصرية وشهدائها، كما وأنه إجحاف كبير بحق مرشح حزب الحرية والعدالة وتشويه لصورته لجملة أسباب منها:
1- أن الثورة المصرية المباركة التي جاءت لإسقاط نظام فاسد قاتل تلطخت أياديه بدماء شهداء مصر، قد باتت مهددة الآن بصعود نجم الفريق أحمد شفيق واحتمال الفوز برئاسة مصر!!.
2- أن أيدي جماعة الإخوان المسلمين لم تكن يوماً ملطخة بدماء أبناء مصر، وأنهم – وإن تباطأوا بالانضمام للثورة منذ اليوم الأول- إلا أن الجميع موقن تماماً بأنهم قد حموا الثورة واحتضنوا أبناءها حتى سقوط مبارك.
3- أن لهم تاريخاً عريقاً ومشرفا في معارضة نظام مبارك نالوا جراءه ظلماً وعانوا منه كثيراً.
4- أن الإخوان المسلمين هم اليوم بأشد الحاجة لحشد طاقات القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية والثورية في ظل ما طرحته نتائج الانتخابات بجولتها الأولى، فقوة الإخوان المسلمين الحقيقية قد ظهرت بالجولة الأولى من خلال عدد أصوات من رشح الدكتور محمد مرسي، تلك النسبة من الأصوات والتي لن تؤهله للفوز بجولة الإعادة ما لم يتم تحشيد باقي أصوات القوى الثورية والوطنية، وتلك لعمري ستكون ورقة ضغط القوى الوطنية والثورية المصرية الآن ومستقبلاً، ناهيكم عن تلك الأصوات التي ارتأت الجلوس في بيوتها فلم تشارك بالجولة الأولى كما رأينا!؟.
5- إن الدكتور محمد مرسي قد أعطى الضمانات لشعب مصر وثوارها بألا استئثار بالسلطة وأن حكومة مصر ستكون ائتلافية وطنية، كما وأنه سيحكم البلاد لأربع سنوات قادمة، فإن كان قد أوفى بعهوده التي قطعها للقوى والحركات الثورية المصرية، فذاك ما كان يبتغيه شرفاء مصر، وذاك سيحفظ حق دماء شهداء مصر ويرد لهم دَيـْنـَهم، وإلا فلا تجديد بعدها لمرشح الإخوان بالانتخابات القادمة.
رابعاً... صرخة صادقة أقولها لكل شرفاء مصر وثوارها، أفرادً مستقلين وقادة حركات وأحزاب وطنية، حذار مما يبيت لثورتكم!!، وحذار ثم حذار أن تزيدوا من جراحات مصر وآلامها!!، واستبشروا خيراً فإن كل المؤشرات تشير لنجاح الثورة المصرية وتبعث بالتفاؤل والسرور:
1. فلقد أفرزت الجولة الأولى من الانتخابات حقائق ناصعة مشرفة مفادها أن ثورة مصر قد نجحت.
2. وأن شعب مصر العربي الأبي قد تحرر من عقدة الخوف من تسلط الحاكم بأمره.
3. وأن أتباع النظام السابق لم يحققوا إلا ذاك الرقم الهزيل من الأصوات التي جمعوها من فلولهم، وممن تضررت مصالحهم بسقوط النظام، أو ممن غـًرِّرَ بهم بحجة أو بأخرى، وأنها اليوم تراهن لكسب المزيد من أصوات المصريين البسطاء الذين تم خداعهم بوعود الأمان والاستقرار الكاذبة لأحمد شفيق!!.
4. وأذكـّر كرة أخرى بما ورد في تقرير إخباري لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية التي راحت تحلل وترسم حالة الفزع والهلع الصهيوني الأمريكي لما ستسفره الانتخابات الرئاسية في مصر، تلك الانتخابات التي أجبرت المسئولين الإسرائيليين على البقاء مستيقظين ليلاً، خوفاً من احتمال تحول صديقتها المقربة إلى عدو، وأن صناع القرار في تل أبيب بدأوا بالفعل في وضع سيناريوهات سيئة تحسباً للموقف!!.
ختاماً أقول...
أن على أبناء الثورة وقواها وأحزابها وحركاتها الوطنية مسئولية تاريخية تتمثل بإتمام المسيرة وتحقيق باقي أهداف الثورة حتى آخر شوط لها، وأن تغلق الأبواب نهائياً في وجه كل أتباع النظام ومن يحن إليه ومن يرى في مبارك قدوته، وما على الرموز الوطنية والثورية المصرية التي أفرزتها نتائج الجولة الأولى، من أبناء الثورة ومن لم يحالفه الحظ بالانتخابات المصرية من أمثال القومي العروبي حمدين صباحي والإسلامي المعتدل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا ومن تبقى من الشخصيات الوطنية الشريفة، أقول أن الواجب الملقى على عاتقهم تدارس الأمر منذ اليوم، وأن يعدوا العدة ويستعدوا للانتخابات الرئاسية المصرية القادمة ليقولوا عام 2016 قولتهم الفصل، وأن ما حدث في انتخابات الرئاسة المصرية 2012 هو سيناريو سيتكرر حدوثه مستقبلاً، فإن كان شعب مصر العربي الأبي قد صبر على ظلم جلاده ثلاثين عاماً حتى أسقطه ورماه إلى مزبلة التاريخ، فإنه لا ضير إن ينتظر أربع سنوات أخرى، ليرى حقيقة مواقف وممارسات ومصداقية وعود الخيار الوحيد المتبقي أمامهم والمتمثل بمرشح حزب الحرية والعدالة، تلك الوعود التي قطعها مرشحهم للرئاسة على نفسه عشية انطلاق حملة الدعاية لجولة الإعادة القادمة!!..
وللشرفاء الوطنيين الغيارى من أبناء مصر، أصحاب المصلحة الحقيقية بالثورة المباركة أقول، ما ردده الثائر العالمي أرنست تشي غيفارا: "إنّ مَنْ يعتقد أنّ نجم الثورة قد أفَل, فهو إما متساقط أو خائن أو جبان , فالثورة قوية كالفولاذ, مشتعلة كالجمر, حامية كالسندان، والطريق مظلم وحالك, فإن لم تحترق أنت وأنا فمن سيضيء الطريق؟!".
يقول الله في محكم آياته: "إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ"... آل عمران (160).
سماك العبوشي
31 أيار / مايو 2012
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت