القيادة الفلسطينية إلى الـــــدوحة ...فهل من جــــــــــديد؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
رغم انسداد أفق التسوية في المنطقة نتيجة لتعنت الحكومة الإسرائيلية في مواقفها ومواصلة عدوانها على الأرض في الضفة الغربية من تهويد للأرض وتطهير للعرق وغيرها من الاعتداءات التي تقف عائق كبير أمام عملية السلام مع الفلسطينيين , ورغم المحاولات الخارجية بالضغط على اسرائيل للقبول بالشروط الفلسطينية المتعلقة بالمفاوضات الا ان المراوغة والتلاعب كان لسان حال اسرائيل.

ومع ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم ييأس ومازال يبحث عن مخرج يمكنه من العودة مجددا إلى التسوية مع اسرائيل في هذه المرحلة , حيث سيتوجه للعرب لاطلاعهم على صورة الوضع التفاوضي مع الاحتلال الإسرائيلي وذلك خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية اليوم في الدوحة .

وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة صرح ، بأن الرئيس عباس سيعرض عددا من المقترحات على اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية ، مشيراً إلى أن هذه المقترحات تتعلق بالخطوات المقبلة فيما يخص عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي.

وقال أبو ردينة، في تصريحات صحفية:" إن الهدف من زيارة الرئيس محمود عباس إلى الدوحة هو حضور اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية، حيث يحرص الرئيس كالعادة على وضع وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة المبادرة في الصورة بخصوص الخطوات القادمة في مسار عملية السلام، خاصة بعد رسالته التي بعث بها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرد الإسرائيلي عليها".

محللون سياسيون , أكدوا على أن القيادة الفلسطينية تشعر باليأس والإحباط من الموقف والسياسة الإسرائيلية تجاه ملف التفاوض , منوهين خلال أحاديث منفصلة لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء , ياسمين ساق الله أن العرب سيدعموا الموقف الفلسطيني ويتبنوه وأن التوجه الفلسطيني إلى لجنة المتابعة يأتي في سياق الحصول على الدعم العربي ومطالبة العرب بالضغط على اسرائيل للعودة إلى التفاوض بالشروط الفلسطينية.

احباط
المحلل السياسي أكرم عطالله من غزة , يقول :" في هذه الآونة الرئيس عباس يشعر بالإحباط من السلوك الإسرائيلي وهذا ما عكسته الرسالة الأخيرة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالتالي بات اليوم يدرك أن لا مجال للتفاوض مع اسرائيل في ظل هذه الأجواء ".

ويتابع عطالله حديثه :" طالما هناك مبادرة عربية ورعاية عربية لملف التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي فمن الطبيعي أن يعود عباس إلى العرب لاطلاعهم على طبيعة العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية", مضيفا:" مطلوب من العرب البحث عن حلول فالطرف الفلسطيني وحده ضعيفا وربما الحالة العربية والقوة والامكانيات العربية قادرة على التأثير بما يمكن الضغط على امريكا واسرائيل من أجل العودة إلى التفاوض وفقا للشروط الفلسطينية ".

وينوه أن الجانب الفلسطيني وحده غير قادر على وقف ما ترتكبه اسرائيل من جرائم استيطانية وغيرها بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة , قائلا:" الجانب الفلسطيني لو ترك وحده اسرائيل ستستفرد به بالتالي السؤال يكمن هل العرب قادرين على تقديم شيئا للجانب الفلسطيني بالتأكيد قادرين لكنهم غير فاعلون وهذا يتطلب فعل وتحرك عربي سريع مغاير عن التحركات السابقة ".

ويرى في الوقت ذاته أن العرب إذا لم يقفوا بجانب القيادة الفلسطينية في هذه الفترة ,فذلك يشجع اسرائيل على طي الملف الفلسطيني واغلاقه بالكامل ما يؤثر على مسيرة التفاوض الفلسطينية الإسرائيلية خلال المرحلة المقبلة .

وفي السياق ذاته , ينوه أبو ردينة أنه سيتم خلال الاجتماع تقييم الموقف بناء على المعلومات التي يعرضها الرئيس عباس على اللجنة، وكذلك سيتم التشاور حول كيفية الحركة إذا ما وصلت عملية السلام إلى طريق مسدود وآليات العمل للذهاب إلي الأمم المتحدة في الوقت المناسب في الوقت الذي تغلق فيه كل الأبواب والجهود مع الجانب الإسرائيلي.

كما ويؤكد على أن الجانب الفلسطيني يطمح دائماً إلى السند العربي من خلال هذه الاجتماعات، قائلا:"حصلنا دائماً على هذا الدعم ونأمل استمراره"، مشيراً إلى أن الرئيس عباس سيعرض على الوزراء العرب بعض الأفكار والمقترحات للتشاور حولها وتبنيها وزمان تنفيذها".

يأس فلسطيني

ومن جهته , يقرأ المحلل السياسي طلال عوكل هذا التحرك الفلسطيني إلى العرب بأنه خطوة صحيحة , قائلا :" ربط الموقف الفلسطيني واستقوائه بالموقف العربي دوما خطوة في الاتجاه الصحيح فالموقف العربي مهم جدا لكن الأهم أن يسند موقف ووضع فلسطيني موحد كي يتخذ العرب قرارات جادة حقيقة وليس شكلية ".
وينوه عوكل في الوقت ذاته إلى أن القيادة الفلسطينية في رام الله تشعر باليأس , قائلا:" هناك يأس فلسطيني من امكانية تحرك الموقف الإسرائيلي تجاه ملف المفاوضات في هذه المرحلة لاسيما بعد الرسائل المتبادلة بين الرئيس عباس ونتنياهو فالذي ظهر من خلال هذه الرسائل أن لا جديد فيها ونهاية الطريق ".

ويقول المحلل السياسي عوكل :" الرئيس عباس يذهب للعرب كي يقول لهم أنه لم يوفر أي وسيلة وطريقة من أجل استئناف التفاوض مع اسرائيل لكن هذه اسرائيل وسياستها كما أنه يريد من العرب أن يتحركوا بالضغط على واشنطن وأوروبا كونه لا يقبل بوجود فراغ سياسي بالمنطقة", متابعا:" العرب دوما يتبنون الموقف الفلسطيني ويشكلوا حامي له لكن هذا لا يكفي في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة بل يريد الفلسطينيون تحرك عربي جاد ".