جنين - وكالة قدس نت للأنباء
أكد رئيس الوزراء بالسلطة الفلسطينية سلام فياض على إصرار السلطة الوطنية على مواصلة تكريس سيادة القانون والنظام العام كأولوية قصوى، وأشار إلى الدور المميز للمؤسسة الأمنية وانجازاتها في توفير الأمن والأمان للمواطنين، وإلى ما تم تحقيقه من استقرار وإعادة سلطة وهيبة القانون، والذي ما كان ليتحقق لولا جهود ومثابرة أبناء الشعب الفلسطيني، والتفافهم حول أهداف المشروع الوطني وخطة بناء الدولة وإنهاء الاحتلال، وإدراكهم للحاجة الماسة لاستعادة هيبة السلطة، ودور مؤسساتها الفاعلة في تقديم الخدمات الضرورية، بما في ذلك الخدمة الأساس وهي خدمة الأمن.
وأشار فياض ، خلال كلمته في لقاء موسع مع المؤسسات والفعاليات والشخصيات الاعتبارية وقادة الأجهزة الأمنية في محافظة جنين،اليوم السبت، بحضور وزير الصحة د.هاني عابدين، والمحافظ اللواء طلال دويكات، ورئيس سلطة المياه د.شداد العتيلي، إلى النضج الذي وصلت إليه المؤسسة الأمنية، وأكد على مواصلة كافة الجهود لترسيخ هذا الانجاز وتثبيته، وبما يمكن من تعزيز استكمال بناء المؤسسة الأمنية على أسس مهنية وقواعد الانضباط الصارمة، واحترام القانون، والانضباط الكامل للقرار السياسي والمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني والمشروع الوطني، وشدد على أن المؤسسة الأمنية تعمل من منطلق الحرص على فرض النظام والقانون ولا تعمل على خلفية انتماء سياسي أو جغرافي أو مناطق أو عشائري، وقال "هذه المؤسسة تعمل بمهنية واحتراف وجدية واستمرارية".
وأوضح فياض أن مسمى "الحملات الأمنية" انتهى في النصف الثاني من عام 2007 ، وهي مرحلة البناء والتأسيس، حيث كانت تهدف هذه الحملات إلى إعادة التواجد الأمني الرسمي للسلطة الوطنية في المدن، وأشار إلى أن ما تقوم به المؤسسة الأمنية الآن من إعادة فرض الأمن وهيبة القانون والنظام العام لا يمكن أن يسمى حملة أمنية بل هو جهد امني مستمر وعمل جاد ودائم كمحترفين ومهنيين وبتواضع إزاء جسامة المهام وبمنطلق من الثقة بانجاز هذه المهام، وقال " الدولة تقوم حيث أمنها قائم".
وأضاف " لقد وصلت كافة مؤسساتنا إلى درجة متقدمة من النضج، ولم يعد لأحد إطلاقا التشكيك بقدرة مؤسساتنا ونضجها، وسقطت كافة الذرائع التي سيقت ظلماً بعدم جدارة شعبنا في أن تكون له دولة مستقلة"، وتابع " للنضج استحقاقات ونحن في المراحل الأخيرة للتحول إلى كيان دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها في القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة".
وكان رئيس الوزراء فياض، وفي بداية حديثه قد استذكر شهداء الشعب الفلسطيني وترحم عليهم، وفي مقدمتهم الشهيد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقدورة موسى محافظ جنين السابق، ورفاة ثلاثة شهداء كانت قد تسلمتهم المحافظة يوم أمس، وقال "لن يكتمل هذا الملف إلا بإعادة كافة الشهداء، وبالإفراج عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال".
واستعرض فياض الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية الفلسطينية للتغلب على الأزمة المالية الناجمة عن عدم وفاء بعض الجهات المانحة بالالتزامات المالية المطلوبة منها، وأشار إلى النجاح الملموس الذي حققته السلطة الوطنية في تقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، وقال "لا أستطيع القول بأن الأزمة المالية انتهت، فالتعامل مع هذه الأزمة ما زال يشكل عنصر الاهتمام الأبرز في الإدارة المالية، وما تزال الأسباب التي أدت إلى بروزها موجودة، وهي عدم ورود ما يكفي من مساعدات خارجية مخصصة لدعم موازنة السلطة الوطنية قياساً مع الالتزامات المترتبة عليها، ومع ما هو مبرمج لموازنة السلطة الوطنية".
وأضاف " تبقى مسؤوليتنا الاستمرار في محاولة بذل كل جهد ممكن للتعامل مع هذه الأزمة والتخفيف من حدتها في كافة قطاعات الحكم والإدارة، وبما يشمل الموردين، وخاصة مودري الأدوية والقطاع الصحي"، وتابع " سنستمر في السعي الحثيث للحصول على أكبر قدر ممكن من المساعدات لنتجنب هذه الأزمة، وبما يدعم الجهد الذي تبذله السلطة الوطنية في مسعاها لتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، والوصول إلى درجة أفضل من التمكين الذاتي".
وناشد فياض الأشقاء العرب نجدة الشعب الفلسطيني وتمكين سلطته الوطنية من تنفيذ البرامج والمشاريع التي من شأنها تعزيز صمود المواطنين وقدرتهم على الثبات والبقاء على أرضهم وتمكينهم من حمايتها، وقال "أناشد أشقاءنا العرب، ومن موقع العرفان بمساندتهم الدائمة لشعبنا وحقوقه، لتوفير الدعم المالي لمواصلة تنفيذ المشاريع التنموية الكفيلة بدعم صموده".
وأكد فياض أن جوهر إستراتيجية عمل السلطة الوطنية الفلسطينية يتمثل في توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتعزيز صمود شعبنا وقدرته على الثبات والبقاء حتى يتمكن من نيل حقوقه الوطنية المشروعة كاملةً وفي المقدمة منها إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية في دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد على أن السلطة الفلسطينية ستقوم بالعمل على تنفيذ المزيد المبادرات والمشاريع التنموية وتعزيز البنية التحتية، على الرغم من الأزمة المالية التي تمر بها، كما أكد إصرار السلطة على مواصلة جهودها لتعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وقال "نفلح عندما ننجح في تثبيت أسرة فلسطينية في أرضها، كما نفلح عندما يستطيع طفل أو طفلة من الوصول إلى مدرسته، أو مواطن من الوصول إلى مرفق صحي ويتلقى الخدمات التي تليق بتضحيات شعبنا عبر عقود متصلة من الزمن منذ ما قبل النكبة. بل وأقول، ومن الإصرار على نيل حقوقه كافة وفي مقدمتها حقه في العيش حراً أبياً كريماً في كنف دولته المستقلة".
وشدد على أهمية الإسراع في إنهاء الانقسام وإعادة توحيد الوطن ومؤسساته، وإجراء الانتخابات المحلية والعامة. واعتبر أن انجاز هذا الأمر يمثل استجابة لتطلعات وطموحات أبناء شعبنا لإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته من أجل ضمان إنهاء الاحتلال، واستكمال جاهزيتنا الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.
وفيما يتعلق بإقامة المنطقة الصناعية في جنين، أكد فياض سعي السلطة الحثيث لتوفير التمويل اللازم والإسراع في البدء بتنفيذ المخططات المقرة لهذه المنطقة.
حجر الأساس لمستشفى ابن سيناء...
وفي وقت لاحق وضع رئيس الوزراء فياض حجر الأساس لمستشفى ابن سيناء التخصصي، حيث أكد على نهضة القطاع الصحي في فلسطين، والتي لوحظت خلال السنوات الأخيرة في تكامل وتناغم بين ما يقدمه القطاع العام كمنظم للرعاية الصحية، وبين ما يقدمه القطاعين الخاص والأهلي من خدمات متميزة. وقال "نعم لقد خطى قطاع الصحة في فلسطين خطوات ثابتة وهامة إلى الإمام، وفي كافة المناطق، وعلى المستويين الرسمي والأهلي، وأصبح لدينا في فلسطين من المرافق الطبية ما نعتز به، وهذا المرفق اكبر دليل على ذلك".
وأشار إلى الانجازات الهامة والتطور الذي شهده القطاع الصحي، والتحول الذي طرأ على التحويلات الخارجية، أو شراء الخدمة لصالح المرافق الصحية المحلية، وقال "كلما قل التحويل إلى الخارج، كلما كان ذلك لصالح تعزيز موارد المرافق الصحية المحلية وخاصة في مدينة القدس"، كما أشار إلى النقلة النوعية في التكامل مع القطاع الخاص في هذا المجال، وذلك من خلال توجيه شراء الخدمة من مؤسسات القطاع الخاص، ومستشفيات القطاع الخاص في فلسطين.
وقال فياض "لهذا بعد نضالي مهم لأنه من خلال ذلك يصبح الاستثمار في القطاع الصحي أكثر جدوى، وهذه رسالة يفهمها القطاع الخاص بكل تأكيد، وهناك رغبة عالية في الاستثمار بالقطاع الصحي، وبمردود لا يشوبه إلا تخلف السلطة الوطنية عن سداد الالتزامات المستحقة طويلة الأمد للقطاع الخاص بشكل عام، وبما يشمل بوجه خاص القطاع الصحي".
وشدد فياض على ضرورة تعزيز جودة الخدمات الصحية والوصول إلى التميز في تقديم الخدمات، وضرورة الاستفادة القصوى من الموارد البشرية في هذا القطاع، وجذب المزيد منها، وإعطاء الأولوية للرعاية الصحة الأولية، وضمان التكامل في تقديم الخدمات الصحية بين القطاع الصحي الحكومي والقطاعين الأهلي والخاص، وقال "التميز في تقديم الخدمات والنهوض بالأداء الإداري هما عنوان لتعميق بناء ودور مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ نتائج الحوار الاقتصادي في مجال تكريس العدالة الاجتماعية، وبما يشمل توسيع نطاق شبكة الأمان الاجتماعي وبلورة قوانين الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي وغيرها"، وأضاف "التميز في إطار المنافسة إزاء أفضل الخدمات الصحة".
وتابع فياض "هذا المستشفي بحاجة إلى تشغيل حين الانتهاء منه، بالإضافة إلى الأجهزة المتطورة والمتقدمة، الأمر الذي يتطلب كادر من اجل هذا التشغيل، وهو ما يشكل نقطة جذب للكفاءات الفلسطينية العاملة في الخارج"، وقال "هذا جزء من التصور الوطني العام الذي يحكم توجهات السلطة الوطنية الفلسطينية"، وأضاف "هدفنا جميعا إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكيننا من إقامة دولة مستقلة كاملة السيادة علي أرضنا الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وقد تحدثنا في أكثر من مناسبة عن كون البقاء على هذه الأرض والثبات عليها والعودة لها هو المنطلق الأساس والمربع الأساس لأي جهد حقيقي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، وحري بنا ونحن وفي مراحل التحول الأخيرة لإقامة دولة فلسطين أن نحث الخطى، ونكثف الجهود الهادفة لجعل وطننا بيئة جاذب للوجود الفلسطيني، ولعودة الكفاءات وتوطين هذه الكفاءات".
فعاليات قرية كفرذان...
وفي قرية كفرذان التقى فياض مع رئيس وأعضاء مجلس قروي كفر دان وجمعية كفرذان الخيرية وعدداً من المزارعين أطلع خلاله على سياسة الاحتلال في نهب مياه الشرب والري واقتحام وتدمير آبار المياه غرب جنين، كما اطلع على احتياجات القرية من كافة الجوانب، والتي تتضمن بناء مدرسة للبنات وتعبيد طرق داخلية وشق طرق زراعية، بالإضافة إلى العمل على حل مشكلة نقص المياه، بالإضافة إلى مشكلة الآبار المسجلة والعشوائية التي تستنزف المياه الجوفية لحوض الأيوسين، وبما يشكله هذا الأمر من تحديات كبيرة في وجه القطاع الزراعي.
وشدد على أن العمل سيتم خلال الفترة القادمة على تأهيل الآبار الرسمية القائمة، وحفر آبار جديدة للقضاء على ظاهرة الآبار العشوائية، وبما يمّكن من تنظيم وتوزيع مياه الري بشكل عادل على المزارعين، ووقف عملية الهدر التي تهدد عملية الحوض الجوفي، بالإضافة إلى بذل كل جهد ممكن لتوفير كل ما هو مطلوب ووفق الأولويات والإمكانات المتاحة.
اجتماعاً مع قادة الأجهزة الأمنية...
وكان رئيس الوزراء فياض وفي مستهل جولته في محافظة جنين قد عقد اجتماعاً مع قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة، بحضور المحافظ اللواء طلال دويكات، حيث استمع إلى تطورات أداء المؤسسة الأمنية والجهد المستمر لترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظة.
وشدد على إصرار السلطة الوطنية الفلسطينية على تحقيق أهدافها في توفير الأمن والأمان للشعب الفلسطيني، وعبر لهم عن اعتزازه بما حققته المؤسسة الأمنية من تقدم في جهودها لتعزيز حالة الأمن وفرض سيادة القانون و النظام العام والاستقرار، الأمر الذي بات ملحوظاً في مختلف المناطق.