القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
أكد رئيس الوزراء بالسلطة الفلسطينية سلام فياض أن السلطة الوطنية مستعدة لتطوير وتكييف كافة أدوات التدخل الرسمية والأهلية والشعبية لتلبية احتياجات أبناء شعبها، وخاصة في المناطق المعزولة من الاستيطان والجدار، وعلى الرغم من المعيقات التي تضعها إسرائيل أمام قدرة السلطة الوطنية من القيام بمسؤولياتها في تلك المناطق.
وقال فياض"السلطة الوطنية على استعداد لتطوير وتكييف وملائمة أدوات التدخل المباشر وغير المباشر للقيام بمسؤولياتها والتعامل مع كافة احتياجات أبناء شعبنا، وخاصة في المناطق المعزولة من الجدار والاستيطان كالنبي صموئيل وبيت إكسا وغيرها، على الرغم من الاحتلال وممارساته، وذلك من أجل تغيير الواقع المأساوي الذي تعيشه العديد من المناطق جراء العزل والحصار والاستيطان والجدار".
جاء ذلك خلال جولة رئيس الوزراء في قريتي النبي صموئيل وبيت إكسا في شمال غرب القدس، واللتين تعيشان حالة فريدة من العزل والحصار، حيث اطلع فياض على احتياجات المواطنين والأهالي في القريتين، وأكد على جاهزية السلطة الوطنية للتعامل مع كافة الاحتياجات اللازمة، والتي تساهم في تحسين الواقع الذي يعيشه أبناء القريتين، بشكل مباشر أو غير مباشر، والاستعداد الفوري لدعم كافة المبادرات والمشاريع الحيوية، وتطويع وملائمة كافة أدوات التدخل لتغير هذا الواقع المأساوي، وعلى كافة المستويات الرسمية والأهلية والأطر الشعبية.
وفي قرية النبي صموئيل شدد فياض، خلال لقائه مع المجلس القروي والمؤسسات والفعاليات وأهالي القرية، على أهمية زيادة الوعي الدولي إزاء ما تتعرض له هذه المناطق من ممارسات خطيرة ولا إنسانية، وتتناقض بصورة صارخة مع أبسط قواعد القانون الدولي، وبما يساهم من تغيير هذا واقع العزل والحصار الذي تعيشه قرية النبي صموئيل وغيرها من المناطق المعزولة، وبما يمكن أهلها، وهذا هو الأساس، من الاستمرار في الصمود والبقاء والثبات على أرضهم، وأكد على مواصلة بذل كافة الجهود وعلى مختلف الأصعدة وصولاً إلى فرض واقع الوجود الفلسطيني في مواجهة سياسة التهجير والترحيل الإسرائيلية.
وأشاد بالصمود الأسطوري لأهالي قرية النبي صموئيل، كما في كافة مناطق الوطن، وقال "أحييكم على صمودكم الأسطوري. فعندما كان الرحيل هو الخيار الأسهل، بل وربما الخيار الوحيد، اخترتم الصمود والبقاء، ونحن نتحدث اليوم عن ذلك بعد انقضاء 45 عاماً على احتلال إسرائيل لأرضنا الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث ما زالت أرضنا خاضعة تماماً للسيطرة الإسرائيلية وممارساتها التعسفية، والتي استهدفت خلالها الوجود الفلسطيني، وخاصة في مدينة القدس الشرقية ومحيطها، والمناطق المسماه (ج)، وجعلها بيئة طاردة لهذا الوجود".
وأضاف "على مدار هذه السنوات الطويلة سطّر شعبنا يومياً قصصاً في الصمود الأسطوريّ والقدرة على البقاء، لا بل والإصرار العنيد على حماية وصون وإعادة بلورة هويته الوطنية، وتمسكه الثابت بحقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها حقه الطبيعي في العيش على أرض وطنه في كنف دولته المُستقلة على حدود عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها في القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة".
واعتبر أن صمود أهالي النبي صموئيل وغيرها من المناطق المعزولة إنما يعطي الثقة والأمل بانتصار المشروع الوطني، وحتمية الخلاص من الاحتلال، وقال "صمودكم يعطينا الثقة والأمل بأن شعبنا لا بد وأن يصل بأهداف مشروعه الوطني إلى نهايته الحتمية، وإن الاحتلال واستيطانه وجدرانه وبواباته حتماً إلى زوال".
وتجول رئيس الوزراء في القرية، واطلع على مناحي الحياة اليومية التي يعيشها المواطنين فيها، كما تفقد العيادة الصحية، والجمعية النسوية، والمدرسة المكونة من غرفة واحدة، كما تفقد مسجد القرية.
وفي بيت إكسا التقى فياض مع رئيس أعضاء المجلس القروي والمؤسسات والفعاليات والأهالي، وأكد على أن تعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود، يمثل المربع الأول لأي جهد حقيقي لإنهاء الاحتلال وانتهاكاته المستمرة ضد شعبنا، وفرض نظام لتحكم والسيطرة التعسفي.
وأشار إلى أن "الأولوية العليا التي حكمت توجهات السلطة الوطنية تكمن في العمل الخلاق للتغلب على العقبات التي وضعها الاحتلال، للحيلولة دون تمكيننا من تحقيق أهدافنا، وخاصةً في مدينة القدس، وباتجاه تمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة"، وقال "ليس في ما نقوم به من جهد تنموي أي ترف على الإطلاق، فالصمود والبقاء والثبات على الأرض بحاجة إلى مقومات".
وأضاف "هذه المناطق بحاجة إلى المزيد من الاهتمام، للنهوض بواقعها وقدرة أهلها على الصمود في ظل استمرار إسرائيل في فرض سياسة الأمر الواقع، وتصعيد وتيرة الاستيطان".
جدير بالذكر أن قرية النبي صموئيل تعرضت لسياسة العزل والترحيل منذ عام 1967 حيث جرى هدمها، وهدم الجزء الأعظم منها عام 1971، وتم ترحيل بقية السكان إلى بيوت كانت موصوفة بأملاك غائبين، ومنذ عام 1967، جرى تحويل المقام على كنيس يهودي، وجرى الاستيلاء بواسطة سلطة الأراضي الإسرائيلية على أكثر من 90% من مساحة القرية، ومنذ بداية الاحتلال تم منع المواطنين في القرية من بناء أي وحدة سكنية واحدة، حتى مدرسة القرية فما زالت تتكون من غرفة واحدة فقط، وترفض سلطات الاحتلال الموافقة حتى الآن على تطويرها أو إضافة مجرد غرفة صفية ثانية إليها، وما زالت أيضاً تمنع أي عملية بناء في القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 300 نسمة، وهي تعاني من إجراءات الحصار الشديد بعد فصلها عن محيطها من منطقة قرى شمال غرب القدس، وأن مجرد إدخال مواد تموينية، كما يقول أهالي القرية، بحاجة إلى موافقة مسبقة، هذا بالإضافة إلى أن الاحتلال يمنع دخول غير المقيمين في القرية إلا بموافقة مسبقة أيضاً!!
وجدير بالذكر أيضاً أن قرية بيت إكسا تعيش ظروف في غاية التعقيد والحرمان والاستيلاء على الأراضي، حيث تعرضت للهدم عام 1948، وأصر الأهالي على البقاء رغم سوء وصعوبة الظروف، حيث تم فصل القرية عن محيطها، وتم مصادرة آلاف الدونمات من أرضها، بما في ذلك ما تعرضت له البلدة مؤخراً من مصادرة مئات الدونمات لمد سكة حديد تربط القدس المحتلة مع تل أبيب. وشهدت القرية في الفترة الأخيرة نمواً ملحوظاً في العمل الشعبي والمقاومة السلمية ضد الاستيطان والجدار والعزل.