شحادة: الانسحاب من جانب واحد رسالة مضللة للرأي العام

رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رئيس تحرير مجلة الهدف عمر شحادة إن "تصريحات قادة الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة بخصوص الانسحاب من جانب واحد من الضفة الفلسطينية المحتلة، هو مناورة من حكومة الاحتلال تحاول من خلالها أن تظهر بمظهر الذي يعمل ويتحرك في إطار ما يسمى عملية السلام، وتريد إيصال رسالة مضللة إلى الرأي العام العربي والدولي باهتمام الجانب الرسمي الإسرائيلي بتفعيل ما يسمى بعملية السلام واستئناف المفاوضات".

وقال شحادة في مقابلة متلفزة على قناة المنار الفضائية " التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بخصوص الانسحاب من جانب واحد من أراضي الضفة مسألة ليست معزولة عن حقائق التفكير السياسي الإسرائيلي اتجاه المنطقة والصراع الإقليمي المحتدم لكنها ستبقى عملية عقيمة وعملية قاصرة عن الاستجابة للحدود الدنيا للمطالب الفلسطينية المتمثلة في حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة كاملة السادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها عملا بالقرار الاممي 194".

وفي الشأن الفلسطيني اعتبر شحادة أن السبب الرئيسي لحالة الضعف التي يعيشها النضال الوطني الفلسطيني هي الانقسام، مشيرا أن هذا الانقسام قبل أن يكون جغرافي أو قانوني هو في الحقيقة سياسي نابع من خيارات سياسية سارت فيه القيادة الرسمية لمنظمة التحرير بعد خروج المقاومة من لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.

وأوضح شحادة بأن هذا الانقسام يلقي بتبعاته وآثاره السلبية على كافة أبناء الشعب الفلسطيني وقواه السياسية والاجتماعية وعلى كافة مكونات النضال الوطني الفلسطيني في مرحلة التحرر الوطني والديمقراطي التي يعيشها، معتبرا الحوارات الثنائية بعيدا عن الكل الوطني وبعيدا عن مشاركة كل من يكتوي بنار الانقسام يهدد بمخاطر العودة بهذا الملف من جديد إلى متاهات المحاصصة وتقاسم السلطة والعمل من وراء ظهر الشعب والقوى الوطنية والاسلامية.

ورحب شحادة بأي خطوة من شأنها أن تقلل من الآثار السلبية والكارثية للانقسام على الشعب الفلسطيني، وأية خطوة تصب في إطار تعزيز الوحدة والديمقراطية وأي خطوات وحدوية، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة عدم تجاهل أن الاتفاق الذي وقع في أيار / 2011 لإنهاء الانقسام نتيجته أقرب إلى الصفر، مشيرا إلى أن أي عملية لاستعادة الوحدة يجب أن يكون لها محتوى وطني وديمقراطي واضح يقوم على أساس برنامج سياسي واستراتيجية وطنية جديدة.

وأكد شحادة على أن تطبيق اتفاق المصالحة يقودنا تدريجيا من حالة الانقسام والدوران والمراوحة في دوائر المفاوضات الثنائية بالمرجعية الأمريكية إلى الانتقال والعودة بملف القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة وصياغة استراتيجية وطنية جديدة عبر أوسع درجة من المشاركة الشعبية عبر انتخابات ديمقراطية شاملة على أساس التمثيل النسبي الكامل أساسا للمجلس الوطني الفلسطيني، وعبر هذه البوابة يمكن إعادة صياغة وتصويب السياسة الفلسطينية التي تدور في دوائر المفاوضات العقيمة والرهان على الموقع الأمريكي منذ عقدين من الزمان.

واعتبر شحادة أن المدخل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني والتقرير بالسياسات الفلسطينية وتفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير وتوحيدها على اساس ديمقراطي هو إجراء انتخابات المجلس التشريعي كجزء لا يتجزأ من انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، على اساس ديمقراطي عبر الانتخابات وفق قانون التمثيل النسبي.

وشدد شحادة على ضرورة أن يكون العامل الذاتي الفلسطيني موحد ومتماسك على أساس برنامج سياسي واضح، وعلى اساس البرنامج ندعو ونطالب بدعم النضال الوطني الفلسطيني، مشددا على ضرورة أن نكون واضحين اتجاه مواقف القوى والاحزاب العربية من القضية الفلسطينية التي يجب أن تكون مكون استراتيجي من برنامج أي قوة سياسية عربية وأي نظام عربي وبدونها سيتحول ما يرفع من شعارات إلى مجرد شعارات لا جدوى منها إن لم ترتبط بالقضية الفلسطينية ومكانتها الاستراتيجية كهدف ومنطلق ومعيار، معتبرا أن النضال الفلسطيني والعربي على ترابط عضوي وتحقيق الاهداف الفلسطينية والعربية في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة، والتنمية يرتبط ارتباطا وثيقا بالنضال ضد الاحتلال والصهيونية والمشروع الامبريالي الأمريكي في المنطقة.

ووصف شحادة استقبال الشعب الفلسطيني لجثامين الشهداء بأنها بمثابة القيام بالواجب الفلسطيني إتجاه الشهداء، والدرب الذي شقوه والوفاء لتضحياتهم، والتمسك بخيارهم .. خيار المقاومة والنضال حتى تحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها، وهي في الوقت نفسه بمثابة تأكيد على أن درب المقاومة سيبقى هو الدرب الأساسي والرئيسي في تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، معتبراً أنهم بذلك ينتقلون من مقابر الأرقام إلى أسماء ونجوم في سماء نضال الشعب الفلسطيني ينيرون درب الحرية والكرامة والتمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس.