مسامير وأزاهير 290 ... غوغول واستفتاء عروبة "الخليج العربي"!!.

بقلم: سماك العبوشي


لم تكن الزوابع التي أثارتها دولة إيران الإسلامية والضغط على شركة Google من أجل تغيير اسم خليجنا العربي وجعله تحت مسمى "الخليج الفارسي" مفاجئة للكثيرين منا، فهناك الكثير من الممارسات والشواهد التاريخية على أطماعها ومحاولاتها على الاستحواذ على مقدرات منطقتنا العربية التي تحاذيها، كاحتلال شاه أيران السابق عام 1971 للجزر العربية الثلاثة "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، وقبلها حين أقدم رضا خان عام 1925 على السيطرة على الأراضي العربية الواقعة شرق الخليج العربي بمعاونة المستعمر البريطاني الخبيث - صاحب وعد بلفور في فلسطين!!.

لقد بدأت إيران ومنذ فترة بممارسة الضغط تلو الضغط لإجبار شركة Google لتغيير تسمية خليجنا العربي وجعله باسم "الخليج الفارسي"، وكي تنأى شركة Google بنفسها عن تهمتي الانحياز للتسمية العربية أو الإذعان للضغط والابتزاز الإيراني المشهود لها، فإن تلك الشركة قد وجدت لها مخرجا تحافظ بها على مصالحها لدى الطرفين، فلجأت إلى تنظيم استفتاء يتم من خلاله التصويت على أحد خيارين، إما "الخليج العربي" أو "الخليج الفارسي"، وحددت مهلة لذاك التصويت يتم بعده اعتماد اسم الخيار الذي يحقق أعلى نسبة تصويت في خرائطها المنشورة في مواقعها على الشبكة العنكبوتية!!، ولقد أظهرت نسبة التصويت المئوية حتى كتابة هذا المقال رجحاناً لكفة تسمية "الخليج الفارسي" وبنسبة تصويت مئوية بلغت 4ر60% ، رغم أن عدد نفوس دولة إيران الإسلامية لا يتجاوز 74 مليون فرد، فيما بلغت نسبة التصويت المئوية 6ر39% لصالح تسمية "الخليج العربي"، علماً بأن عدد نفوسنا نحن العرب 367 مليون عربي!!.

أقول لمن لا يعرف من أبناء العروبة تاريخ خليجنا العربي وتسمياته عبر التاريخ، فقد يحركه ذلك للإسراع والتصويت من خلال الرابط المبين في أسفل المقال، فها هو بحث قيـِّم تحت عنوان "أصالة عروبة الخليج وأسمائه منذ أقدم العصور-تسمية الخليج العربي-العصور التاريخية" للباحث والمؤرخ الدكتور عماد محمد ذياب الحفيّظ (عضو اتحاد المؤرخين العرب) وفيه ما يلي:
أولاً ... لقد أطلق على الخليج العربي مسميات مختلفة منذ أقدم العصور التاريخية ، كاسم "بحر أرض الإله" ولغاية الألف الثالث قبل الميلاد، ثم أصبح اسمه "بحر الشروق الكبير" حتى الألف الثاني قبل الميلاد، ثم سمي بحر بلاد الكلدان خلال النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد، ثم أصبح اسمه بحر الجنوب خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد على الرغم من وصول المجموعات الرعوية الفارسية إلى المنطقة.
ثانياً ... إن جميع الفترات التاريخية آنفة الذكر لم يكن هنالك وجود لغير العرب، حيث وصل الفرس وقد كانوا مجموعات رعوية بعد سقوط الدولة العيلامية خلال القرن السادس قبل الميلاد والتي كان سكانها قبل سقوطها على يد نبوخذ نصر البابلي من الساميين، وعلى الرغم من ذلك بقي اسمه الخليج العربي بعد ذلك وعلى مدى القرون.
ثالثاً ... تمكن رضا خان في عام 1925 ميلادية وبمساعدة الإنكليز من الوصول إلى السلطة ثم احتلال إمارة المحمرة وبلاد الأحواز العربية في جنوب وجنوب غرب بلاد عجمستان (وهذا هو الإسم المتعارف عليه حينها)، حيث أوصى رضا خان ابنه الشاه محمد رضا بهلوي بأنه إستطاع (أي الأب) إحتلال الجانب الشرقي من الخليج العربي وعلى إبنه إحتلال الجزء الغربي من الخليج العربي، وهذا الأمر فعلا كان من أولويات شاه إيران محمد رضا بهلوي فهو أول من أطلق تسمية الخليج الفارسي بدل تسمية الخليج العربي!!.

ربما نجد العذر لدولة إيران الإسلامية لإصرارها وسعيها الحثيث على استبدال تسمية الخليج العربي وجعله تحت مسمى "الخليج الفارسي"، فهناك أسباب جوهرية تكمن وراء ذاك الإصرار، منها أسباب تقف وراءها رغبة حميمة لطمس الهوية العربية لخليجنا، ومنها أسباب تاريخية تتمثل بطمس الهوية العربية للأراضي العربية في الأحواز ( شرق الخليج العربي) والتي احتلها رضا خان عام 1925 بمعاونة المستعمر البريطاني الأثيم صاحب وعد بلفور في فلسطين كما نوهنا سابقاً!!، وربما يكون أمراً منطقياً أن تبحث دولة مجاورة لنا نحن العرب عن مكاسب لها في ظل حالة الضعف والوهن العربي، ولكن من غير المنطقي بالمطلق ذاك البون الشاسع المتحقق بين نسبة التصويت لصالح تسمية "الخليج الفارسي" التي بلغت حتى الآن ضعف ما تحقق لصالح تسمية"الخليج العربي"، فكيف نبرر هذا البون الشاسع بين نسبة التصويت هنا وهناك!؟.

وجواباً على حالة الدهشة والذهول لفرق نسب التصويت بين "الخليج العربي" و"الخليج الفارسي"، أقول بأن ما يحز في النفس ويبعث للإحباط أن أنظمتنا العربية من مشرق عالمنا العربي حتى مغربه لم تنبس ببنت شفة كرد فعل منطقي وطبيعي إزاء إصرار إيران هذا، كما ولم نسمع أو نقرأ أو نشاهد خبراً يشير لذاك التصويت الذي دعت إليه شركة Google عبر وسائل إعلامنا العربي المقروء منها والمسموع والمرئي، رسمية مملوكة للدولة كانت أو مستقلة، أو نداءً منها وتوجيهاً وتحذيراً وتوعية لأبناء العروبة بخطورة الموقف وضرورة الإسراع لأداء واجبهم القومي تجاه المحافظة على عروبة خليجنا العربي والتصويت لصالحه، كما فعل الإيرانيون، ودليلنا في ذلك يتمثل بقلة نسبة التصويت العربي مقارنة بالنسبة المئوية الكبيرة التي حققها الإيرانيون!!.

الأمر المبكي والمخجل بالأمر، أن اهتماماً كبيراً وواسعاً أبدته وسائل إعلامنا العربي، خاصة الفضائيات منها، بإجراء استفتاءات فنية شبابية قد يستغرق نشرها وبثها أسابيع قبل بدء انطلاق فعالياتها، ولاحظنا اهتمامها الكبير برعاية تلك الحملة الدعائية حتى آخر يوم من أيام تلك الفعالية، والأمثلة كثيرة على ذلك ولعل أهمها تلك المهرجانات العربية الخاصة التي تنظمها فضائيات خليجية حصراً لاختيار مطرب العرب لعام كذا، أو لاختيار أفضل فعالية شبابية كالرقص الفردي والجماعي وغيرها من الأنشطة الشبابية، وتطالب المشاهدين العرب للتصويت لصالح من يرونه الأفضل والأكفأ للتتويج لذاك العام!!، ولسنا والله ضد تلك الحملات الترفيهية التي تبرز من خلالها طاقات فنية شبابية عربية، لكننا نعيب على تلك الوسائل الإعلامية تنكرها وعزفها عن الاهتمام بقضايا قومية مصيرية كاستفتاء غوغول الخاص باختيار تسمية لخليجنا العربي!!.

إن العرب اليوم يمرون بأحلك وأتعس فترات حياتهم، حيث تتكالب القوى المستبدة والمتغطرسة لطمس معالم ورموز العروبة، واقتطاع أجزاء من جسدنا العربي وضمها لهم كما جرى في فلسطين، والجولان، ولواء الاسكندرونه، والأحواز، والجزر العربية الإماراتية الثلاثة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، ثم سعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسقاط صفة العروبة عن منطقتنا العربية وتسميتها بمصطلح (الشرق الأوسط)، وأخيرا وليس آخراً، سعي إيران الحثيث لتغيير اسم خليجنا العربي ليصبح بعد انتهاء فترة التصويت إلى اسم "الخليج الفارسي" ... مع سبق الإصرار والترصد وبفضل قلة وعينا وعدم اهتمامنا بنتائج هذه المؤامرات الخبيثة!!..

ختاماً ... فإنني أدعو شبابنا العربي للنهوض بواجبهم الوطني والقومي والوقوف وقفة رجل واحد في معركة الحفاظ على عروبة الخليج العربي، وأن الفرصة مازالت أمامهم مواتية لتغيير تلك النسبة المئوية لصالح الإبقاء على تسمية خليجنا باسم "الخليج العربي"، والأمر جد يسير لا عناء فيه، فما عليهم إلا فتح رابط التصويت:
( http://www.persianorarabiangulf.com/index.php )، ووضع إشارة في الدائرة الصغيرة الخاصة بتسمية "الخليج العربي"، ومن ثم الضغط على حقل التصويت (Vote)!!.
والله الموفق والمستعان.

سماك العبوشي
8 حزيران 2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت