سيناريو التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله..لمصلحة من...؟!

بقلم: د.كمال الشاعر


مُخطئ من يَظُن أن العدو الإسرائيلي يريد أن يُقدم مساعدة إلى مصابي الثورة السورية مجاناً؛ فإسرائيل من مصلحتها بقاء النظام السوري- العلوي- على رأس سدة الحكم. فمنذ حوالي أربعة عقود ولم تُخترق الحدود السورية ولم تُشكل أي تهديد لدولة "إسرائيل".

فالجدير بالذكر – على حسب رؤية المجتمع الدولي – أن الثورات العربية التي حدثت في كلاً من( تونس ، ليبيا ، مصر ، اليمن)، أفرزت نظام سياسي إسلامي -على غرار حكومة حماس في غزة- والذي لم يرق ذلك للغرب من خلال نتائج الانتخابات التي جاءت به، والتي تحاول بشتى الطرق أن تحافظ على أمن دولة " إسرائيل" ولو على حساب دماء الأبرياء؛ وخاصة بعدما طالبت المعارضة السورية تدخل مجلس الأمن الدولي واستخدام الفصل السابع بعد المجزرة التي وقعت في بلدة الحولة.

ففي الآونة الأخيرة طالعنا مسئول الدائرة الإعلامية لحزب الله إبراهيم موسوي، أن حزب الله لن يخرج بردود إعلامية على المناورات الإسرائيلية الجارية على الطرف الأخر من الحدود، معللاً ذلك بأن الحزب يُصِرُ على الغدو في صمته السياسي لفرض حالة من التشتت والعميان للاحتلال.

ففي وقتٍ لاحق اجتازت قوة إسرائيلية راجلة الشريط الحدودي باتجاه خراج بلدة ميس الجبل اللبنانية الحدودية إلى منطقة كروم الشارقة دون خرق الخط الذي رسمته الامم المتحدة ونفذت مناورة بالأسلحة الرشاشة والقذائف الدخانية ومن ثم تراجعت إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومن هنا نجد سؤال يطرح نفسه: لماذا هذا التوقيت من التصعيد الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية مع حزب الله؟ وخاصة أنه في الوقت القريب لم نشهد أي خرق للحدود الجنوبية للبنان من قبل قوات حزب الله. أم أنه جاء بعد المجازر الذي أقدم عليها النظام السوري، مثل مجزرة (الحولة الرهيبة)، وإلى أبعد من ذلك فلقد وصلت الامور في سوريا إلى حد يجرؤ طرف من أطراف الصراع هناك على حز أعناق الأطفال الأبرياء على نحو ما جرى في بلدة الحولة القريبة من حمص؛ حيث قتل (114 شخصاً) بنيهم (32 طفلاً).

وما أظهرته شاشات التلفزة في جميع أنحاء العالم من شأنه أن يعزز عزلة النظام السوري، بعدما بدا وكأنه أشرف على الخروج منها.
ومن هنا – على حسب اعتقادنا- جاء التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله – إن وقع فعلاً – لرفع الضغط الإعلامي عن النظام في سوريا، لأن مصلحة إسرائيل وحزب الله لا تصب في جانب تغيير النظام هناك، فكما أسلفنا في حال تغيير النظام على غرار ليبيا ستعم الفوضى الأمنية، والتغيير على غرار( تونس، مصر) سيفرز وصول الإسلام السياسي مثل وصول حركة حماس للحكم في غزة، أما على غرار اليمن ستتمكن قيادات القاعدة من السيطرة على سوريا. لذلك ستسعى الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الاخيرة عن طريق إسرائيل للتصعيد الإعلامي ضد حزب الله واهمة العالم بأن الصواريخ الكيماوية الموجودة في سوريا تَم تهريبها إلى لبنان لتصبح في أيدي حزب الله، وأن إسرائيل تريد أن تدافع عن نفسها، وفي هذه الحالة يُرفع الضغط الإعلامي عن النظام السوري ويدفع الشعب السوري الثمن باهضاً من وراء لعبة السياسة.
• رفح في 10/06/2012


الكاتب والمحلل السياسي
أ.د. كمال محمد الشاعر


جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت