نجح السفير الإسرائيلي في القاهرة بترتيب موعد لقاء في واشنطن بين أعضاء برلمانيين مصريين عن حزب الإخوان المسلمين، وبين وفد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي، ولكن نشر الخبر في وسائل الإعلام أفسد اللقاء!
ذالك الخبر الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية؛ مدعاة شكٍ وريبةٍ، ولا يصدقه عاقلٌ حتى لو أكد السفير الإسرائيلي نفسه ترتيب اللقاء، وحتى لو أقسمت السفارة الأمريكية في تل أبيب أنه خبر صحيح، وذلك للأسباب المهمة التالية:
أولاً: إن كل عضو برلمان مصري يؤمن بالإسلام ديناً، هو على استعداد لأن يقطع يده اليمني من جذرها؛ لو صافحت يهودياً يغتصب أرض فلسطين، فكيف لو جلس وأكل وشرب وابتسم ونسق في وجه اليهودي الغاصب أثناء اللقاء؟
ثانياً: يعرف حزب الحرية والعدالة أن مثل هذا اللقاء لو تم، فمعناه إذابة الفواصل السياسية والفكرية بين مرشح الفلول أحمد شفيق، ومرشح الثورة محمد مرسي.
ثالثاً: تدعي الصحيفة أن الذي عمل على ترتيب اللقاء هو السفير الإسرائيلي في القاهرة، ولكن بمبادرة وتوجيه من وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيقدور ليبرمان" الشخص اليهودي المتطرق المتعجرف الذي يخجل أي عربي لا علاقة له بالوطن والوطنية أن يلتقي معه، فكيف بمن آمن بالله ورسوله، وصدق أن أرض فلسطين وقف لكل المسلمين؟.
رابعاً: أضحى القاصي والداني يعرف خطر اللقاء مع الإسرائيليين، وأن لقاء الإسرائيليين هو أسهل الطرق للانتحار السياسي، وعلى العكس من ذلك، يعرف الإسرائيليون إنهم نجحوا في صناعة أبطال عرب وقيادات فلسطينية، بعد أن اعتقلوهم لفترة من الزمن، بدعوى أنهم يعادون الكيان الصهيوني.
كلُّ عاقلٍ يتشكك بالخبر الذي بثته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وسارعت إلى نشره مئات المواقع والصحف العربية التي تقدس كلام اليهود، وتترصد لتشويه مصداقية مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي.
كلُّ عاقلٍ يكذب الخبر، وهو يعرف أن على أرض فلسطين المغتصبة والمحتلة لا يوجد بشر بلا شهوة، وبلا ميول، وبلا توجه سياسي، على أرض فلسطين لا حيادية في القضايا المصيرية، وكما انحاز اليهود جميعهم إلى مرشح الفلول أحمد شفيق، فإن الفلسطينيين بغالبتيهم قد مالوا بروحهم وعقلهم وقلبهم إلى جانب مرشح الثورة محمد مرسي.
قبل يومين، ألقيت محاضرة في ندوة عقدت في الجامعة الإسلامية، فرع الجنوب، وكانت بعنوان: الموضوعية في التحليل السياسي، وتأثير ذلك على الوعي المجتمعي. كان الحضور في معظمهم إعلاميون يمثلون الكتلة الإسلامية.
لقد زادت المدة الزمنية للمحاضرة عن ساعة ونصف، انصب الحديث فيها عن التحليل السياسي لمدة نصف ساعة فقط، بينما استغرق الحديث عن الثورة المصرية، وما ستسفر عنه الانتخابات، وانعكاس ذلك على القضية الفلسطينية، باقي زمن المحاضرة، وذلك بناءً على رغبة الحضور، الذين أظهروا اهتماماً بالشأن المصري يفوق الاهتمام بقضايا العالم قاطبة، لقد سكنت مصر وأحداثها في قلوب الفلسطينيين، وشغلت بالهم، وهزت وجدانهم، وذابت كل قضاياهم الشخصية في قضية مصر الأم التي تتغذي من ثديها كل قضايا العرب المركزية.
فكيف نصدق أن الإعلام الإسرائيلي بريء، ولا يشارك في المعركة الانتخابية لصالح مرشح تحالف الفلول مع إسرائيل مع أمريكا ضد مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي!؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت