القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
تعلق الشاب محمد أحمد جبارين المعروف ب "أبو الشريف" بالمسجد الأقصى المبارك منذ سنين طوال ،وقد سخر جل وقته في خدمة المسجد الأقصى المبارك ،فتجده دائما من الأوائل الذين يلبون نداء المسرى في أيام الشدة ،وتجده من السباقين في خدمة المصلين في الساحات ،ناهيك على أنه أحد أسس مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك. أضف إلى ذلك فإن أبو الشريف ومن خلال تجواله في البلدة القديمة بات معروفا لأهل القدس بنشاطه وأخلاقه ومساعدته للناس.
أبو الشريف وتسيير حافلات الأقصى..
أبو الشريف وهو أحد سكان أم الفحم في الأراضي المحتلة عام 1948يبلغ من العمر( 31 سنة) ،معروف بنشاطه الدعوي إضافة إلى نشاطه في تسيير الحافلات إلى المسجد الأقصى المبارك ،فمنذ انطلاق مؤسسة البيارق الراعية لحافلات شد الرحال إلى المسجد الأقصى أخذ أبو الشريف على عاتقه هذه المسؤولية وعمل عليها بحرص .كانت رحلة التعلق بالمسجد الأقصى المبارك منذ بداية الهداية كما يقول أبو الشريف ،حيث أنه كان مواظبا على درس الثلاثاء الذي كان يلقيه الشيخ رائد فتحي في المسجد الأقصى ،وكان دائما متشوقا لحضور الدرس وحدث عدة مرات أنه اضطر للسفر في سيارته لوحده لكي لا يخسر هذا الالتزام العظيم. ومن ثم أصبح أبو الشريف مندوبا لمؤسسة البيارق التي تيسر الحافلات وتوسع به النطاق حتى التحاقه بمشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك.
أبو الشريف وبداية مشروع مصاطب العلم..
يداوم أبو الشريف 5 أيام في الأسبوع ضمن مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك ،حيث أنه يسافر إلى المسجد الأقصى باكرا لكي يشرف على تسيير المشروع وكل ما يتعلق به. كانت بداية أبو الشريف مع المشروع منذ سنتين حيث اختارته المؤسسة كمركز عن الطلاب وإدارة شؤونهم ،فلم يتوانى أبو الشريف في رفض هذه المهمة المشرفة حيث أنه تولى المهمة وأبدع فيها.
يقول أبو الشريف إن "مشروع مصاطب العلم قيم وأنا مرتاح به والحمد لله ،كيف لا وهذا المشروع له من البركات ما له؟بدايتي مع المشروع كانت عندما رأيت أنني قادر على حمل المسؤولية فوهبت نفسي للمشروع ،والحمد لله أنني كنت منذ بداية تعلقي بالمسجد الأقصى أبادر بمبادرة شخصية وهي ،أنني عند وصولي للمسجد كنت أجلس على مصاطبه أقرأ القران وأصلي وكان السياح دائما ينظرون الى ويستغربون مني ،والحمد لله فإننا أصبحنا اليوم بالمئات ولنا وجودنا اللافت والقوي".
الابعاد المستمر..
الأبعاد وهو أحد وسائل الاحتلال الإسرائيلي في أبعاد الفلسطينيين عن المسجد الأقصى المبارك ،ويستخدمه يوميا وخاصة في الأيام التي تشهد اقتحامات كبيرة من قبل المستوطنين للمسجد.أبو الشريف كان له حصة الأسد من هذه الإبعادات ،فمنذ أن التحق بمشروع مصاطب العلم فقد أبعد عشرات المرات عن المسجد الأقصى ،ناهيك عن الاعتقالات والاعتداءات التي تعرض لها خلال شده للرحال إلى المسجد الأقصى.
وتتولى الشرطة الإسرائيلية التي تقف على أبواب الأقصى مهمة الأبعاد ،حيث يروي أبو الشريف قائلا إنه أكثر من مره تم ابعاده عن الأقصى بدون أي حجة وبدون أي استناد قانوني ،حيث أن الضابط كان يأتي ويصدر أمر الابعاد وهذا يخالف القانون.
يتحدث أبو الشريف عن آخر إبعاد حيث يقول "تم أبعادي عدة مرات ،وآخرها كان في 7/4 حيث تم الاتصال من شرطة أم الفحم ودعوني ،وعند ذهابي قاموا بتسليمي ورقة إبعاد من الحاكم العسكري لمدة شهر ،فأبعدت عن الأقصى لمدة شهر جسديا ،لكن وبحمد الله لن يبعدوني ،فكانت روحي دائما وجهتها المسجد الأقصى ،وتابعت أمور الأقصى يوميا ولن أنقطع عن أخباره ثانية.
ويقول أبو شريف "بعد انتهاء فترة الإبعاد في تاريخ 7/5 والذي صادف يوم ثلاثاء قمت بالدخول بحمد الله وألقيت درسا في قبة الصخرة لكن في تاريخ 12/5 وعند دخولي من باب الأقصى أوقفوني وقالوا لي إنني مبعد بأمر من الضابط المسؤول في المسجد الأقصى ،وقاموا بتوقيفي بحجة شرحهم لي عن الأبعاد وقاموا بتهديدي."
ويضيف " حاولت الدخول في اليوم التالي ولم أنجح وتم اعتقالي لمدة بسيطة لكن لم يجدوا أي دليل لكي يحيكوا لي تهمة بحمد الله.وأنا على هذه الحال منذ ذلك التاريخ حيث أحاول يوما من الدخول فانجح تارة وافشل تارة ولكن بالأسبوع الأخير تم التشديد من خلال بطاقة الهوية والتدقيق في الشخصيات ولم أستطع الدخول بتاتا وحسبي الله ونعم الوكيل".
وفي كلمة وجهها أبو الشريف قال "قد يستطيعون إبعاد أبو الشريف عن المسجد الأقصى المبارك ،ولكن سيأتي ألف أبو الشريف لكي يرابطوا في المسجد الأقصى ،نحن بحمد الله لن نيأس ولن نكل ولن نحيد وسنرابط في الأقصى ليلا ونهارا ،ومهما كلفنا الثمن لن نتراجع لحظة عن حب الأقصى وشد الرحال اليه.ونحن بتنا لا نخاف من عربدة الشرطة فكل قراراتهم باطلة ،وندعوا أهل القدس وبيت المقدس للحضور الى المسجد الأقصى للصلاة والرباط فيه ،فهو مركز البركة وهو كنز ثمين غفل عنه كثيرا من الناس ،ونحن بدورنا علينا أن نحفظ هذا الكنز لكي لا يسرقه منا المحتلين والظالمين.
الحركة الإسلامية تستنكر..
الحركة الإسلامية وعلى لسان الناطق باسمها زاهي نجيدات استنكرت عملية الأبعاد حيث قال "هذه صورة من الصور الكثيرة التي لا حصر لها لبشاعة الاحتلال وغطرسته ،ويبقى المنشود هو زوال هذا الاحتلال مرة والى الأبد" .
مركز ميزان لحقوق الإنسان "ما بني على باطل فهو باطل"
مركز ميزان لحقوق الإنسان الذي يأخذ دائما دورا في الدفاع عن الشباب المبعدين ،والذي دافع أكثر من مرة عن أبو الشريف ،وكان دائم التواصل مع القائمين على مشروع مصاطب العلم ،ولم يوفر جهدا إلا وأستغله في الذود والدفاع عن المصلين في المسجد الأقصى ،كان له كلمة في قضية أبعاد أبو الشريف.
ويقول حسان طباجة مدير الدائرة القانونية في مركز ميزان لحقوق الإنسان "للأسف الشديد فان سلطة الاحتلال الإسرائيلي لا تتقيد بأي قانون ولا مبدأ ولا حتى منطق في تعاملها مع الفلسطينيين وحقهم في الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك وهي بذلك تأكد على أن المسجد الأقصى يقبع تحت احتلال غاشم ،والأخ أبو الشريف هو أحد ضحايا هذا الاحتلال شأنه شأن الشعب الفلسطيني بكامله."
وتابع قائلا "من الناحية القانونية فأن قضية المسجد الأقصى تخضع للقانون الدولي الذي لا يقر بسلطة هذا الاحتلال على المسجد الأقصى وعليه فإنما ما بين على باطل فهو باطل وحتى ولو وجد هناك أي قرار موثق وهو الأمر الغير موجود وحتى مثل هذا القرار يقع تحت العنوان الأكبر وهو الممارسة الاحتلالية الغير مشروعة."