وحدتنا اساس قوتنا ومستقبلنا

بقلم: عزام الحملاوى


تأتي قوة الشعوب دائما من وحدة وتلاحم أبنائها لمواجهة الأخطار التي تحيط بأوطانهم, والتصدي لمختلف الأفكار المدمرة التي يمكن أن تخترق عقول الشباب لتستهدف امن واستقرار بلادهم, وتدمير بنيتها الاقتصادية, ونسيجها الاجتماعي, وإحداث البلبلة, وإشاعة الفوضى لخدمة هذه الدولة أو تلك0 ففي فلسطين, ورغم وقوعها تحت الاحتلال وانتشار الجيش ورجال المخابرات الاسرائيلى إلا أن أبناء هذا الوطن يعون هذا الدرس جيدا,ويعملون دائما على تحصين أنفسهم ووحدتهم, ويحرصوا على إلا يقعوا في براثن العدو, وأن يكونوا العين الساهرة على امن ومستقبل بلادهم وشعبهم بطرق مختلفة, أهمها وحدة هذا البلد أرضا وشعبا, ويتضح هذا من خلال المناسبات الوطنية, والقواسم المشتركة التي تهم وطنهم مثل مواجهة العدو الاسرائيلى متحدين عند بناء المستوطنات وجدار العزل العنصري, ومحاولة تهويد القدس, واقتحام الأقصى, وهدم المنازل, وقصف الطائرات, وترى وحدتهم أيضا في التكافل الاجتماعي الذي ضربوا به أروع الأمثلة, لذلك تجد دائما أن الوحدة عنوان رئيسي لهذا البلد وشعبه مهما حصل من تجاوزات وخلافات وانقسام, لأن مصلحة الوطن وأمنه وقضيته تظل الهدف الرئيسي لكافة أبناء هذا الشعب رغم خلافاته وهذا لايتم إلا بالوحدة الوطنية, لذلك يحرص الشعب باستمرار على وحدته مهما بلغت الأمور من حدتها وصعوبتها والأمثلة كثيرة منها: الانتفاضة المباركة, ومعركة الأسرى ,ويوم تسليم الجثامين, ليؤكد الشعب على وحدة فلسطين شعبا وأرضا, والحفاظ عليها لأنها رويت بدماء شهداء الثورة الفلسطينية, لذلك سيبقى يوم الأسرى وتسليم الجثامين حدثاً تاريخياً هاماً عشناه وسنظل نتذكره رغم الانقسام الموجود ، لأنه اثبت أن الشعب الفلسطيني شعب موحد لاغني له عن وحدته أساس قوته, وانه تحت مظلة دولة واحدة هي دولة فلسطين.

إن وحدة الشعب الفلسطيني في تلك الأيام رغم الانقسام المرير الذي يعيشه الوطن جاءت لتعبر عن حدث ثوري, وعن تطلعات وطموحات إرادة الشعب من أجل توحيد الجهود والإمكانيات الوطنية لإثبات عزة وكرامة الوطن والمواطن، ورغبته في العيش في ظل الوحدة الوطنية وما ستجلب له من أمن واستقرار وقوة وتعزيزا لصموده, يستطيع من خلالها إعادة ترتيب أوراقه من جديد, ومواجهة كل من يسعى لإثارة الفتن والفوضى ونشر الدمار والفرقة بين أبناء الشعب الواحد, ومواجهة العدو الاسرائيلى بصلابة وقوة 0إن عشق الشعب الفلسطيني للوحدة الوطنية هو انجاز صنعه رجال على مدار ثورات الشعب الفلسطيني, وغرسوا أهميتها في وجدانه وعقوله, حيث قام بدوره في نقلها وتعليمها للأجيال المتعاقبة لهذا الشعب, إنهم رجال أحبوا وطنهم وشعبهم فأحبهم الشعب والوطن فكرموهم, وسجلوا أسمائهم في انصع صفحات التاريخ لتحكى بطولاتهم عبر صفحاته للأجيال المتعاقبة, ليتعلموا منهم الدروس المستفادة في أهمية الوحدة والتي هي أساس قوتنا في مواجهة العدو الاسرائيلى, والزمر الانفصالية صاحبة المشاكل ومشاريع الانقسام في مجتمعنا, والتي تكون دائما ضد مصلحة الشعب وقضاياه الوطنية.

إننا ونحن اليوم على أبواب إنهاء الانقسام واستعادة وحدتنا, يجب التمسك بانجاز الوحدة الوطنية كخيار استراتيجي وحيد لنبنى عليها مايخدم القضية الفلسطينية وشعبها, ويجب أن نكون حذرين من إنهاء الانقسام على أساس المحاصصة, أو كعكة يجب أن توزع ومن سيستأثر بنصيب الأسد, لان هذا سيؤدى إلى الفشل وعدم الوحدة, لذلك يجب إشراك كل أطياف الشعب الفلسطيني على أساس شركاء في الوطن ليتجهوا جميعا متحدين وأقوياء لبناء فلسطين المستقبل, ومواجهة كافة المصاعب والمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها, ويجب اعتبار المصالحة هدف من أهداف الثورة الفلسطينية تعمل على توحيد أبناء الشعب الفلسطيني كي يستطيع دحر الاحتلال, وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, فبوحدتنا تزداد قوتنا, وبمنجزات الوحدة وأهدافها السامية نستطيع الوقوف صفاً واحداً خلف منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ,ونستطيع الصمود وتحدى العدو الصهيوني وخططه وأفكاره الهدامة المعادية لشعبنا ووحدته وأمنه واستقرار وطنه, والتي هي جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة, وحتى نستطيع أيضا التوجه للانتخابات في ظل وجود شعب موحد قوى بوحدته, سيختار قيادة سياسية جديدة بمحض إرادته وبشكل ديمقراطي ونزيه, ومن منطلق الواجب الوطني والمصلحة العليا للشعب الفلسطينى0 إن الوحدة وحدتنا, ووحدتنا وهي قوتنا ومستقبلنا,لذلك يجب علينا أن ندرك أهمية هذا الحدث التاريخي, والعمل على حمايته وتطويره واستمراره بالشكل المطلوب لتجاوز أخطاء الماضي,وصناعة المستقبل, والكف عن التصريحات التي تعيق المصالحة التي صدرت قبل يومين والوقوف ضد كل من يحاول تمزيق الوطن وتحدى إرادة الشعب الفلسطيني, ويجب على الجميع الإدراك بان إرادة الشعب الفلسطيني هي صانعة هذا الحدث التاريخي الذي يهب دائما مدافعا عن الوطن ومنجزاته0

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت