صور.."أيدي عاملة.. طفولة ضائعة"..معرض فني في خان يونس

خان يونس – وكالة قدس نت للأنباء
"سنظل نرسم ونصور حجم المعاناة التي يعانيها أطفال غزة وخاصة الأطفال الذين تركوا ألعابهم وكتبهم والتحقوا بسوق العمل في جمع الحصمة والأنفاق وغيرها من الأعمال الخطرة والتي أدت لوفاة العشرات منهم ،حتى يسمعنا العالم بمنظماته وشعوبه ،وينتصر لنا ،و سنحلم بحياة كريمة حتى يتحقق الحلم ويزول الحصار"، كلمات صدحت بها صوت الطفلة الفنانة تسنيم الفرا في كلمتها الافتتاحية للمعرض الفني (أيدي عاملة طفولة ضائعة)، الذي نظمه، اليوم الأحد، نادي الشروق والأمل ومركز نوار التربوي التابعان لجمعية الثقافة والفكر الحر، في مقر نادي الشروق والأمل غرب محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.

المعرض الفني الذي ضم (70) صورة فوتوغرافية ولوحة فنية التقطتها عيون حالمة وأبدعتها أنامل صغيرة ،جمعت النقيضين معا في حياة أطفال القطاع، المعاناة والتي جسدتها بعض الصور والرسومات من خلال تسليط الضوء على حياة الأطفال العاملين بالأنفاق وجمع الحصمة وغيرها من الأعمال الخطرة، وبينت مدى الشقاء المرسوم بدقة على وجوههم ،والفرح والذي أوضحته بعض الرسومات لأطفال يلهون ويلعبون ويمارسون حياتهم الطبيعية .

الطفلة إسراء المصري قالت إن "تجسيد حالتي الفرح والمعاناة في الصور والرسومات لتوضيح مدى الشقاء الذي يعانوه الأطفال العاملين، ولنبين أن مكانهم الطبيعي المدارس وأن لهم حق باللعب والترفيه والحياة الكريمة".

وأكدت الطفلة المصري أن الحصار المفروض منذ ما يزيد عن خمس سنوات هو السبب الأساسي بترك العشرات من الأطفال لمدارسهم والالتحاق بسوق العمل لتأمين لقمة العيش لأسرهم ،متسائلة لماذا لا يتحرك العالم لإنفاذ أطفال غزة وخاصة أن العشرات منهم فقدوا حياتهم بالأنفاق ؟
فيما طالبت الطفلة حنين الشنا(12عاما) المنظمات الدولية والعربية والمحلية المعنية بالأطفال بضرورة التحرك من اجل إنقاذ أطفال القطاع من الموت المحدق بهم ،مشيرة إلى أن عمالة الأطفال هي انتهاك لكافة حقوقهم الطبيعية واستغلال لبراءتهم اقتصاديا ونفسيا وجسديا .

و ومن جانبه أوضح خليل فارس مدير نادي الشروق والأمل أن المعرض جاء ضمن مشروع "حماية الأطفال وقت الصراع " الممول من الإتحاد الأوروبي من خلال مؤسسة "كريستين إيد"، ويهدف لتعريف الأطفال بحقوقهم من خلال برامج تمكنهم من التعبير عن ذاتهم ، وتعريفهم بآليات الضغط والمناصرة وكيفية استثمارها في قضاياهم وإدارة أنشطتهم والدفاع عن حقوقهم بأنفسهم.

وأشار فارس إلى أن الأطفال قاموا بعدة جولات ميدانية في أماكن مختلفة شاهدوا بأنفسهم الانتهاكات التي تشكل خطرا على الأطفال،ترجموها بلوحات فنية وصور فوتوغرافية.

وأكد مدير نادي الشروق والأمل أن الأطفال يسعون من خلال حملتهم المستمرة والتي تتخذ أشكالا مختلفة (معارض فنية – حلقات إذاعية – كتيبات – مؤتمرات صحفية – لقاءات مع مسئولين وحقوقيين ) إلى تشكيل جماعات ضاغطة من الأهالي والوزارات والمؤسسات وحقوق الإنسان وكل المعنيين من أجل وقف عمالة الأطفال وإيجاد الحلول لهؤلاء الأطفال".

فيما دعت مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر إلى تكثيف حملات الضغط والمناصرة المساندة لحقوق الأطفال في الدراسة واللعب والتفكير والإبداع،والعمل بكل الوسائل من اجل التخفيف من معاناتهم اليومية.

وأكدت زقوت على أن أطفال مؤسسة الثقافة والفكر الحر سيستمرون بالعمل على كافة الأصعدة حتى تنتهي ظاهرة استغلال الأطفال ، مشيرة إلى أن الأطفال مكانهم المدرسة وساحات اللعب وليس الأنفاق والأسواق ،وأن المستقبل لهم ولن تكون خلال الفترة القادمة طفولة ضائعة بل أيادي ناعمة.

الأطفال الذين ينتمون لمركزي الشروق والأمل ونوار التربوي التابعان لجمعية الثقافة والفكر الحر، يقودون منذ ثلاثة أعوام تقريبا حملة ضغط ومناصرة منظمة ضمن،"مشروع حماية الأطفال وقت الصراع"، الممول من الاتحاد الأوروبي، ، تضمنت حلقات إذاعية، وزيارات ميدانية لمراكز حقوق الإنسان وللمسئولين ،وأنتجوا كتيبا رصدوا خلاله بالصورة كل الانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال العاملين.

ويذكر أن الأطفال القائمين على الحملة سيشاركون بمعرضهم وأعمالهم التي أنجزوها خلال السنوات الثلاث الماضية في ملتقى ثقافي في لبنان لمدة أسبوع هذا الشهر.