غزة – وكالة قدس نت للأنباء
دعا سياسيون ومثقفون وكتاب فلسطينيون وشخصيات وطنية ودينية، إلى ضرورة الإسراع بتطبيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء ملف الانقسام، جاء ذلك خلال مشاركتهم بلقاء مفتوح نظمه مركز " أدم لحوار الحضارات" بمقره بغزة تحت عنوان ( تعزيز ثقافة المصالحة الوطنية).
وقال عماد الفالوجي رئيس مركز أدم لحوار الحضارات خلال كلمته الافتتاحية للقاء إن "مركزه يعقد هذا اللقاء بتزامن مع مرور ذكرى الإسراء والمعراج، في ظل غياب فلسطيني وعربي ودولي كامل لعقد فعاليات تضامنية مع المسجد الأقصى"، موضحاً بأن لقائهم يأتي أيضا في ذكرى مرور خمسة سنوات على ملف الانقسام الفلسطيني.
وبين الفالوجي أن وسائل الإعلام تتناقل أخباراً يمكن وصفها بالايجابية لا سيما وأن طرفي الانقسام (فتح وحماس) ينون تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني،المشكلة من شخصيات مستقلة، على عاتقها متابعة هموم الناس وإنهاء معاناتهم سواء بالضفة العربية أو في قطاع غزة.
ولكنه أشار إلى أن التصريحات الصحفية والتراشقات الإعلامية التي يتبادلها الطرفين والتي أعادت الساحة الفلسطينية إلى الكثير من القلق، متسائلا إذا كانت هذه التصريحات نابعة من مشكلة شخصية لدى أطراف منتفعين من استمرار الانقسام؟، أم نابعة من غياب ثقافة الوعي بالمصلحة الفلسطينية أو أن الانقسام أصبح ثقافة؟ لا يمكن التخلي عنها أو أن طرفي الانقسام يعتبرون أن تحقيق المصالحة يعني انهزام طرف أمام طرف آخر؟ أم هي ثقافة لا تؤمن بالتعدد والواقع؟.
ولا يعتقد الفالوجي أن المشكلة سياسية إنما ثقافة لا بد من علاجها، قائلاً " ليس صاحب المرض هو الذي يتصدر علاج هذه الحالة لأنه لا يمكن الجمع بين مسبب المرض والعلاج والطرف الخارجي الذي يجب أن يقدم العلاج ليس من طرفي الانقسام" في إشارة منهم إلى دور المثقفين في إنهاء ملف الانقسام .
من جانبه رأى فخر أبو عواد الأستاذ الجامعي بأنه من الضروري معالجة مشكلة الثقافة وتعزيز ثقافة المصالحة، وذلك بأن نضع أيدينا على المشكلة والأسباب الأساسية التي أدت إلى وقوع الانقسام، لنتمكن من معالجة الموضوع من ناحية ثقافية، مبيناً أن المثقفين أنفسهم ليسوا متفقين على فكر واحد.
ويوضح أن الأساس في معالجة المشكلة يجب أن يكون نابع من درجة وطنية بصفة أولى، معرجاً على قضية عدد المستقلين والأحزاب الفلسطينية التي حاولت معالجة قضية الانقسام، ولكن بدون فائدة، معلل ذلك لعدم تصدر القضية بالدرجة الأولى من الناحية الوطنية.
ويلفت أبو عواد إلى أن معالجة القضية الثقافية يمكن أن تبدأ من مرحلة أولى في التعليم، وفقاً لخطة إستراتيجية تعد من قبل مختصين يغلبون المصلحة الوطنية الفلسطينية، على مصلحته الذاتية، مبيناً أن هذه الخطة تحتاج إلى فترة من الوقت ليست بالقليلة.
وبدوره دعا الكاتب توفيق أبو شومر المثقفين الفلسطينيين إلى أن لا يكونوا أتباعاً للسياسيين في السلك السياسي الفلسطيني، وأن يمارس المثقف دوره البارز في توعية المجتمع بضرورة تعزيز ثقافة الحوار الفلسطيني الوطني من أجل النهوض بالقضية الفلسطينية، مبيناً أن حق المثقف سلب منه وأنه نفسه أصبح منقسما ما بين اتحاد للكتاب في الضفة وآخر في غزة.