خان يونس – وكالة قدس نت للأنباء
طالب عدد من المتحدثون بضرورة العمل على إنشاء مكب للنفايات الصلبة لخدمة بلديات المنطقة الجنوبية من القطاع لتفادي الأزمة الصحية والبيئية المتفاقمة يومياً نتيجة لعدم قدرة المكب الوحيد في دير البلح بإستيعاب كميات جديدة وإنتهاء زمنه الإفتراضي.
وشدد المتحدثون على أن قطاع غزة يشهد كثافة سكانية عالية تجاوزت مليون ونصف نسمة تقريباً في الوقت الذي يوجد فيه ثلاثة مكبات للنفايات الصلبة جميعها بحاجة إلى إعادة تأهيل بالكامل للحفاظ على البيئة والصحة وتفادي الأخطار المحدقة.
وكان مجلس النفايات الصلبة والذي يضم محافظات الوسطى وخان يونس ورفح ويشمل (17) بلدية وبالتعاون مع دائرة العلاقات العامة في بلدية خان يونس قد نظموا اليوم في قاعة الأخيرة ورشة عمل بعنوان (مشروع غزة لإدارة النفايات الصلبة في محافظات جنوب غزة) بحضور رؤساء البلديات المنضويين تحت لواء المجلس والنخب المثقفة وعموم الأهالي والقاطنين في بلدة الفخاري التي يشملها إنشاء المشروع الجديد المنوي تنفيذه في غضون الفترة المقبلة.
وأوضح رئيس بلدية خان يونس ورئيس مجلس إدارة النفايات الصلبة محمد الفرا أن كلفة المشروع الإجمالية تبلغ (32) مليون دولار تقريباً بتمويل من البنك الدولي بدعم الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الدولي وجهات مانحة أخرى عبر صندوق تطوير وإقراض البلديات، مبيناً أن المشروع سيخدم 50% من سكان القطاع بما يقارب من (750) ألف نسمة.
وأشار الفرا إلى أن مكبات النفايات الصلبة قد إنتهى فعلياً عمرها الإفتراضي ناهيك عن وجود المكبات العشوائية التي تشكل خطراً على صحة الإنسان والمياه الجوفية والبيئة الفلسطينية، مؤكداً أن تنفيذ المشروع سيعمل على حماية الإنسان الفلسطيني.
وأوضح بأن المشروع سينفذ على مرحلتين المدى القصير والطويل وفي النهاية سيحل مشكلة (17) مدينة من خلال إيجاد مكان للتخلص من النفايات وكذلك عملية التدوير والإستفادة منها فضلاً عن إزاحة كابوس الخطر البيئي الذي يهدد أبنائنا والأجيال القادمة.
وحول إستملاك الأراضي التي تدخل في نطاق المشروع أكد الفرا بأن المجلس وبالتعاون مع اللجنة المشكلة من قبل الحكومة الفلسطينية ستلجأ إلى الطرق القانونية السليمة من أجل دفع ثمن الأراضي لضمان العدالة والشفافية في التعامل مع الملاك وقضايا التعويضات، لافتاُ إلى أن سكان الفخاري سيشعرون بقيمة المشروع على صعيد المرافق العامة والبنية التحتية وتحقيق مصلحة السكان.
ومن جانبه أشار علي برهوم مدير عام بلدية رفح إلى وجود ثلاثة مكبات في قطاع غزة المتمثلين في جحر الديك ودير البلح والفخاري، مبيناً أهم المشاكل التي تعترض قطاع النفايات المتمثلة في حرقها وتوليد المشاكل البيئية الصعبة نتيجة للعصارة والإفرازات الضارة بالبيئة، عدا عن الإغلاق الذي أدى إلى تدهور عمل قطاع النفايات وعدم توفر الآليات اللازمة للتشغيل والترحيل.
وبين برهوم أن ما يزيد عن 1665 ألف طن يومياً ما ينتجه القطاع من النفايات، عداً عن وجود (18) مكب عشوائي غير منظمة على مساحة القطاع والتي تشكل خطراً محدقاً بحياة السكان.
وأشار إلى وجود عدة خطط لإعادة تأهيل المكبات الرئيسية الثلاثة من خلال التوسعة لإستيعاب المزيد من المخلفات لفترة زمنية محدودة إلى حين إجراء اللازم نحو إنشاء مكبات بديلة موازية لها تكون بمواصفات صحية عالية، لافتاً إلى أنه سيتم إلى جانب ذلك إنشاء ثلاثة ستة محطات لترحيل النفايات في شمال القطاع وجنوبه.
وأشاد الحضور بالجهود المبذولة من قبل مجلس النفايات المشترك وبلديات جنوب غزة في الحفاظ على البيئة وسلامة المواطنين معربين عن أملهم بسرعة إنجاز المشروع حتى ينعم الجميع بالحياة السليمة، مقدمين شكرهم لكافة المؤسسات الداعمة التي تساند مشاريع القطاع التنموية.