(هنيئاً يا مصر) ...وحمداً لله على سلامتكم يا مصريين

بقلم: منذر ارشيد

بسم الله الرحمن الرحيم
من يقول أن ما يجري في مصر هو شأن مصري فقط .. إما أنه يكابر أو لا يفهم شيء

إنا شخصياً أعشق مصر وأهل مصر كما أعشق فلسطين , ولأسباب كثيرة يعرفها كل من يحب مصر ...وما أكثرهم
وحتى لا أسهب في الأسباب فأنا أرى في مصر وشعبها العظيم عنوان الحضارة والعمل
والأنتصار ( والجد إذا جد َ الجد )
كانت قلوبنا معلقة بين السماء والأرض ونحن ننتظر النطق بنتيجة الانتخابات المصرية
بينما لم يكن سوى مرشحين اثنين "أحلاهما مرُ " حسب رأي غالبية الشعب المصري
إثنين فقط لا ثالث لهما حتى لا يكون للخيار طعم ومعنى يعطي الشعب المصري بهجة الفوز
فكان حسب رأي الغالبية عليك أن تختار بين البؤس أو الشقاء لأن ليس لك خيار آخر
فشفيق مرشح مشرشح بماضيه مع مستنقع الحكم البائد وآخر رئيس وزراء في عهد المخلوع
ومرسي مرشح الجماعة التي قال عنهم العلم الوطني المصري (حمدي قنديل) أن لا عهد لهم
وقال أنه لا يثق بهم ولن يصوت لهم ولا لشفيق ,ولكنه قبل ثلاثة أيام من إعلان النتائج فاجأ الجميع بلقائه مع مرسي ومعه مجموعة من القوى الوطنية منهم من شباب 6 ابريل
وعندما سؤل السيد حمدي قنديل عن هذا التناقض الغريب " قال التالي ...
لم أغير رأيي فيهم ولكن سارعت للقاء مرسي من أجل مصر التي هي أكبر مني ومن الإخوان
ولا يهمني ما يقال عني لأن الأهم أن ( ننقذ مصر)
هنا ...علينا أن ننتبه جيداً لمثل هذا الحدث وهذا التصريح لرجل مشهود له بالشجاعة والنزاهة والطهارة الوطنية
وعندما نهنيء أهلنا في مصر ونقول الحمد لله على السلامة
فوالله لأنها السلامة أولا ً وقبل أي شيء , ولست مهنئاً بفوز مرسي رغم أني كنت كارهاً فوز شفيق وكم كنت متخوفاً من ذلك ليس لأن شفيق سيء أو لأنه يعبر عن الماضي الأسود فقط
لا بل لسبب طاريء نتج عن( مستجدات خطيرة جداً )
عندما قلنا في مقال سابق بان الحل هو إعادة الإنتخابات ما قلنا هذا عبثاً, لأن ما جرى ويجري حتى الان ما زال عبثاً , لأن الوضع في مصر لم ينتهي بعد , ولكن ربما نستطيع القول أن النار التي كانت تتأجج تم إخمادها , وبلحظة إعلان فوز مرسي خرجت مصر من مأزق خطير كان يعد له بعد إعلان النتائج , ولكن النتائج أُعلنت ومرت الأمور على خير
وسواءً تمت صفقة كما قبل بين المجلس العسكري والاخوان المسلمين أو مجرد إشاعات فإني أقول إن ما جرى كان بتدبير قادر مقتدر والله فوق كل الجميع
تم نزع الفتيل الذي كان متأججاً وتم استبعاد شفيق مرشح العسكر والرجل القوي الذي كان مسنوداً بقوى داخلية وخارجية في عملية مزاحمة رهيبة على أخذ البلد لإتجاه مرسوم له
ولكن المزاحمة وصلت إلى طريق مسدود وعاش الناس أسبوعا ً عظيماً من القلق والإنتظار والصبر أمام وضع غريب رهيب إستثنائي وكأنها لعبة بوكر وانتظار لمعرفة ما تخبيء الورقة التي سيفتحها رئيس لجنة الإنتخابات
لا نريد أن نعلق على الوضع الرهيب الذي وضعت القاهرة به من خلال الأمن والجيش الذي إنتشر على الأرض قبل إعلان النتائج مما كان يوحي لأي مراقب أن شفيق هو الفائز وما سيترتب عليه ذلك من إضرابات خطرة
ولست بصدد الدخول في التفسيرات والتحليلات وما تسرب عن تدخل أمريكا في اللحظات الأخيرة
ولكن أستطيع القول أنه كان هناك نوايا لإنجاح شفيق سواءً من خلال الطعون التي قدمت حول التزوير أو غيرها من الطعون ولكن على ما يبدو أن لجنة الإنتخابات تجاهلت هذه القضايا من خلال التفسير الذي فسرته بشكل غير مقنع على الأقل
ربما من أجل إستقرار مصر أو تجاوباً مع الضغوط التي مورست عليها أيضاً من أجل مصر
أي كان من أسباب أو ما جرى خلف الكواليس السرية..!

فأعتقد جازماً أن ما جرى كان جراء حكمة الحكماء وذكاء الأذكياء سواءً في المجلس العسكري أو لجنة الإنتخابات وجميعهم وضع مصلحة مصر وشعب مصر واستقرار مصر أولوية ,
لأن عكس ذلك كان سيودي بمصر إلى المجهول
المهم الان وقد خرجت مصر من عنق الزجاجة وانتهى الإحتقان الرهيب
فأمام مصر تحديات كبيرة وبشكل خاص الرئيس محمد مرسي الذي يجب أن يدرك أنه دخل في إمتحان صعب وأن الميدان مفتوح لكل الإحتمالات ما دام لم يقر الدستور الذي ينظم الأمور بشكل قانوني , ولهذا عليه أن يكون حذراً أمام المفاجئات التي من الممكن أن تحدث ..!
وعليه أن لا يفرح كثيراً لأنه لم يأتي بتأييد كل المصريين وعليه أن يكون حاضراً وقلقاً وحذراً من حقل الألغام الذي سيسير من خلاله ولا ينسى بأن دخول الحمام ليس كخروجه ,
يحق له أن يفرح بهذا الفوز وأنه أصبح رئيساً لأكبر دولة عربية , وله أن يفرح وهو يرى ميدان التحرير يمتليء بالمؤيدين الفرحين , ولكن عليه من الان أن يؤسس لكيفيه خروجه سالماً وكيف سيمضي سنوات حكمه كرئيس لجميع المصريين ,وليس لحزب أو تنظيم أو جماعة

فأمامه شواهد منها ما زالت حاضرة , فجميع رؤساء مصر السابقين جاؤوا بفرحة وزفة وخرجوا بجنازة وزفة , فمنهم من من خرج مسموماً وآخر منحوراً مقبوراً, ما عدا آخرهم ,
فقد خرج بزفة إلى السجن مخفوراً
نتمنى له أن يبقى للرأس مرفوعاً
هنيئا لمصر وشعب مصر مع تمنياتنا لهم بالاستقرار والرخاء

حمى الله مصر

ملاحظة : سيقول البعض لم يذكرقضية فلسطين في خطابه , نقول ..
شبعنا كلاما عن فلسطين
فمبارك كانت فلسطين عنوان كل خطاباته ..!؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت