متى سيهرب شفيق الفلسطيني؟

بقلم: فايز أبو شمالة


حسبنا الله ونعم الوكيل، خربتم البلد، والآن تهربون" هكذا صرخ بسطاء المصريين في وجه الفريق شفيق، وهو يهرب سراً من مطار القاهرة مصطحباً بناته، وكان شفيق هذا يحلم أن يكون رئيساً لمصر، ليواصل ذبحها بسكين نظام حسني مبارك، ولما فشلت خطته التآمرية مع أطراف دولية ومحلية، هرب الفريق شفيق مع ماله وعياله.

كان هروب شفيق نتيجة حتمية لانتصار الثورة، ولكن الصدأ الذي تركه شفيق وزبانيته على مفاصل الحياة في مصر يحتاج إلى سنوات من عرق المصريين كي يتطهر، هروب شفيق يقول لبعض الفلسطينيين الذي التفوا من حوله قبل أسبوع واحد، وهتفوا باسمه، وسجدوا بين يديه، واعتبروه خيار مصر والعرب النقي من شوائب التطرف الديني، هروب شفيق يقول: ستدور الدوائر، وسيلتف حبل المشنقة على رقبة كل خائن للأمانة.

هؤلاء الفلسطينيون الذين تمنوا شفيق رئيساً لمصر هم أنفسهم الذين يصفقون ليل نهار للسيد محمود عباس، ويترققون لزملائه الذين تطبق أكفهم على عنق القضية الفلسطينية، فماذا سيقولون اليوم، كيف يبررون دعمهم لشفيق الهارب من مصر، ما شعورهم، وأين عقولهم، وما لون حبات العرق على جبينهم، وهو يسمعون فرح المصريين يتجاوز حدود مصر، وتطرق بوابات فلسطين.

هرب شفيق بعد أن دمر مصر، فمتى سيهرب زملاء شفيق في فلسطين، وأنصار خطه التفاوضي مع إسرائيل، متى تقول امرأة فلسطينية في مخيم جباليا في غزة، أو مخيم الدهيشة في الضفة الغربية، أو مخيم عين الحلوة في لبنان، أو مخيم الوحدات في الأردن، متى يقول الفلسطينيون: حسبنا الله ونعم الوكيل، خربتم البلد ثم هربتم! بل خربتم القضية السياسية للشعب الفلسطيني، ومن ثم هربتم ببعض المال!

الفريق شفيق مشروع رئيس في كل بلاد العرب، والفريق شفيق هو كل فلسطيني لما يزل يمارس السلطة بدعم من الإسرائيليين، ولما يزل يسالم اليهود، فيحرصون على سلامته، وهم يتمنون لقاءه فوراً على طاولة المفاوضات، ليسجل اسمه على تمائم الصلاة.
فمتى سيهرب شفيق الفلسطيني؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت