المنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة ــ مهمات وتحديات

بقلم: جادالله صفا

لا يوجد جدل حول اهمية انعقاد المنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة هذا العام، بفتره تتصاعد بها الاعتداءات الصهيونية على شعبنا الفلسطيني وعلى كل المستويات، من مصاردة الاراضي وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية ورفع وتيرة الاستيطان بدون تمييز، والسماح للمستوطنين وقطعانهم ليواصلوا ارتكاب جرائمهم اليومية بحق البشر والشجر، واستمرار الانتهاكات الصهيونية والاعتداءات على الاسرى والمعتقلين وتشديد الاجراءات القمعية بحقهم وحرمانهم من حقوقهم الانسانية، استمرار حصار غزة وفرض عقوبات جماعية على القطاع لم يمارسها الا النازييون، الاستمرار ببناء الجدار ليشمل بنائه منطقة الاغوار خلال الفترة القادمة، والاستمرار بتهويد القدس وتغيير معالمها التاريخية، اضافة الى تنكر الكيان الصهيوني للحقوق التاريخية والوطنية للشعب الفلسطيني وعلى راسها حق العودة الى دياره وارضه التي شرد منها عام 1948.

الكيان الصهيوني لا يمكن ان يصعد من اجراءاته هذه، بدون ضمانات دول حليفة تسانده بكل اجراءاته وممارساته ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، لتوفر له حماية وضمانة دولية وتعمل على تسليحة ليكون قوة قمعية متفوقة بالمنطقة والعالم، دولا كالولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا والمانيا وغيرها من الدول التي تصب بهذا الفلك المعادي للحقوق الفلسطينية وتطلعات شعوب العالم من اجل عالم تسوده الحرية والاستقرار والسلام، الشعب الفلسطيني يدفع ثمن سياسة كولونيالية غربية ساهمت ولعبت دورا رئيسيا باقامة الكيان الصهيوني وتشريد الشعب الفلسطيني، واعتباره معسكرا متحالفا ضد ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية والشرعية والوطنية، فالصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني يتطلب دعما عربيا ودوليا يعتمد بالاساس على حشد القوى التي ترى بالكيان الصهيوني والصهيونية والامبريالية والرجعية بشكل عام عدوا لها، فكما تعتبر العديد من القوى اليسارية البرازيلية بان اسرائيل والحركة الصهيونية تشكل خطرا حقيقيا وتهديدا للاستقرار الدولي والسلام العالمي، فان الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والسياسية وقيادته عليها ان تأخذ بعين الاعتبار هذه الرؤية، لتقوية وتعزيز حملة التضامن العالمية ليتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الغير قابلة للتصرف.

الموقف المعادي من الكيان الصهيوني والامبريالية بقارة امريكا اللاتينية والذي تتبناه العديد من الحكومات والحركات اليسارية والتقدمية بدول القارة، يعتبر عامل مساند وداعم للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني، وهذا يفرض على الفلسطينين وقواهم التقدمية والديمقراطية والثورية اخذه بعين الاعتبار لهذا الموقف لتطويره والاستفاده منه بالصراع الفلسطيني الصهيوني، ولا يجوز لنا كفلسطينين ان نتبنى مواقف تعارض والتوجه الذي تتبناه هذه القوى، وانما رفع درجة التنسيق معها من اجل عزل الكيان الصهيوني والبحث عن وسائل وطرح مبادرات تؤدي بالمحصلة الى مزيد من العزلة لهذا الكيان وفضح ممارساته وسياساته العدوانية اتجاه الشعب الفلسطيني والعربي وشعوب القارة الامريكية.

المشاركون بالمنتدى الاجتماعي العالمي هم القوى التي تصطف وتقف الى جانب الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف، وهذه القوى ليست محصورة بقارة امريكا اللاتينية او المنطقة العربية، وانما تشمل العالم اجمع، ولهذا السبب تم التأكيد على عالمية المنتدى والاصرار على هذا الاسم لضمان المشاركة الدولية، ولضمان النضال الاممي والتضامن الاممي مع نضال الشعب الفلسطيني، ولتصب قرارات المنتدى من رفع وتيرة النضال الاممي خلال السنوات القادمة باتجاه الضعط على الكيان الصهيوني للتسليم بالحقوق الفلسطينية، ومحاصرة نشاطاته ودوره العدواني سواء بقارة امريكا اللاتينية ام بالعالم اجمع، وتأخذ هذه القوى على عاتقها توفير كل اشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني بنضاله العادل على المستوى العالمي، والذي لا يسمح لنا او من العار علينا ان يكون لنا دورا مخالفا لاهداف ومباديء الحملة الدولية هذه بأن يخرج البعض يطالب بليونة المواقف والمطالبة بانضمام مؤسسات توفر وتعطي تبريرات للتغطية على جرائم العدو بان تكون ضمن مواقع اتخاذ القرار بالمنتدى، فلا يجوز ان اكون شيوعيا ارفع راية العداء للامبريالية واصر على مشاركة كارتر بالمنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة ها نحن كفلسكينيون ندفع ثمن ال 23 مرة تصفيق لكارتر بغزة، فاي شيوعية هذه؟ واي نضال اممي هذا؟ والى اي سلام يريدون ان يصلوا بنا؟ فكيف يضعون السلام بمقدمة الحقوق الفلسطينية؟ وكيف سنصل الى السلام دون اي يحصل شعبنا على حقوقه الكاملة الغير قابلة للتصرف؟

هذا لم ياتي من فراغ، وانما ياتي امتداد لسياسة السلطة الفلسطينية والفصائل التي توفر لها الغطاء السياسي، تحت مبرارات الليونة السياسية، والتي تعكس بالمحصلة النهائية سلبيات على مجمل حملة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني، فلا يجوز ان نطالب او ان تكون سياستنا وعلاقاتنا الدولية باتجاه تليين المواقف الدولية امام التعنت الاسرائيلي للحقوق الفلسطينية، لاثبات حسن نوايا الطرف الفلسطيني، فنحن اليوم احوج الى تصليب وتعزيز النشاط الدولي المناصر للحق الفلسطيني من اجل تعزيز النضال الاممي الذي يساهم بالحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني للتسليم بالحقوق الفلسطينية.

مطلوب من قوى اليسار الفلسطيني اساسا حسم مواقفها كاملة من علاقاتها وتعاطيها مع السلطة الفلسطينية، فازدواجية المواقف لدى اغلبية قوى اليسار الفلسطيني والتي تتحمل اساسا عبء الاحتلال الصهيوني ان تغير من اسلوبها ونهجها وادائها، وان تتملص من السلطة وكل تبعياتها وان تعيد النظر بعلاقاتها الداخلية الفلسطينية وعلاقاتها الدولية وبالاساس مع كافة القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية المناصرة للحق الفلسطيني، وان لا توفر هذه القوى اي تغطية لكل من له علاقة بسلطة تشكل اداة احتلال تتلقى اوامرها من الكيان الصهيوني ليستمر باحتلاله، وان اعادة تنظيم الجاليات وتفعيل مؤسساتها هي مهمة اولية تقع على عاتق قوى اليسار الفلسطيني، التي تلتقي بفكرها وايديولوجيتها مع القوى اليسارية بالقارة اللاتينية التي تصطدم مع الامبريالية والصهيونية وكيانها اسرائيل، وان ترفع قوى اليسار من جاهزيتها لمشاركة مميزة بالمنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة، لانها ستكون فرصة من اجل بناء جبهة عالمية قوية ومتينة من اجل نصرة الشعب الفلسطيني بنضاله العادل ضد الكيان الصهيوني.

جادالله صفا – البرازيل
29/06/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت