(الجزيرة ...سهى عرفات) .. والسرُ في القبر ..!

بقلم: منذر ارشيد

بسم الله الرحمن الرحيم
اختارت الجزيرة توقيت برنامج الاتجاه المعاكس لكي تتحفنا بدهاء فيصل القاسم الذي غيبته عن ملايين المشاهدين وقد أدمنوا على مشاهدة مصارعة الديكة الأسبوعي
فأتحفتنا بما هو أدهى وأمر بعنوان ٍ كبير جلب ملايين أكثر من المشاهدين ظناً منهم أن هناك مفاجئة عظيمة خاصة أنها أي الجزيرة أوحت من خلال إعلانها بأن قاتل أو قاتلي أبا عمار سيُعرضون على شاشتها بالأسماء والصور
وبعد ساعة من التمسمر أمام شاشتها السوداء تبين لنا أنها قامت بمسرحية لها أول وليس لها آخر من خلال سيناريو تم إعداده بشكل درامي كلفها الكثير من حساب النفط الذي يتم نعفه هنا وهناك لقتل أبناء الشعوب العربية
كنا نعتقد أن هناك أسراراً خطيرة غير التي يعرفها أبسط مواطن فلسطيني وعربي
من منا لا يعرف أن أبو عمار مات مسموماً .!!
ربما لا نعرف نوع السم .. ولكننا نعرف أنه مات بالسم , وهل كان همنا وشوقنا من أجل معرفة نوع السم .. أم أننا كنا وما زلنا بحاجة لمعرفة من هو قاتل أبو عمار..
لا بل من ساعد إسرائيل وأمريكا على إغتيال أبو عمار .!
وماذا أضافت الجزيرة عندما إكتشفت أن السم هو البلولونيوم أو اليورانيوم أو الدحلانيوم أوغيرها من أنواع السموم , ومع هذا نقول شكراً يا ست جزيرة على هذا الإيضاح
وها قد عرفنا نوع السم ..طيب وبعدين ..!
ربما لدى الجزيرة هدف كما حصل مع صدام مثلاً بعد أن تم الادعاء أن لديه أسلحة دمار شامل ومن باب السخرية فقط أقول ..هل إذا كان السم ذرياً .. هل من الممكن أن نرى فرقة تفتيش على أسلحة دمار شامل في المقاطعة مثلاً ويكون هناك ضرورة لتنظيفها من الإرهابين ..!؟
شر البلية ما يُضحك
وماذا في ذلك إن كان فلسطينياً من قام بإستجلاب هذا السم وألقمه لزعيمنا في غفلة من جميع من كان مع أبا عمار والذين من المفترض أن يفدوه بأرواحهم
ويحموه من نسمات الهواء حتى ( هذا ما سألناه حينها ) "والمقال موجود"
.
هل الجزيرة التي جندت طاقم من عندها مع صرف المبالغ الكبيرة لمن يسافر ويبحث ويقابل
هل يعنيها أبا عمار أكثر من الشعب الفلسطيني
إلى أين تريد أن تصل الجزيرة ومعها العربية ومحمد رشيد وصاحبه المُتشفي المُتخفي الغيور على إستقرار الوطن ..!
هذا اللصان الظريفان اللذان يتبادلان الأدوار في حركة مكوكية من الدهاء والخبث وقد استقرا في مطبخ المؤامرات الدولية
كل من يهمه الأمر كان ينتظر ما سيتبع ما بثته العربية من مقابلات مع محمد رشيد
وكل صاحب عقل وبصيرة كان يتوقع المفاجئات التي يتضمنها المخطط الذي جاء توقيت تنفيذه الان ..ولكن هل كل شيء يخطط في الدوائر الظلامية ينجح ..!؟

بدون أدنى شك أن السيدة سهى عرفات من أكثر الناس حرصا ً على معرفة الحقيقة , ومن يعرف الأخت سهى يعرف كم هي إنسانة طيبة مع ما تمتلك من ذكاء طبعاً ,
ولكن على ما يبدو أن الجزيرة ودهاقلتها كانوا أذكى منها وقد إستغلوا طيبتها وأقنعوها بأنهم سيحققون نصراً لها من خلال كشف الحقيقة الغائبة
فمثلاً : بعد أن تم إكتشاف المادة التي تم التعرف عليها في مختبرات سويسرا
ماذا يُفيد إخراج رفات الشهيد أبو عمار ..!
هل المقصود التأكد ..! وقد حصل العلماء على بينات واضحة أظهرت المادة
وإذا كان الغرض هو المزيد من الإثبات وهذا جيد ...
أتوجه بالسؤال إلى الأخت الفاضلة أم زهوة حفظها الله
بعد أن تتأكدي يا سيدتي بأن المادة هي كذا وكذا
وأن هذه المادة لا تملكها سوى إسرائيل وأمريكا ..هل ستطلبين بشن حرب على هاتين الدولتين المجرمتين ....!
وهل الجزيرة بمقامها وقيمتها ومعها قطر وأميرها وقائد قواتها المسلحة سيثأرون لك وللشعب الفلسطين ..!

وهل سيحرك حمد القوات الأمريكية الرابضة على أرضه لتأديب إسرائيل .!

يا أخت سها المحترمة مضى على وفاة أبا عمار سنوات سته , وكما قلت أنت أن الظروف لم تسمح لك وكانت الصدمة أقوى من التفكير ,وكان هناك ضغوطات عليك, وقد طُلب منك أن تلتزمي الصمت .. وكلنا يعرف وقد سمعنا هذا حتى أن ضغوطاً مورست على الدكتور ناصر
الذي كان موقفه من أصعب المواقف لأن الضغوط كانت حتى من الشعب الفلسطيني .

وهنا سؤال ...هل الظروف الان أصبحت مواتية ..حتى أتتك الجزيرة بعظمتها وطلبت منك أن تقومي بهذا العمل الجبار لكي تطلع علينا الجزيرة بالخبر العاجل
والذي تمخض فيه الجبل فولد فأراً ...مات أبو عمار مسموما بالبلولونيوم
يا سلام.. وشو إستفدنا ..!

وكما قلت أنت يا أختنا الفاضلة وعلى الجزيرة وأقتبس ..
الظروف اليوم هي ظروف الربيع العربي وأجواء ثورات الشعوب تساعد على كشف الحقائق .

وهل التغيرات التي ذكرتيها جنابك , غير الظروف التي كانت ..!
ولكنك يا سيدتي نسيت أن ما يجري في العالم العربي اليوم حتى لو كان ثورات الشعوب على حكامهم الفراعنة وهذا شيء جميل

إلا أن من يدفع الثمن اليوم هم الشعوب من خلال سفك الدماء والدمار الهائل الذي يتم تحت بند تغيير الأنظمة وبدفع من أمريكا وقطر أم الجزيرة التي كانت تعشق أبو عمار ودموعهم لم تجف على فراقه .. وهم من تئامروا عليه مع من تئامر ...
نعم يا أختنا سهى ..هي الظروف التي يتحتم على قطر وجزيرتها أن تكمل المخطط المرسوم للمنطقة وهي الان تتوقف على أبواب دمشق المستعصية عليها بعد أن فشل الدفع بحرب عالمية كما خُطط من أجل عيون إسرائيل
إسرائيل التي تنتظر تدمير سوريا وقد طالت المدة , والوقت المحدد قد تمدد , وما عاد للصبر حدود , لأن المرحة التالية هي فلسطين والاردن طبعا ً
نعم يا سيدتي فمن وجهة نظري المتواضعة وقد كتبت هذا قبل أشهر بأن العمل جارٍ في سوريا والعين على الأردن وفلسطين , وما فتح الجزيرة لهذا الموضوع الان إلا من أجل تحريك المياه الراكدة في الضفة الغربية واشعال فتيل الفتنة فيها كي تدخل اسرائيل بقواتها وتحول بين الأطراف المتنازعة لا قدر الله , وقد حددت معالم جديدة للصراع ضمن مخططها القديم المتجدد والذي لا يتم تنفيذه إلا بخلط الأوراق وسفك الدماء وبعدها يكون العمل
على أرض الأردن ...والله أعلم
نعم يا أخت سهى هذا هو المخطط وليس من أجل عيون أبو عمار الذي قتلوه هم أنفسهم في قطر وغيرها من الدول التي وافقت على قطع الصلة مع الرحل الكبير , والموافقة على حصاره حتى تم إغتياله "وبيد مجهولة نريد أن نعرفها"
وليكن هناك تحقيقا دولياً لمعرفة من خطط ومن دبر ومن نفذ ..!
أخيرا ً .. إن مسألة فتح قبر أبو عمار سيكون مجالاً لفتح أبواب كثيرة ليس لها حصر
وأهم هذه الأبواب ...باب الفتنة
وإذا أردت يا أخت سهى معرفة الحقيقة ..طالبي بفتح شيء غير القبر
ففي القبر قائد وزعيم خلده التاريخ
أما ما هو مطلوب فتحه ....
هو فتح التحقيق مع كل من كان على تواصل مع أبو عمار من الدائرة الضيقة وخاصة الذين ظهرت النعمة عليهم بشكل كبير ومن فتح مشاريع واستثمارات هنا وهناك في العالم الحر
لأن المادة المذكورة وكما قال العلماء تحتاج إلى من يضعها في فم أبو عمار
إحمدي الله .. أنك كنت بعيدة ً عنه في ذلك الوقت ...!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت