العودة .. ووحدة المقاومة.. حلم لــ كنفاني هل سيتحقق ..؟

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
"عائد إلى حيفا" هي رواية فلسطينية وجزءاً من حلم الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، الذي لطالما كان يفكر دائما في كيفية العودة إلى أرض الوطن المسلوبة قصراً، في حين أنه لم يتوقف للحظة واحدة من الدعوة إلى توحيد صف المقاومة الفلسطينية من أجل التصدي للاحتلال الإسرائيلي.

كنفاني أدرك أن رفعه شعار " بالدم نكتب لفلسطين" ستكون حياته ثمن له لأن الاحتلال اعتبر كتابته أقوى من رصاص البنادق لذا اغتياله، وقتل حلمه (العودة إلى أرض الوطن– وتحقيق وحدة المقاومة)، الحلم الذي عاش وضحى من أجله كنفاني طرحه مراسل وكالة قدس نت للأنباء كسؤال رئيسي على حفل إحياء الذكرى الـــ 40 لاستشهاده, والذي أقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قاعة جمعية بادر بمدينة غزة أمس الاثنين بعنوان "نكتب بالدم لفلسطين" وتخلله عرض فليم عن حياة الأديب الكبير..

وتعتبر مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن إحياء ذكرى استشهاد كنفاني وأمثاله يعني تحقيق و تجسيد الوحدة الوطنية، وامتداد لحلم كنفاني وتذكيراً بحق العودة، موضحة بأنه الوفاء لكنفاني الذي صنع أدب المقاومة وشق الطريق له يتمثل بتسليط الضوء على رسالته .

وتبين أبو دقة أن الفلسطيني توحد في السابق أثناء المقاومة والقهر والفقر، وأن كنفاني من خلال معادلته يدعو إلى توحيد الصف الذي هو أكثر ما يحتاجه الفلسطينيون في هذه الأوقات، مشيرة إلى أن هذا التوحد هو أول خطوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي .

وصادف الثامن من تموز الجاري الذكرى الـ40 لاستشهاد الأديب كنفاني، الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي مع إبنة أخته (لميس) في 8/7/1972م بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت، بعد أن عاش (36 عاماً) تجرع فيها حب فلسطين التي هجر منها هو وعائلته عام 1948م فرحل بعد أن قدم الكثير للأدب الفلسطيني.

رسالة كنفاني ...
وتعتبر أبو دقة أن رسالة كنفاني بتوحد كل قوى الشعب الفلسطيني هي رسالة ترفض الانقسام بين طرفي الوطن غزة والضفة، وتركز على ضرورة الالتفاف حول قضايا الصراع مع إسرائيل وكشف ممارساتها اليومية لا سيما الاستيطان، وحق العودة، مؤكدة بأنه من غير المسموح لنا كفلسطينيين أن نتفرق وننقسم لان الانقسام دمار للشعب الفلسطيني ونهاية لحلم كنفاني في حقه الثابت لإقامة الدولة الفلسطينية.

ولد كنفاني في مدينة عكا في التاسع من نيسان عام 1936م ويعتبر صاحب لقب الأدب المقاوم، أحد أشهر الكتاب والصحفيين العرب في عصرنا, فقد كانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية، وأصدر حتى تاريخ استشهاده المبكر مع ابنه أخته التي كانت عمرها عند استشهادها(17 عاماً) ثمانية عشر كتابا، وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني.

الكفاح المسلح ...
من جانبه يرى وسام الفقعاوي عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، مسئول اللجنة الثقافية في فرع غزة، أن كنفاني جسد خلال مسيرة حياته ثلاث معاني أساسية متعلقة في القضية الفلسطينية، الأولى طرحه الدائم بضرورة الوحدة الوطنية قائلاً " كان كنفاني شغوف للوحدة الوطنية يؤكد عليها باستمرار في مختلف أعماله التي تناولها على مدار حياته، وأحيانا كانت من وجهة نظر نقدية تحت عنوان " فارس فارس"، والتي تناول فيها واقع المقاومة الفلسطينية.

ويوضح الفقعاوي أن كنفاني كان يطمح على مدار حياته، أن تشكل المقاومة الفلسطينية جبهة واحدة وموحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومشروعه الذي يستهدف فلسطين كما يستهدف الأمة العربية، مؤكداً أن الوقت الحالي هو الأكثر حاجة لتوحيد الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال.

إعادة الاعتبار...
ويؤكد أن جبهته عملت وستعمل دائما على توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، قائلاً " نحن في الجبهة لن نتوقف للحظة في طرح أهمية الوحدة الوطنية ليس كشعار إنما كتطبيق وممارسة والتوحد في إطار جبهة مقاومة موحدة من خلال إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام على الفور وإعادة الوحدة ".

ويبين أن المعني الثاني الذي جسده غسان في حياته يمكن في " دلالات النكبة الفلسطينية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في عام 1948م حيث رفع شعار العودة إلى فلسطين، واعتبر أن الوهج الرئيسي للعودة بدأ بالكفاح المسلح", وركز في المعنى الثالث والدلالة الأخيرة على أن طبيعة الصراع مع الاحتلال وهو صراع شامل ومفتوح، مؤكداً عدم إيمان كنفاني بأي حلول مرحلية.

كافة الشهداء ...
ويقول الفقعاوي إن " إحياء ذكرى استشهاد الأديب الفلسطيني غسان كنفاني والذي من خلال حضوره اليوم معنا يحضر كافة الشهداء الفلسطينيون أبو عمار وأحمد ياسين، والحكيم، وفتحي الشقاقي، وجيفارا غزة، وكل شهداء شعبنا"، مؤكداً أن الشهداء الذين كتبوا لفلسطين بالدم حضورهم مستمر معهم بالزمان والمكان.

ويوضح الفقعاوي أن حضور كنفاني يزداد مع الوقت نتيجة إنتاجه الأدبي الفكري والسياسي، معتقداً أن حياة كنفاني الأدبية والسياسية بدأت منذ اللحظة الأولى التي رفع فيها شعار " بالدم نكتب لفلسطين"، قائلاً " كان يدرك أن ثمن النضال والمقاومة والمجابهة مع الاحتلال الدم بمعنى الروح"، مبيناً أن غسان اشتهر قبل اغتياله وأزداد رونقة بعد الاغتيال، مؤكداً أن حضوره لا يقتصر على العقل الفلسطيني والعربي، إنما في الوسط الأوروبي خاصة بعدما ترجمة العديد من كتابته إلى عدة لغات.

وكان كنفاني قد شغل منصب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورئيس تحرير مجلتها "الهدف"، وناطقا رسميا باسمها ومسؤولا عن نشاطها الإعلامي، وشارك في وضع البيان السياسي للجبهة والمعروف باسم (برنامج آب 1969)،وكتب بشكل أساسي بمواضيع التحرر الفلسطيني.