القدس المحتلة - وكاتلة قدس نت للأنباء
في هجوم غير مسبوق على رئيس دولة في إسرائيل، اعتبر قادة اليمين المتطرف في المستوطنات رئيسهم شيمعون بيريس "نبي الدولة الفلسطينية". واتهموه بالمساس بالمصالح الإسرائيلية وتغليب المصالح الفلسطينية عليها، وكل ذلك بسبب تصريح له انتقد فيه مشاريع تهويد الاستيطان وقال إن "من شأنها تشكل خطرا على الأغلبية اليهودية في الدولة العبرية".
وكان بيريس، الذي امتنع في السنوات الثلاث الأخيرة عن التطرق إلى مواضيع خلافية في إسرائيل بكلمات حادة، قد أدلى بتصريحاته هذه خلال خطابه في مراسم إحياء ذكرى مؤسس الحركة الصهيونية وصاحب فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين، بنيامين زئيف هرتزل، الذي يعتبره الإسرائيليون "نبي الدولة اليهودية". وقال بيريس في كلمته: إن "المستوطنات الإسرائيلية في المناطق المزدحمة بالسكان العرب، التي جاءت على أثر هجوم علينا، من شأنها أن تؤدي إلى تغيير ديموغرافي خطير في المنطقة وتهديد الأغلبية اليهودية في أرض إسرائيل".
واعتبر بيريس أن "هناك شكا في أن تتمكن دولة يهودية من دون أغلبية يهودية، من البقاء يهودية. فالاستقلال الوطني في العالم الديمقراطي يلزم بالحفاظ على أغلبية يهودية، كما أن الهوية القومية في عالم متعدد الثقافات تلزم بالمحافظة على الخصوصية الروحانية للشعب اليهودي".
وجاءت تصريحات بيريس على خلفية النقاش المحتدم في المجتمع الإسرائيلي حول تقرير لجنة القاضي إدموند ليفي، الذي خرج بالاستنتاج أن "الضفة الغربية والقدس الشرقية لا تعتبران منطقة محتلة" وأنه "يجوز لليهود أن يستوطنوا في أي مكان فيهما كما يستوطنون في تخوم إسرائيل ما قبل عام 1967".
وسارعت لجنة المستوطنات في شمال الضفة الغربية إلى الرد على تصريحاته بالقول إن "بيريس نفسه هو الذي يشكل خطرا حقيقيا على دولة إسرائيل. فمن بعد موت ياسر عرفات، تحول بيريس إلى نبي الدولة الفلسطينية. وكما يبدو فإنه رغم سنه المتقدم فإنه لا يتراجع عن طريقه التآمري منذ عشرات السنين ضد الهوية اليهودية لدولة إسرائيل ومستقبلها القومي. فهو لا ينأى عن أي وسيلة لمساعدة العدو الفلسطيني على إقامة دولة إرهاب بما في ذلك الطعن بشكل فظ في سلطة القانون كما حددتها لجنة ليفي. وهو يستغل موقعه الرفيع في رئاسة الدولة لكي يواصل آيديولوجيته اليسارية المتطرفة".
ودعا قادة الاستيطان النواب والوزراء في اليمين إلى "مقاطعة هذا الرجل الخطير وعمل كل ما يلزم للإطاحة به". وأعلنوا أنهم سيبدأون من اليوم (الخميس) حملة لجمع تواقيع نواب في اليمين للمطالبة بإقالة بيريس. ودافع رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، داني ديان، عن هذه اللهجة القاسية بالقول إن "الخطر الوحيد على إسرائيل يأتي اليوم من أولئك الذين يضعفون الإيمان بالحقوق اليهودية التاريخية على أرض إسرائيل".
وأعرب عن استغرابه لقيام بيريس ببث موقفه الناجم عن اليأس في مناسبة إحياء ذكرى هرتزل. وقالت منظمة "الطاقم القضائي لأرض إسرائيل" إن "شيب بيريس يخجل شبابه. فهو يشق المجتمع الإسرائيلي ويبث الخوف من الاستيطان في نفوس الإسرائيليين".
وهب للدفاع عن بيريس رئيس حركة "سلام الآن"، يريف أوفنهايمر، الذي قال إن" بيريس صدق في تحذيره، مع أن أقواله جاءت متأخرة أكثر من 30 سنة. وكنت أحبذ لو أن بيريس أدرك حقيقة الخطر من الاستيطان، عندما كان رئيسا للحكومة ووزير للجيش وغيرهما من مواقع اتخاذ القرار. فهو كان أول من صادق على إقامة مستوطنات في الضفة الغربية".
