غزة – وكالة قدس نت للأنباء
نفدت الاغاثة الطبية الفلسطينية برنامج التأهيل المجتمعي اربع لقاءات مفتوحة مع اهالي الاشخاص ذوي الاعاقة حول الإعاقة ومفهومها ونظرة المجتمع لها.
وجرت اللقاءات التي تحدث فيها مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل المجتمعي، وعدد من أخصائيي التأهيل في قاعات بلدية بيت لاهيا، مركزي النشاط النسائي في بيت حانون ومعسكر جباليا وقاعة جمعية بيتنا للتنمية والتطوير, بمشاركة نحو 120 من أولياء أمور ذوي الإعاقة، وذوي الإعاقة أنفسهم.
وقال عابد "أن اللقاءات اشتملت علي تقديم نبذة عن الإعاقة، وأنواعها وأسبابها، ومراحلها وأثرها على الفرد والأسرة والمجتمع".
وأضاف أن المفهوم الاجتماعي للإعاقة يعتمد على البيئة و الموارد، العادات والتقاليد والنظرة الاجتماعية، مشيراً إلى أن وجود تفاعل بين الإعاقة والعوامل الاجتماعية سيصنفها على أنها إعاقة بحد ذاتها، أما في غياب هذا التفاعل فأن هذه الإعاقة ستتحول إلى عاهة وتعرف العاهة بأنها أقصى درجات الإعاقة.
وبين أن انواع الإعاقة حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية إلى صعوبة السمع والنطق وصعوبة البصر وصعوبة الحركة وصعوبة التعلم "إعاقة عقلية" والنوبات.
واستعرض في سياق مداخلات فدمها خلال هذه اللقاءات الأمور التي تحدد صعوبة الإعاقة وهي سبب الإعاقة ووقت اكتشاف الإعاقة ونوع الإعاقة والعمر والجنس والمستوى العلمي والمستوى الاجتماعي والوضع الاقتصادي والوضع الصحي والبيئة وجود خدمات تأهيلية والنظرة الاجتماعية والوضع النفسي والحالة الاجتماعية
كما استعرض عابد أسباب الإعاقة، مبيناً أنها قد تكون ناجمة عن أسباب وراثية مثل زواج الأقارب كلما تكرر زواج الأقارب وكانت القرابة متكررة كان حدوث الإعاقة أكبر وظهور الأمراض الوراثية أكثر وعمر الأم أثناء الحمل (الزواج المبكر) - يكون جسم الفتاة غير مكتمل وتكون عرضة للأمراض منها الحصبة الألمانية والتي تؤدي إلى تشوهات في القلب والعيون والأذن للجنين المولود - أو الحمل المتأخر.
وأضاف أن من بين الأسباب هو تناول أدوية أثناء الحمل أو التعرض للأشعة أو الإصابة بالحصبة الألمانية، الاستعمال الخاطئ في تناول الدواء, وعسر الولادة، نقص الأكسجين، ارتفاع درجة حرارة المولود، عدم أخذ الطعومات في الوقت المناسب، للأطفال و(حوادث السير، العمل، المنزل) والحروب، مضاعفات أمراض السكري والقلب والروماتيزم، تناول المخدرات والكحول، الأمراض العصبية والنفسية، عدم توفر المسكن الصحي جيد التهوية والإضاءة يؤدي إلى وجود أمراض صحية مثل مرض السل وأمراض العيون وغيرها.
وعن أثر الإعاقة على الأسرة والفرد والمجتمع قدم أخصائيو التأهيل العاملين في أربعة مناطق في محافظة شمال غزة وهم: جهاد عرادة، فاطمة المشهراوي، هبة الدحارجة، وشعبان عطالله مداخلات قالوا فيها: ان الأسرة تتعرض لضغط نفسي نتيجة رفضها وجود معاق داخلها، كما تتعرض الأسرة لضغط اقتصادي نتيجة تحملها أعباء مادية كبيرة للعناية بالشخص ذوي الإعاقة، وكذلك تتعرض الأسرة لضغط اجتماعي نتيجة ميلها إلى عزل بالشخص ذوي الاعاقة عن المجتمع وإنكار وجوده لاعتقادها بعدم تقبل المجتمع له.
واشار هؤلاء المتحدثون إلى الإحباط والدونية نتيجة شعور ذوي الإعاقة بالعجز عن ممارسة حياته بشكل طبيعي فيعتقد أنه أقل من غيره, والعزلة والانطواء وقلة الحماس للحياة لشعوره بأنه عال على المجتمع, والسلوك العدواني, وفقدان الثقة بالنفس, والاتكالية على غيره أو على أسرته دون محاولته الاعتماد على نفسه.
وحول تأثير ذوي الإعاقة على مجتمعهم انتقدوا سلبية الاعتقاد بزيادة عبء مصروفات الدولة وإعاقة التقدم، والاستغلال السيئ للأشخاص ذوي الإعاقة، وحدوث خلل في المفاهيم المجتمعية ما بين الشفقة عليه وإعطائه حقوقه.
وفي ختام هذه اللقاءات طالب الأهالي المشاركون بزيادة اللقاءات التوعية التي تمكنهم من التعامل مع ابنائهم بطريقة سليمة واخذ تدابير السلامة المهنية والمنزلية كعامل رئيسي للوقاية.
يشار إلى أن الحملة التي أطلقتها الإغاثة الطبية ستستمر خلال الشهور القادمة وفي مناطق متفرقة لاستهداف أكبر عدد ممكن من ذوي الإعاقة.