الربيع العربي

بقلم: أحمد إبراهيم الحاج

الربيع العربي )ربيع سوريا )

....................
حطَّ الربيع رحاله في أرضنا
من دون وعدٍ مُسبقٍ، لا يتنظر
..........................................
شتاؤنا ما زال فينا قائماً
مازال فينا صائماً،
لاغيث يصحبه، لا ماءَ يسكنه
متداخلاً بخريفنا، متماثلاً مع صيفنا
متمرّداً، متجبراً، لكنه لن ينتصر
الكل فينا يستغيث ويصطبر
الكلُّ منّا عازمٌ لن يندحر
..............................................
الأرض مُقفرةٌ ،
زيتونها عارٍ
أعنابها كالحنظلِ، وتينها كالخردلِ
تفاحها مُرُّ المذاقِ مُعلقمٌ
ليمونها مُتحجِّرٌ، لا يَعتَصر
ونباتها مُلْقىً على جنباته،
الموت يحصُرُه بزاويةٍ
من كل فجِّ، يستغيثٌ ويحتضر
..............................................
وُلاتنا كالطِّفل أمسكَ دُميةً
نفوسهم تطغى على ألبابهم
لا يقبلونَ معارضاً أو ناصحاً
فالكلُّ أقسم أن يقاتل
أن يقاوم، أن يُعاندِ رغبة بنفوسنا
أن ينتصر، أو ينتحر
والنار تشوي باللحوم وتستعِر
.............................................
شيوخنا كالقفل ظلَّ مُغلّقاً
مفتاحه قد أودعوه جيوبهم
من دون قلبِ بالعقيدة يختمِر أو يعتمِر
...........................................
عُذالنا يتربصون بنا، يترقبون
فالكل أضحى للفريسة ينتظر
...........................................
سماؤنا تُلقي رذاذاً أحمراً
دماؤنا للغيثِ أضحت منبعاً
الدّمُّ منّا يُستباحُ وينهمر
....................................................
روائح في الحي من جثث الشعوب تبعثرت
تدمي الأنوف ، في كل حدبٍ تنتشر
من كل صوبٍ تنفجر
............................................
ماذا تبقى للوحوش من الشرائع
حتى الشرائع تُستباح من الوحوش
لتكون دستوراً يُعاقره البشر
...........................................
هذا الربيع مغايرٌ لربيعنا
الورد فيه ممزّقٌ
الزَّهرُ فيه مُضرَّجٌ
الحُرُّ فيه مُقيَّدٌ
العين فيهِ تُستفزُّ فتقشعِرُّ، وتنكسِر
والدَّمعُ فيها يُستثار فتعتصر
الدّمع منها كالجداول ينهمر

................................................
مع أحر التعازي لكل أسر شهداء فلسطين الأبرار الأبرياء وخاصة شهداء جيش التحرير الفلسطيني الذين سقطوا في سوريا ولكل أسر شهداء سوريا الأبرياء
أحمد الحاج

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت