لم يكن مفاجئا لنا ككتاب ،ولا لغيرنا من المراقبين للشأن الفلسطيني ، تعمد وزيرة الخارجية الأمريكية ذو الميول الصهيونية حسب النظرية الانجليكانية الحديثة ، عدم زيارة رام الله والالتقاء بالرئيس والقيادة الفلسطينية هناك ..
وممكن استشعار ذلك من خلال حملة الخناق والتضييق على السلطة الفلسطينية ، بل تلك الحملات التحريضية التي يشنها الكونجرس الأمريكي ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، حملة منظمة ، وممنهجة وبرعاية صهيونية 100% ، بدأت بالتشهير واتهامه بالفساد ..!! ، مرورا بتضييق الخناق الاقتصادي ، وعدم دفع مستحقات السلطة ، من ضرائب وأموال مفروضة للسلطة ، أو بوقف متعمد لرزمة المساعدات الدولية المتفق عليها ..
حقيقة وبما لا يدعو للشك أن السلطة والقيادة الفلسطينية ، تتعرض لأشرس حملات تحريض ، تهدف إلى محو الشخصية الفلسطينية ، في ظل غياب عربي متعمد ، وما جولة محمود عباس العربية الأخيرة إلا محاولة الغريق المتعلق بقشة النجاة ، لأنه يدرك أن كافة الأنظمة العربية ، وحتى التي جاءت بعد ما يسمى بالربيع العربي ، والتي يحلو لنا أن نسميه الربيع الأمريكي المزري العربي – لا يمكن أن تعطى أبو مازن ولا فلس واحد دون الرجوع لتوقيع الحذاء الامريكى ..
بالطبع إن فتح العديد من الملفات وإغلاق جانب آخر منها، والتغطية الإعلامية المصاحبة لها من وكالات أنباء مشبوهة وأخرى مستفيدة ، كله يصب في مصلحة الوقوف أمام الخيارات الإسرائيلية ، وإعطاء شرعية لحكومة يمينية قذرة في إسرائيل ، وإجبار الرئيس عباس للركوع والإذعان للشروط الإسرائيلية وإلا ...!!
تأسيسا لما سبق نري أن عدم زيارة كلينتون إلى رام لأنها تعودت هي وأمثالها أن يقابلوا بالبيض الفاسد ، أوالرشق بحبات الطماطم ، ونظرا لإدراك كلينتون وبتقرير مسبق من السي أي أيه أن سعر الطماطم ، قد ارتفع في أراضى فلسطين ، وإنها لن ترشق بها ، عزفت عن الزيارة ، لأنها أيقنت أن سعر الطماطم ، يفوق سعر السياسة الأمريكية ، لدى الشارع الفلسطيني ، وفى نفس السياق تشير تقارير الاستخبارات الأمريكية أن الفلسطينيين يستغلون البيض في الصيف لإنتاج آلاف الكتاكيت التي ، تثبت صمودهم في أراضيهم ، وان البيض والبندرة ، أصبح من السلع الاقتصادية المقدسة فلسطينيًا ، لذا قرر الفلسطينيون عدم هتك حرمتهم وتدنيسهم بالوجه الامريكى ، هل وصلت الرسالة . د ناصر إسماعيل اليافاوي الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب وفاق
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت