حنا عيسى: مسيحيو فلسطين مكوّن مهم وليس طارئاً

رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
شدد أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى على أن أية ممارسات تستهدف الضغط على المسيحيين وممارسة أساليب الكراهية ضدهم، لا تفيد التعددية وتضر بالانسجام الداخلي في المجتمع الفلسطيني، لأن حرية الاعتقاد موجودة في القوانين والتشريعات الفلسطينية، ويجب أن يتم رعايتها وحمايتها، لأنها تشكل صمام أمان المجتمع الفلسطيني.

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "الكنيسة وحرية الاعتقاد والسلم الأهلي في الأراضي الفلسطينية" عقدها مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان.

وأعطى عيسى صورة واضحة عن دور المسيحيين التاريخي في فلسطين، مدعما ذلك بأرقام ومعطيات، مشيرا إلى أن المسيحيين شكلوا في فلسطين وفي كل مرحلة تاريخية معينة أي قبل ظهور الإسلام أكثر من 96% من السكان.

وأوضح بان المسيحيين اضطلعوا بدور وطني وثقافي وفكري وتنويري على مدى العصور، لأنهم مكوّن مهم وليس طارئاً على المجتمع.

وتطرق إلى تضاؤل عدد المسيحيين في فلسطين مدللاً على ذلك أيضا بالأرقام، مؤكدا أن هناك عوامل ذاتية وموضوعية تقف وراء ذلك، وفي المقدمة تخوف المسيحيين من المد الأصولي في المنطقة، حيث وجد عدد منهم أن من شأن ذلك أن يؤثر على دورهم الاجتماعي والسياسي ويستهدف اعتقادهم.

وبيّن عيسى بان هناك (13) طائفة مسيحية معترف بها، وهناك وجود لطوائف وامتدادات أخرى غير معترف بها، لأنه لا يتوافر فيها الاشتراطات والمواصفات المتعارف عليها.

واعتبر أن هناك إلى جانب العامل الموضوعي، مشكلات وتداعيات لها علاقة مباشرة بالعامل الذاتي، من ضمنها البحث عن فرص أفضل في الخارج، السفر من اجل التعليم وبعد الانتهاء من التعليم، يستقر الطالب في إحدى الدول الأجنبية.

ولم يستثن عيسى الدور الذي تلعبه جهات خارجية، تعمل على تهجير المسيحيين الفلسطينيين وتقديم الإغراءات لهم، من اجل إحداث إخلال في معادلة وجودهم ودورهم في المجتمع الفلسطيني.

في بداية الندوة التي أدارها حسن عبد الله مفتتحا النقاش حول أهمية التعددية الدينية والسياسية والفكرية في المجتمع الفلسطيني، تحدث إياد البرغوثي مدير عام مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان عن حرية المعتقد الديني بعيدا عن الإكراه والقسر، مؤكدا أنه لا يمكن لمجتمع أن يعيش بشكل صحي إذا لم يتوافر فيه الشروط.

وأضاف البرغوثي، ان التسامح هو الذي من المفروض أن يشكل العنصر الأساسي في المعادلة الدينية والفكرية في المجتمع، بحيث تسود ثقافة الإقرار بالاختلاف عن اختلاف الآخرين معنا وليس محاربة ومناهضة واستهداف هذا الاختلاف.